السبت، 22 فبراير 2014

فائدة : تتلمذ عبد الرحمن بن عوف على ابن عباس رضي الله عنهما ...



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

قال البخاري في صحيحه ( 6830 )حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنْتُ أُقْرِئُ رِجَالًا مِنْ الْمُهَاجِرِينَ مِنْهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَبَيْنَمَا أَنَا فِي مَنْزِلِهِ بِمِنًى وَهُوَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا . فذكر حديثاً طويلاً ...
قال  ابن حجر في شرح البخاري (19/ 257): وَفِي هَذَا الْحَدِيث مِنْ الْفَوَائِد غَيْر مَا تَقَدَّمَ أَخْذ الْعِلْم عَنْ أَهْله وَإِنْ صَغُرَتْ سِنّ الْمَأْخُوذ عَنْهُ عَنْ الْآخِذ.
وقال بدر الدين العيني في عمدة القاري : قوله كنت أقرئ بضم الهمزة من الإقراء أي كنت أقرئ قرآنا وفيه دلالة على أن العلم يأخذه الكبير عن الصغير وأغرب الداودي فقال يعني يقرأ عليهم ويلقنونه واعترضه ابن التين وقال هذا خروج عن الظاهر .
أقول : وما ذكراه ظاهر جداً إذ لما مات عمر بن الخطاب في سنة 23 كان ابن عباس في العشرينات من عمره ، وعبد الرحمن بن عوف من أهل الشورى ومن العشرة المبشرين بالجنة ، وممن هاجر الهجرتين ومن أهل بدر ، وله من الفضائل ما يصعب حصره وابن عباس في سن أبنائه ، ومع ذلك كان يأخذ عن ابن عباس !
وفي هذا الأثر عبرة لمن ملأ الكبر قلوبهم وصاروا يرقعون ضعفهم العلمي بالأقدمية ، وبكبر السن وهذا أقبح صور التعالم اليوم ، ( على كثرة اتهام أهلها غيرهم بالتعالم ).
ويخدع بعضهم نفسه بقوله ( لا نريد أن نفتن هذا الصغير بالأخذ عنه ) ، والواقع أنه هو المفتون بالكبر الذي ملأ قلبه عن أخذ العلم عمن هو أصغر منه سناً ، ولا يخلو ذلك في غالب الأحوال من حسد أيضاً
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم