الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما
بعد :
قال أحمد في مسنده 22079 - حَدَّثَنَا
حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي
سَلَمَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ
بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ عَمَلًا
قَطُّ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ»
هذا منقطع كما ترى ومع انقطاعه قد روي من
طرق عن زياد موقوفاً على معاذ دون ذكر النبي صلى الله عليه وسلم
قال ابن ماجه في سننه 3790- حَدَّثَنَا
يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ زِيَادِ
بْنِ أَبِي زِيَادٍ ، مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ ، عَنْ أَبِي بَحْرِيَّةَ ، عَنْ
أَبِي الدَّرْدَاءِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ قَالَ : أَلاَ
أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ , وَأَرْضَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ ،
وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِعْطَاءِ الذَّهَبِ
وَالْوَرِقِ ، وَمِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ ،
وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ ؟ قَالُوا : وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : ذِكْرُ
اللَّهِ.
وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ : مَا عَمِلَ
امْرُؤٌ بِعَمَلٍ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ ذِكْرِ
اللَّهِ
وقال مالك في الموطأ 492 - عن زياد بن أبي
زياد أنه قال قال أبو الدرداء :ألا أخبركم بخير أعمالكم وأرفعها في درجاتكم
وأزكاها عند مليككم وخير لكم من إعطاء الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم
فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا بلى قال ذكر الله تعالى قال زياد بن أبي
زياد وقال أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل ما عمل بن آدم من عمل أنجى له من عذاب الله
من ذكر الله
ولاشك أن رواية عبد الله بن سعيد ومالك
الموقوفة أصح فهما الأكثر ومالك أحفظ من ابن الماجشون غير أن ذكر أبي بحرية في سند
رواية زياد غلط انفرد به عبد الله بن سعيد من دون مالك وابن الماجشون وهما أحفظ
وقال أحمد في الزهد 1032- حَدَّثَنَا
حَجَّاجٌ ، حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ ، عَنِ الْمَشْيَخَةِ ، عَنْ أَبِي
بَحْرِيَّةَ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ : مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ عَمَلاً
أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ، قَالُوا : يَا أَبَا
عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالَ :
وَلاَ إِلَى أَنْ يُضْرَبَ بِسَيْفِهِ حَتَّى يَنْقَطِعَ ؛ لأَنَّ اللَّهَ عَزَّ
وَجَلَّ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ}
وهذا موقوف أيضاً وسنده محتمل خصوصاً في
الموقوف
وللخبر المرفوع طريق أخرى عن معاذ وهي
معلولة بالوقف أيضاً
قال الطبراني في الكبير 352 - حدثنا عبيد
بن غنام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ( ح ) وحدثنا الحسين بن اسحاق التستري ثنا عثمان
بن أبي شيبة قالا ثنا أبو خالد الاحمر عن يحيى بن سعيد عن أبي الزبير عن طاووس عن
معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما عمل آدمي عملا أنجى له
من عذاب الله من ذكرالله قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا الا أن تضرب
بسيفك حتى ينقطع ثلاث مرات
أقول : أبو خالد الأحمر صدوق يخطيء وقد
أعل الدارقطني هذا الخبر بالوقف
جاء في علل الدارقطني :" 982- وسُئِل
عَن حَدِيثِ طاؤُوسٍ ، عَن مُعاذٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم : ما
عَمِل آدَمِيٌّ عَمَلاً أَنجَى لَهُ مِن النّارِ مِن ذِكرِ الله. ... الحَدِيثَ.
فَقال : يَروِيهِ يَحيَى بن سَعِيدٍ
الأَنصارِيُّ ، عَن أَبِي الزُّبَيرِ ، واختُلِف عَنهُ ؛ فَرَواهُ أَبُو خالِدٍ
الأَحمَرُ ، عَن يَحيَى ، عَن أَبِي الزُّبَيرِ ، عَن طاؤُوسٍ ، عَن مُعاذٍ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم.
وخالَفَهُ عَباد بن العَوّامِ ، فَرَواهُ
عَن يَحيَى ، عَن أَبِي الزُّبَيرِ ، عَن مُعاذٍ ، ولَم يَذكُر فِيهِ طاؤُوسًا.
وَأَسنَدَهُ عَنهُ الفَضلُ بن زِيادٍ
الطَّسِيُّ ، وغَيرُهُ ، لا يُسنِدُهُ ، بَل يُوقِفُهُ.
ورَواهُ عَبد الله بن الأَجلَحِ ، عَن
يَحيَى بنِ سَعِيدٍ ، عَن أَبِي الزُّبَيرِ ، عَن مُعاذٍ مَوقُوفًا.
وَلَم يَذكُر طاؤُوسًا ، والمَوقُوفُ
أَصَحُّ"
وقال العقيلي في الضعفاء :" 1603- مُحمد
بن الحَجاج بن رِشدين بن سَعد المَهريُّ:
في حَديثه نَظرٌ.
5217- مِن حَديثه؛ ما حَدثناه أَحمد بن
مُحَمد بن الحَجاج بن رِشدين بن سَعد، حَدثنا أَبي، عن أَبيه، عن جَدِّه رِشدين
قال: حَدثني عَميرَة بن أَبي ناجية، عن يَحيَى بن سَعيد، عن سَعيد بن المُسَيَّب،
عن مُعاذ بن جَبَل، أَنَّ رَسول الله صَلى الله عَليه وسَلم قال: ما عَمِل آدَمي
عَمَلاً أَنجَى لَه مِن ذِكر الله عَز وجَل، ولَو أَن يَضرِب بِسَيفِه في سَبيل
الله عَز وجَل حَتَّى يَنقَطِعَ.
وهَذا يُروى مِن طَريق أَصلَح مِن هَذا،
عن مُعاذ رَضي الله عنه"
يعني موقوفاً عليه فالصواب في قوله (مَا
عَمِلَ آدَمِيٌّ عَمَلًا قَطُّ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ
اللَّهِ) أنه من كلام معاذ بن جبل لا كلام النبي صلى الله عليه وسلم
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم