الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما
بعد :
قال مالك في الموطأ 750 - عن علقمة بن أبي
علقمة عن أمه عن عائشة أم المؤمنين :انها كانت تنزل من عرفة بنمرة ثم تحولت إلى
الأراك قالت وكانت عائشة تهل ما كانت في منزلها ومن كان معها فإذا ركبت فتوجهت إلى
الموقف تركت الإهلال قالت وكانت عائشة تعتمر بعد الحج من مكة في ذي الحجة ثم تركت
ذلك فكانت تخرج قبل هلال المحرم حتى تأتي الجحفة فتقيم بها حتى ترى الهلال فإذا
رأت الهلال اهلت بعمرة
وهذا إسناد قوي فأم علقمة وثقها ابن سعد
في الطبقات وذكرها ابن حبان في الثقات
وفي ظاهر هذا الخبر أن عائشة رضي الله
عنها كان تعتمر بعد الحج دائماً وهذا يدل على أنها لم تحمل فعلها في حياة النبي
صلى الله عليه وسلم حيث اعتمرت بعد الحج على الخصوصية بحالها في تلك السنة حيث
حاضت فاضطرت للقران وأحبت ألا يرجع الناس بحج وعمرة وهي ترجع بحج
ولكنها في خبر الموطأ صارت تتحرى للعمرة
بعد الحج انسلاخ شهر ذي الحجة ، وهذا فيما يبدو الأفضل ولا ينهى عن حال عائشة
الأول لأنها لم تنص على بطلانه ولم ينكر عليها أحد
وقال ابن أبي شيبة في المصنف 13182- حدَّثَنَا
أَبُو الأَحْوَصِِ ، عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ : سَأَلْنَا ابْنَ عُمَرَ عَنِ
الْعُمْرَةِ بَعْدَ الْحَجِّ ؟ فَقَالَ : إنَّ أنَاسًا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ ،
وَلأَنْ أَعْتَمِرَ فِي غَيْرِ ذِي الْحِجَّةِ ، أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ
أَعْتَمِرَ فِي ذِي الْحِجَّةِ.
وهذا خبر ثابت عن ابن عمر وأنت تراه لا
يشدد في الأمر بل يقول ( أناس يفعلون ذلك ) ثم فضل العمرة بعد شهر ذي الحجة وهو
حال عائشة الثاني
وكلاهما لم يشترط لمن أراد أن يعتمر بعد
الحج أن يسافر سفراً تقصر فيه الصلاة
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم