الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
قال ابن تيمية _ رحمه الله _ في بيان
تلبيس الجهمية (2/135) :" وكذلك تسمية اهل البدع لانفسهم بأسماء لا يستحقونها
كما تسمى الخوارج انفسهم المؤمنين دون بقية اهل القبلة ويسمون دارهم دار الهجرة
وكذلك الرافضة تسمى اهلها المؤمنين واولياء الله
دون بقية اهل القبلة
وكذلك الجهمية ونحوها يسمونه انفسهم
الموحدين ويسمون نفي الصفات توحيد الله"
وهذا كلام بين واضح في أن الجهمية لا
يستحقون أن يسموا موحدين ، ومن الجهمية بل من أقحاحهم الأشاعرة فإنهم يقولون في
القرآن مقالة أخبث من مقالة اللفظية والواقفة الذين اتفق السلف على تجهيمهم وأن
مقالتهم كفرية
كما أنهم يقولون بإنكار العلو وهو أشنع
وأشد من القول بخلق القرآن
فقول ابن مهدي ( هما ملتان الجهمية
والرافضة ) ينطبق على الأشاعرة ، وكذا قول البخاري في استجهال من لا يكفرهم
وكلام ابن تيمية لا يختلف في أنهم جهمية ،
وأحياناً يقول ( فروع الجهمية ) وأحيانا يقول ( مخانيث الجهمية )
واعجب ممن يقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام
الألوهية والربوبية والأسماء والصفات
ثم يخالف ضرورة هذا التقسيم فيحكم للمنحرف
انحرافاً في باب الصفات في إنكار صفة العلو وغيرها من الصفات بأنه من أئمة
المسلمين
فكيف يكون إماماً للمسلمين وهو ليس موحداً؟
وكيف يكون ليس مبتدعاً ومن بدعه مبتدع وهو ليس موحداً أصلاً ؟
والعجيب أن كثيراً من هؤلاء انحرفوا في باب توحيد الألوهية انحرافاً عظيماً وصل بعامتهم إلى الشرك
ولما صنف البخاري الصحيح سمى الرد على
الجهمية ( كتاب التوحيد ) وكذا ابن خزيمة سمى كتابه في الصفات ( التوحيد )
فالمخالف لما في هذين الكتابين ليس موحداً
على قولهما بل قول عامة أهل العلم
والدارمي سمى نقضه رداً على المريسي في
التوحيد
وهذه حقيقة كلمة ابن المبارك حين أخرج الجهمية الثنتين والسبعين فرقة ، فحقيقة قوله أنهم كفار ليسوا من أهل الملة فإذا ثبت أن الأشاعرة جهمية أقحاح انسحب عليهم الحكم وهذا ثابت عليهم وهو أجلى ما يكون في متأخريهم
بل لم تقتصر موافقتهم لجهم في باب الصفات بل نص ابن تيمية أن الباقلاني نصر مذهب جهم في الإيمان وفي القدر
ومن يشترط في الجهمي الذي تنسحب عليه نصوص السلف أن يكون منكراً لجميع الأسماء والصفات فهو من يشترط في عابد القبور لكي تنزل عليه آيات المشركين أن يكون عابداً لصنم مصور ومنكراً للبعث !
بل لم تقتصر موافقتهم لجهم في باب الصفات بل نص ابن تيمية أن الباقلاني نصر مذهب جهم في الإيمان وفي القدر
ومن يشترط في الجهمي الذي تنسحب عليه نصوص السلف أن يكون منكراً لجميع الأسماء والصفات فهو من يشترط في عابد القبور لكي تنزل عليه آيات المشركين أن يكون عابداً لصنم مصور ومنكراً للبعث !
فمن نقل تأويلات المريسي وخلدها في الأمة
كيف يكون موحداً ؟
فكل من استحق اسم ( جهمي ) فلا يستحق اسم (
موحد )
وكل من نفى العلو فهو جهمي لأن السلف
أجمعوا على أن من قال بخلق القرآن فهو جهمي فكيف بمنكر العلو مع القول بمقالة
مآلها القول بخلق القرآن مع تعطيل عامة الصفات بل والأسماء المتضمنة للأسماء فإن
الإثبات اللفظي لا يفيد إن حرفت المعاني
وأشهر من أسموا أنفسهم ب( الموحدين ) الجهمية
الأشعرية التومرتية ويبدو أن الشيخ يعنيهم
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم