الأربعاء، 2 أكتوبر 2013

كفريات عدنان إبراهيم ...



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
                      
     
فإن الشق قد اتسع على الراقع في شأن الزنديق عدنان إبراهيم وهذه طائفة من كفرياته الصريحة تنبيهاً لأهل الإيمان
 وبياناً لعظم جهل من يثني عليه أو ينكر زندقته كسلمان العودة ومحمد العوضي ومحمد الددو وحاتم العوني
 فهم يكررون جريمة الحركيين القديمة في شأن حسن الترابي

الكفرية الأولى : مدحه للملاحدة وتفضيلهم على بعض أهل الإيمان:

قال الزنديق عدنان ابراهيم: (قلت ذات مرة وسأعيدها وسيعدونها جريمة إني لألمح أيها الأخوة, هكذا أشعر وهذا ما أتلمحه -أحيانا ليس دائما طبعا- في إلحاد بعض الملحدين من حيث بواعثه والأسباب الحاملة عليه قدرا من الإنسانية وقدرا من الآدمية لا أجده في إيمان معظم هؤلاء المؤمنين.. كيف؟ ستقول لي كيف؟
 وأنا سأقول لك هذا كما أفهمه, بعض هؤلاء الملاحدة في الشرق والغرب مبعث إلحاده أيها الأخوة ما يراه في الحياة من مصائب من ويلات من أشياء تبدوا لأول وهله وحتى لعاشر وهلة بالنسبة لعقلي غير معقولة غير رحيمة لماذا تعاني الشعوب المستضعفة من الإستعمار لماذا تطحن عبر ستين وسبعين سنة وتقتل كل يوم بالجملة وبالتفصيل
 ولا أحد يتحرك تقريبا لا يتغير الوضع لماذا يقول الملحد لماذا يسمح الله بهذا إن كان موجودا لماذا يسمح بهذا أين عدالته وأين رحمته
 طبعا أنا لا أطرح لكم السؤال لكي أقول السؤال في موضعه والسؤال مطروح على كل حال أو أنه يعني بلا جواب لا هناك جوابات ونحن نساهم بإعطاء شيء من الجواب.. لا أتحدث عن سؤال وجواب أتحدث عن مسألة الإنسانية فقط
والقدر الذي يبدو في إلحاد الملحد من إنسانية يفتقر إليها من يزعم الإيمان وهذه داهية ما لها من واهية! لماذا يولد الصغار مشوهين معاقين أيها الإخوة بأطراف زائدة أو ناقصة بوظائف فاشلة أيها الإخوة لماذا لماذا يعاني هذا الطفل الذي لم يرتكب ذنبا ولم يفعل شيئا.. حين يبزغ مثل هذا الملحد وللأسف الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه هذا المد الإلحادي ونكرر للمرة المئة يزداد في العالم العربي وسأقول لكم للمرة الألف كلما ازداد شبابنا وشاباتنا ثقافة وقراءة وانفتاحا سيعلو المد الإلحادي واللاديني لأن الخطاب الإسلامي بائس خطاب المشائخ المسكين هذا العاطفي الدوجماطيقي بائس بائس خطاب غير مثقف غير متسلح بسلاح حقيقي ضعيف جدا يا إخواني لا يمكن أن يقنع هذه العقول الطلعة المتعطشة للمعرفة للحق والحقيقة لا يمكن لهذا الخطاب البائس المسكين في معظمه طبعا لا أعمم في معظمه هو بائس ومسكين يستحق الرثاء حقا هذا بين قوسين فيتسائل الملحد أيها الإخوة يألم, هذا الملحد ليس أنانيا ليس وحشا إنه يألم لغيره يألم للمستضعفين ومذلين ومهانين للمكروثين والمصابين والمحزونين يألم ويتسائل أين الرحمة الإلهية؟ أين دور الله؟ أين تدخله؟ لم يحدث كل هذا؟ هل هو حقا موجود؟ وبعد ذلك للأسف حين تعييه الحيل ويعجز هؤلاء المشائخ بخطابهم البائس عن إقناعه يفضي به الأمر إلى الإلحاد.. أنا التقيت في بلد عربي بفتاة -وهي الآن ربما تسمعني- من العبقريات مقياسها على الـiq مرتفع جدا يؤهلها لأن تكون عبقرية هي من العبقريات أيها الإخوة وطرحت علي أسئلة من هذا القبيل تماما وقالت لي: إلتقيت بالمشائخ الفلانيين, ثلاثة اثنان منهم من أكبر مشائخنا اليوم على الإطلاق ولكن هي أزرت بجوابهم في أقل من ثانية, ما معنى أن أطرح عليك يا مولنا يا علامة العصر هذه الأسئلة ثم تقول لي يا بنيتي هذه الأسئلة تعدت حدود العقل الإنساني.. قالت فقلت له من فوري: العقل هو الذي يسأل العقل يتكلم, إيه الكلام الفارغ هذا كلام مين هذا, مشااائخ للأسف طريقة مشائخية.. يا بنيتي هذه الأسئلة تخطت حدود العقل كأن الذي يسأل ما بعرف من عالم الإيليانز والغرائب ولا حور حين.. بشر الذي يسأل والعقل يتسائل, قل يا بنيتي هذه الأسئلة لم أخبرها من قبل عاجز سوري (=آسف) ليس عندي الجواب كن متواضعا, لكنها أزرت بجواب في أقل من ثانية قالت له العقل هو الذي يتسائل عقلي أنا فلانة شايفني إيليان من المريخ جاياك قالت: قطع به, والشيخ الثاني العلامة الثاني قال لها يا بنيتي هذا ليس سؤال عبد لرب إنما هو سؤال رب لرب قالت له: المتسائل هو عبد أنا عبد ولذلك أطلب الحقيقة, قالت له: أنا أحترق بالنيران من سبع سنين أبكي وحدي في ليلي مزهدة لا جواب حقيقي على هذه المعضلات.. على كل حال أنا جلست معها من أجل أن أساهم في الجواب لن أقول لكم ما النتيجة)

أقول : قال الله تعالى : ( تشابهت قلوبهم )

وقال الله عز وجل : ( أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون )

فانظر إلى هذا الذي يفضل المجرمين على المسلمين ، بدعوى وجود دوافع إنسانية ، وما ذكر على الاعتراض على الله عز وجل في أمره ومخاصمة رب العالمين في خلقه ، وهذه عين شبهة إبليس لما قال ( أنا خير منه )

وقد أحسن شيخ الإسلام لما قال

وأصل الضلال في كل فرقة *** هو الخوض في فعل الإله بعلة

وظاهر كلام عدنان إبراهيم أن التفكير العقلي يقود إلى الإلحاد ، وأن الإيمان هو خلق المقلدين البدائيين

الكفرية الثانية : قوله الشعب هو مصدر السلطات وليس الله عز وجل

وهذا في مقطع صوتي له في اليوتيوب ، وثنى بقوله أن الله عز وجل هو مصدر السلطات في الأمور الدينية فقط

وهذا كفر وإلحاد فظاهره أنه لا يوجد نظام حكم في الإسلام ولا سياسة

قال الله تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65]
وقال سبحانه وتعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50]

و قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء: 60]

وقال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54] فكما أنه الخالق وحده، فهو الآمر سبحانه، والواجب طاعة أمره.

وقال الله تعالى : ({وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44] ويقول: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة: 45] ويقول: {وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة: 47]

وفي كل كتب الفقه يوجد كتب عبادات وكتب معاملات

وقد نظمت النصوص علاقة المرء بأهله وما يسمى بالأحوال الشخصية في أحكام النكاح والطلاق والخلع والظهار والنفقات وغيرها

ونظمت النصوص علاقة الحاكم بالمحكوم

ونظمت النصوص علاقتنا مع الكفار فشرعت أحكام الجهاد والأمان والعهد وغيرها

ونظمت النصوص أحكام المعاملات المالية فهناك أحكام البيوع والزكاة والديون والمواريث

وجاءت النصوص بذكر العقوبات التي يستحقها مرتكب الجنايات من حد أو تعزير

وصنف العلماء الكتب في الأحكام السلطانية فمن ذلك ما صنف القاضي أبو يعلى وشيخ الإسلام وأيضاً ابن القيم في الطرق الحكمية

فما بقي للشعب لكي يحكم فيه ؟

وهذا تقرير للديمقراطية الكافرة التي تجعل قول الأغلبية دائماً صواباً وهذا يخالف القرآن

قال الله تعالى : ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين )

وقال الله تعالى : ( وقليل من عبادي الشكور )

وغيرها من النصوص

وهل يعقل أن الله عز وجل أوحى لنبيه صلى الله عليه وسلم أن علمنا آداب الخلاء ولم يعلمنا كيف نقيم دولة على التوحيد والسنة ؟

والعجيب أنه في هذا المقطع يزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم توجد فرقة تؤلهه وهذا الجهل فإن الذين يعبدون النبي صلى الله عليه وسلم كثر وما أبيات صاحب البردة عن العقول ببعيد :

وإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم

واستغاثات الصوفية بالنبي صلى الله عليه وسلم كثيرة معروفة وهذه عبادة ، والعجب من هذا الذي يزعم أنه عقلاني ومتحرر كيف يقر القبورية

ويكثر في الأعاجم تسميتهم أبناءهم ( غلام الرسول ) أو ( غلام النبي ) ويعنون به ( عبد الرسول ) وهذا الاسم يوجد صريحاً في الرافضة وهذه حقيقة الألوهية وهي العبودية

الكفرية الثالثة : قوله أن الله لا يستطيع أن يقلب الكوب حصاناً

ونسب هذا إلى أبي حامد الغزالي وقال أن هذا محال والمحال لا تتعلق به القدرة

وهو لم يفهم هذه المسألة كلامياً ، فلا يفرق بين المستحيل لغيره والمستحيل لذاته ولا أريد أن أطنب في هذا فإن هذا المقال موجه للعوام

ألم يقلب الله عز وجل عصا موسى إلى حية ؟!

فما الفرق بين قلب الكوب حصاناً والعصا حية ؟

قال الله تعالى : ( إن الله على كل شيء قدير )

قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة (1/69) :" وقال المزني روى عن ابن عباس انه قال ان الشياطين قالوا لابليس يا سيدنا مالنا نراك تفرح بموت العالم مالا تفرح بموت العابد والعالم لا نصيب منه والعابد نصيب منه قال انطلقوا فانطلقوا الى عابد فاتوه في عبادته فقالوا إنا نريد ان نسألك فانصرف فقال ابليس هل يقدر ربك ان يجعل الدنيا في جوف بيضة فقال لا أدري فقال اترونه كفر في ساعة ثم جاؤوا الى عالم في حلقته يضحك اصحابه ويحدثهم فقالوا إنا نريد ان نسألك فقال سل فقال هل يقدر ربك ان يجعل الدنيا في جوف بيضة قال نعم قالوا كيف قال يقول كن فيكون فقال أترون ذلك لا يعدو نفسه وهذا يفسد علي عالما كثيرا وقد رويت هذه الحكاية على وجه آخر وإنهم سألوا العابد فقالوا هل يقدر ربك أن يخلق مثل نفسه فقال لاادري فقال اترونه لم تنفعه عبادته مع جهله وسألوا عن ذلك فقال هذه المسألة محال لأنه لو كان مثله لم يكن مخلوقا فكونه مخلوقا وهو مثل نفسه مستحيل فإذا كان مخلوقا لم يكن مثله بل كان عبدا من عبيده وخلقا من خلقه فقال أترون ذلك اترون هذا يهدم في ساعة ما ابنيه في سنين او كما قال"

وهذا العابد الذي كفر في ساعه كفر مثله الزنديق عدنان إبراهيم

الكفرية الرابعة : يقول لا معنى للدين بلا حرية ولا معنى للإيمان والعبادة إذا لم تكفر وتجدف في حق الله تعالى

وهذا موجود في مقطع له على اليوتيوب ، وهذا معناه أن من ولد على الفطرة ولم يكفر يوماً دون من كان كافراً وهذا كفر لم يقل به أحد من المسلمين بل وأهل الالحاد من الجهمية والمعتزلة

ولما تباحث الصحابة في السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب قال بعضهم ( لعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يكفروا بالله طرفة عين )

وهذا الكلام ناشيء عن اعتقاده أن الإيمان الحق هو اعتقاد ربوبية الله عز وجل فقط وهذا أمرٌ لم ينازع به عامة أقوام الرسل بل النزاع كان في الألوهية

قال الله تعالى : ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا واجتنبوا الطاغوت )

ولهذا كان من ضياع المتكلمين أنهم أنفقوا الوقت الطويل في إثبات وجود الله عز وجل مع أنها قضية مسلمة عند عامة بني آدم

قال شيخ الإسلام في درء تعارض العقل والنقل (1/224) :" قال جابر بن عبد الله في حديثه الصحيح في سياق حجة الوداع فأهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوحيد لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك وكانوا في الجاهلية يقولون لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك فأهل النبي صلى الله عليه وسلم بالتوحيد كما تقدم
قال تعالى { وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم } سورة البقرة 163
وقال تعالى { وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياي فارهبون } سورة النحل 51 وقال تعالى { ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه } سورة المؤمنون 117 وقال تعالى { واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون }
سورة الزخرف 45 وقال تعالى { ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة } سورة النحل 36
وأخبرنا عن كل نبي من الأنبياء أنهم دعوا الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له وقال تعالى { قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده } سورة الممتحنة 4 وقال تعالى عن المشركين { أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب } سورة ص 5 وقال تعالى { وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا } سورة الإسراء وقال تعالى { وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون } سورة الزمر 45 وقال تعالى { إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون } سورة الصافات 35 36 وهذا في القرآن كثير
وليس المراد بالتوحيد مجرد توحيد الربوبية وهو اعتقاد أن الله وحده خلق العالم كما يظن ذلك من يظنه من أهل الكلام والتصوف ويظن هؤلاء أنهم إذا أثبتوا ذلك بالدليل فقد أثبتوا غاية التوحيد ويظن هؤلاء أنهم إذا شهدوا هذا وفنوا فيه فقد فنوا في غاية التوحيد
وكثير من أهل الكلام يقول التوحيد له ثلاث معان وهو واحد في ذاته لا قسيم له أو لا جزء له وواحد في صفاته لا شبيه له وواحد في أفعاله لا شريك له وهذا المعنى الذي تتناوله هذه العبارة فيها ما يوافق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وفيها ما يخالف ما جاء به الرسول وليس الحق الذي فيها هو الغاية التي جاء بها الرسول بل التوحيد الذي أمر به أمر يتضمن الحق الذي في هذا الكلام وزيادة أخرى فهذا من الكلام الذي لبس فيه الحق بالباطل وكتم الحق
وذلك أن الرجل لو أقر بما يستحقه الرب تعالى من الصفات ونزهه عن كل ما ينزه عنه وأقر بأنه وحده خالق كل شيىء لم يكن موحدا بل ولا مؤمنا حتى يشهد أن لا إله إلا الله فيقر بأن الله وحده هو الإله المستحق للعبادة ويلتزم بعبادة الله وحده لا شريك له
والإله هو بمعنى المألوه المعبود الذي يستحق العبادة ليس هو الإله بمعنى القادر على الخلق فإذا فسر المفسر الإله بمعنى القادر على الإختراع واعتقد أن هذا أخص وصف الإله وجعل إثبات هذا التوحيد هو الغاية في التوحيد كما يفعل ذلك من يفعله من متكلمة الصفاتية وهو الذي ينقلونه عن أبي الحسن وأتباعه لم يعرفوا حقيقة التوحيد الذي بعث الله به رسوله فإن مشركي العرب كانوا مقرين بأن الله وحده خالق كل شيىء وكانوا مع هذا مشركين
قال تعالى { وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون } سورة يوسف 106 قال طائفة من السلف تسألهم من خلق السماوات والأرض فيقولون الله وهم مع هذا يعبدون غيره وقال تعالى { قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنى تسحرون } سورة المؤمنون 84 89 وقال تعالى { ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله } سورة العنكبوت 61"

بل لم يقل أحد من بني آدم أن للكون خالقين متساويين بل عامتهم يقرون بالخالق الواحد


الكفرية الخامسة : قوله أن اليهود والنصارى ليسوا ملزمين باتباع النبي صلى الله عليه وسلم

واحتج بآيات فهمها على غير فهمها الصحيح ، خالف بذلك إجماع علماء الأمة

وقد تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا اليهود والنصارى إلى الإيمان وتوعدهم بالنار إن لم يفعلوا

قال شيخ الإسلام في الجواب الصحيح (1/203) :" وأخرج مسلم عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى كسرى وقيصر والنجاشي وإلى كل جبار يدعوهم إلى الله عز وجل وليس بالنجاشي الذي نعاه لأصحابه في اليوم الذي مات فيه وخرج بهم إلى المصلى فصف وصلى عليه بل النجاشي آخر تملك بعده.
وأخرج مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فضلت على الأنبياء بست أعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب وأحلت لي الغنائم وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأرسلت إلى الناس كافة وختم بي" النبيون وقال صلى الله عليه وسلم: "كان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة".
وقال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}.
وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً}.
وفي القرآن من دعوة أهل الكتاب من اليهود والنصارى ومن دعوة المشركين وعباد الأوثان وجميع الإنس والجن ما لا يحصى إلا بكلفة وهذا كله معلوم بالاضطرار من دين الإسلام فكيف يقال إنه لم يذكر أنه بعث إلا إلى العرب خاصة وهذه دعوته ورسله وجهاده لليهود والنصارى والمجوس بعد المشركين وهذه سيرته صلى الله عليه وسلم فيهم"

قال الله تعالى : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )

وقال الله تعالى : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِن اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِن اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)

وقال الله تعالى في سورة البينة : ( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ )

فكيف يكون هؤلاء الذين كفرهم الله داخلين في قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ )

فهذه الآية تحمل على من كان قبل البعثة وكان على التوحيد

قال ابن أبي حاتم في تفسيره 634- حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا " ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ: " وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلُ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ " .

وقال ابن أبي حاتم في تفسيره 635- حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: " " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ " ، قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي أَصْحَابِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، فَبَيْنَا هُوَ يُحَدِّثُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ ذَكَرَ أَصْحَابَهُ فَأَخْبَرَهُ خَبَرَهُمْ، فَقَالَ: كَانُوا يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيُؤْمِنُونَ بِكَ، وَيَشْهَدُونَ أَنَّكَ سَتُبْعَثُ نَبِيًّا، فَلَمَّا فَرَغَ سَلْمَانُ مِنْ ثَنَائِهِ عَلَيْهِمْ، قَالَ لَهُ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا سَلْمَانُ، هُمْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى سَلْمَانَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الآيَةَ: " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ الْيَوْمِ الآخِرِ " فَكَانَ إِيمَانُ الْيَهُودِ أَنَّهُ مَنْ تَمَسَّكَ بِالتَّوْرَاةِ وَسُنَّةِ مُوسَى حَتَّى جَاءَ عِيسَى، فَلَمَّا جَاءَ عِيسَى كَانَ مَنْ تَمَسَّكَ بِالإِنْجِيلِ مِنْهُمْ وَشَرَائِعِ عِيسَى كَانَ مُؤْمِنًا مَقْبُولا مِنْهُ، حَتَّى جَاءَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَنْ لَمْ يَتَّبِعْ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ وَيَدَعْ مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنْ سُنَّةِ عِيسَى وَالإِنْجِيلِ كَانَ هَالِكًا"

قال ابن قدامة في روضة الناظر في باب الاجتهاد قال ( وزعم الجاحظ أن مخالف ملة الإسلام إذا نظر فعجز عن إدراك الحق فهو معذور غير آثم وهذا باطل يقينا وكفر بالله تعالى ورد عليه وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم فإنا نعلم قطعا أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر اليهود والنصارى بالإسلام واتباعه وذمهم على إصرارهم ونقاتل جميعهم ونقتل البالغ منهم ونعلم أن المعاند العارف مما يقل وإنما الأكثر مقلدة اعتقدوا دين آبائهم تقليدا ولم يعرفوا معجزة الرسول ثم ذكر آيات في ذلك)

قال العلامة أبو بطين في الانتصار لحزب الموحدين ص43:" وقد أجمع العلماء على كفر من لم يكفر اليهود والنصارى أو يشك في كفرهم، ونحن نتيقن أن أكثرهم جهال"

وقد أجمع علماء المسلمين على جواز السبي من أهل الكتاب وهذا من أحكام الكفر ، واتفقوا على أخذ الجزية منهم

وأما قوله تعالى : ( لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ)

فالمراد بالأمة القانتة عند جماعة من السلف أمة محمد ، واليهود والنصارى لا يسجدون في صلواتهم

قال ابن أبي حاتم في تفسيره 4050- حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، زَعَمَ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ الْعِجْلِيُّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ: " " لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ " يَقُولُ: لا يَسْتَوِي أَهْلُ الْكِتَابِ وَأُمَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".
4051- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: " " لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ " يَقُولُ: هَؤُلاءِالْيَهُودُ لَيْسُوا كَمَثَلِ هَذِهِ الأُمَّةِ الَّتِي هِيَ قَانِتَةٌ لِلَّهِ".


الكفرية السادسة : قوله جنكيز خان أفضل من معاوية ألف مرة

وهذه زندقة مكشوفة فإن الإمام أحمد كان يبدع من فضل عمر بن عبد العزيز على معاوية

قال ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة (1/53) :" ووجدتُ في كتب الإمام عمِّي بخطَه: قال القاسم بن محمد أبو الحارث: حدثنا يعقوب بن إسحاق البغدادي، سمعتُ هارون الحمال يقول: سمعت أحمد بن حنبل، وأتاه رجل فقال: يا أبا عبد اللّه: إن ههنا رجل يُفضِّلُ عمر بن عبد العزيز على معاوية بن أبي سفيان، فقال أحمد: لا تجالسه، ولا تؤاكله ولا تشاربه، وإذا مرض فلا تعُده"

وجنكيز خان كافر سفاح طاغوت ابن زنا


فهو طاغوت صنف للتتر كتاب الياسق وكله كفر ، وقد قتل ستمائة ألف في يوم واحد في خوارزم فكيف يفضل هذا الكافر الطاغوت على معاوية

قال الإمام مسلم في صحيحه 4733- [6-...] حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : لاَ يَزَالُ أَمْرُ النَّاسِ مَاضِيًا مَا وَلِيَهُمُ اثْنَا عَشَرَ رَجُلاً ، ثُمَّ تَكَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَلِمَةٍ خَفِيَتْ عَلَيَّ ، فَسَأَلْتُ أَبِي : مَاذَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالَ : كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ.

ومعاوية من هؤلاء ، ثم إن عمر وعثمان قد ولوه وقد أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على خلافتهما

قال الخلال في السنة ذِكْرُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ
مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَخِلاَفَتِهِ - رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ.
652- أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ الْعِجْلِيُّ - أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ : يَكُونُ بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا - أَوْ قَالَ : خَلِيفَةً -فَقَالَ : قَدْ جَاءَ.

ومعنى كلام الإمام أحمد قد جاء أي : قد حصل .


قال ابن أبي شيبة في المصنف 39035- حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ الْمَوْصِلِيُّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ ، قَالَ : سُئِلَ عَلِيٌّ عَنْ قَتْلَى يَوْمِ صِفِّينَ ، فَقَالَ : قَتْلاَنَا وَقَتْلاَهُمْ فِي الْجَنَّةِ ، وَيَصِيرُ الأَمْرُ إلَيَّ وَإِلَى مُعَاوِيَةَ.

نص الذهبي على إدراك يزيد لعلي ، ولكن قال روايته عن علي وردت من وجهٍ ضعيف ، ولعله يعني المرفوع ، فإن السند هنا قوي إلى يزيد

وقال الخلال في السنة 654- وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْم‍َيْمُونِيُّ - قَالَ : قُلْتُ لأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ : أَلَيْسَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كُلُّ صِهْرٍ وَنَسَبٍ يَنْقَطِعُ إِلاَّ صْهِرِي وَنَسَبِي ؟ قَالَ : بَلَى - قُلْتُ : وَهَذِهِ لِمُعَاوِيَةَ ؟ قَالَ : نَعَمْ - لَهُ صِهْرٌ وَنَسَبٌ . قَالَ : وَسَمِعْتُ ابْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ : مَا لَهُمْ وَلِمُعَاوِيَةَ - نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَافِيَةَ.

وقال الخلال في السنة 658- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ - قَالَ : سَمِعْتُ هَارُونَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ - يَقُولُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ : جَاءَنِي كِتَابٌ مِنَ الرَّقَّةِ أَنَّ قَوْمًا قَالُوا : لاَ نَقُولُ : مُعَاوِيَةُ خَالُ الْمُؤْمِنِينَ - فَغَضِبَ وَقَالَ : مَا اعْتِرَاضُهُمْ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ - يُجْفَوْنَ حَتَّى يَتُوبُوا.

وقال البخاري في صحيحه 3746 - حَدَّثَنَا صَدَقَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى عَنْ الْحَسَنِ سَمِعَ أَبَا بَكْرَةَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَالْحَسَنُ إِلَى جَنْبِهِ يَنْظُرُ إِلَى النَّاسِ مَرَّةً وَإِلَيْهِ مَرَّةً وَيَقُولُ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ .

وهذا الصلح نتج عنه ملك معاوية ، ولو كان الناتج عن هذا الصلح شراً لما أثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم .

وقال الخلال في السنة 666- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سَعِيدٍ النَّهْرَوَانِيُّ - قَالَ : وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ جَعْفَرٍ - قَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ - أَيْشِ تَقُولُ فِي حَدِيثِ قَبِيصَةَ ، عَنْ عَبَّادٍ السَّمَّاكِ ، عَنْ سُفْيَانَ : أَئِمَّةُ الْعَدْلِ خَمْسَةٌ : أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ - فَقَالَ : هَذَا بَاطِلٌ . يَعْنِي مَا ادَّعَى عَلَى سُفْيَانَ - ثُمَّ قَالَ : أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ يُدَانِيهِمْ أَحَدٌ - أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ يُقَارِبُهُمْ أَحَدٌ

وقال شيخ الإسلام في منهاج السنة (4/ 386) :" ومعاوية ممن حسن إسلامه باتفاق أهل العلم ولهذا ولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه موضع أخيه يزيد بن أبي سفيان لما مات أخوه يزيد بالشام وكان يزيد بن أبي سفيان من خيار الناس وكان أحد الأمراء الذين بعثهم أبو بكر وعمر لفتح الشام يزيد بن أبي سفيان وشرحبيل ابن حسنة وعمرو بن العاص مع أبي عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد فلما توفي يزيد بن أبي سفيان ولى عمر مكانه أخاه معاويه وعمر لم يكن تأخذه في الله لومة لائم وليس هو ممن يحابي في الولاية ولا كان ممن يحب أبا سفيان أباه بل كان من أعظم الناس عداوة لأبيه أبي سفيان قبل الإسلام حتى أنه لما جاء به العباس يوم فتح مكة كان عمر حريصا على قتله حتى جرى بينه وبين العباس نوع من المخاشنة بسبب بغض عمر لأبي سفيان فتولية عمر لابنه معاوية ليس لها سبب دنيوي ولولا استحقاقه للإمارة لما أمره
ثم إنه بقى في الشام عشرين سنة أميرا وعشرين سنة خليفة ورعيته من أشد الناس محبة له وموافقة له وهو من أعظم الناس إحسانا إليهم وتأليفا لقلوبهم"

وقال البخاري في صحيحه 3765 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ هَلْ لَكَ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مُعَاوِيَةَ فَإِنَّهُ مَا أَوْتَرَ إِلَّا بِوَاحِدَةٍ قَالَ أَصَابَ إِنَّهُ فَقِيهٌ


قال أحمد في مسنده 1629 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنِي رِيَاحُ بْنُ الْحَارِثِ: أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ الْأَكْبَرِ، وَعِنْدَهُ أَهْلُ الْكُوفَةِ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ يُدْعَى سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ، فَحَيَّاهُ الْمُغِيرَةُ وَأَجْلَسَهُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ عَلَى السَّرِيرِ . فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَاسْتَقْبَلَ الْمُغِيرَةَ، فَسَبَّ وَسَبَّ، فَقَالَ: مَنْ يَسُبُّ هَذَا يَا مُغِيرَةُ ؟ قَالَ: يَسُبُّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: يَا مُغِيرَ بْنَ شُعْبَة، يَا مُغِيرَ بْنَ شُعْبَة ثَلاثًا، أَلا أَسْمَعُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَبُّونَ عِنْدَكَ ؟ لَا تُنْكِرُ وَلا تُغَيِّرُ، فَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمَا سَمِعَتِ أذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنِّي لَمْ أَكُنِ أرْوِي عَنْهُ كَذِبًا يَسْأَلُنِي عَنْهُ إِذَا لَقِيتُهُ، أَنَّهُ قَالَ: " أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ فِي الْجَنَّةِ، وَتَاسِعُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْجَنَّةِ " لَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَهُ لَسَمَّيْتُهُ، قَالَ: فَضَجَّ أَهْلُ الْمَسْجِدِ يُنَاشِدُونَهُ يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنِ التَّاسِعُ ؟ قَالَ: نَاشَدْتُمُونِي بِاللهِ، وَاللهِ عَظِيمِ أَنَا تَاسِعُ الْمُؤْمِنِينَ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْعَاشِرُ، ثُمَّ أَتْبَعَ ذَلِكَ يَمِينًا، قَالَ: وَاللهِ لَمَشْهَدٌ شَهِدَهُ رَجُلٌ يُغَبِّرُ فِيهِ وَجْهَهُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَفْضَلُ مِنْ عَمَلِ أَحَدِكُمْ . وَلَوْ عُمِّرَ عُمُرَ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلامُ .

أقول : وقوله (وَاللهِ لَمَشْهَدٌ شَهِدَهُ رَجُلٌ يُغَبِّرُ فِيهِ وَجْهَهُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَفْضَلُ مِنْ عَمَلِ أَحَدِكُمْ . وَلَوْ عُمِّرَ عُمُرَ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلامُ ) فيه الرد القوي على من زعم أنه قد يأتي بعد الصحابة من هو أفضل من بعضهم ، وفيه الرد على من فضل عمر بن عبد العزيز على معاوية

وقال أحمد في فضائل الصحابة 1689 : قثنا أبو معاوية قثنا رجل ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : « لا تسبوا أصحاب محمد ، فإن الله عز وجل قد أمر بالاستغفار لهم ، وهو يعلم أنهم سيقتتلون ، ويحدثون » .

وهذا الأثر وإن كان في سنده إبهام إلا أن معناه صحيح

وقال معمر بن راشد في جامعه 1328 - ، عن الزهري ، عن حميد بن عبد الرحمن ، قال : حدثني المسور بن مخرمة ، أنه وفد على معاوية ، قال : فلما دخلت عليه - حسبت أنه قال : سلمت عليه - ثم قال : « ما فعل طعنك على الأئمة يا مسور ؟ » قال : قلت : ارفضنا من هذا ، أو أحسن فيما قدمنا له ، قال : « لتكلمن بذات نفسك » قال : فلم أدع شيئا أعيبه به إلا أخبرته به ، قال : « لا أبرأ من الذنوب فهل لك ذنوب تخاف أن تهلك إن لم يغفرها الله لك ؟ » ، قال : قلت : نعم ، قال : « فما يجعلك أحق بأن ترجو المغفرة مني ، فوالله لما ألي من الإصلاح بين الناس ، وإقامة الحدود ، والجهاد في سبيل الله ، والأمور العظام التي تحصيها أكثر مما تلي ، وإني لعلى دين يقبل الله فيه الحسنات ، ويعفو فيه عن السيئات ، والله مع ذلك ما كنت لأخير بين الله وغيره ، إلا اخترت الله على ما سواه » قال : ففكرت حين قال لي ما قال ، فوجدته قد خصمني ، فكان إذا ذكره بعد ذلك دعا له بخير
وهذا إسنادٌ صحيح

قال البخاري في صحيحه 3746 - حَدَّثَنَا صَدَقَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى عَنْ الْحَسَنِ سَمِعَ أَبَا بَكْرَةَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَالْحَسَنُ إِلَى جَنْبِهِ يَنْظُرُ إِلَى النَّاسِ مَرَّةً وَإِلَيْهِ مَرَّةً وَيَقُولُ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ

وقد نتج عن هذا الصلح خلافة معاوية فدل أنها خير

وانظر إلى فرط إجحاف هؤلاء الذين يزعمون في أنفسهم أنهم تنويريون ، متحررون لو قلت أن الرافضة شر من اليهود والنصارى لاتهموك بالتطرف والغلو ، وهذا يفضل طاغوتاً سفاحاً كان يعبد من دون الله وهو راض على صحابي ولاه عمر وعثمان وفتح الفتوح وكان كاتب الوحي ودان المسلمون له بالبيعة وحكم أهل الشام أربعين عاماً ولا يتهمه أحد بالإجحاف

الكفرية السادسة : قوله لا أجزم لشهداء بدر بالجنة

قال الله تعالى : ( لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ )

والحسنى هي الجنة وهذه شهادة لعامة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بالجنة ، فكيف بشهداء بدر

قال الإمام مسلم في صحيحه 6487- [162-2495] حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، أَنَّ عَبْدًا لِحَاطِبٍ جَاءَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْكُو حَاطِبًا فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، لَيَدْخُلَنَّ حَاطِبٌ النَّارَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَذَبْتَ لاَ يَدْخُلُهَا ، فَإِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ.

وقال البخاري في صحيحه 3081 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوْشَبٍ الطَّائِفِيُّ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَكَانَ عُثْمَانِيًّا فَقَالَ لِابْنِ عَطِيَّةَ وَكَانَ عَلَوِيًّا إِنِّي لَأَعْلَمُ مَا الَّذِي جَرَّأَ صَاحِبَكَ عَلَى الدِّمَاءِ سَمِعْتُهُ يَقُولُ بَعَثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالزُّبَيْرَ فَقَالَ ائْتُوا رَوْضَةَ كَذَا وَتَجِدُونَ بِهَا امْرَأَةً أَعْطَاهَا حَاطِبٌ كِتَابًا فَأَتَيْنَا الرَّوْضَةَ فَقُلْنَا الْكِتَابَ قَالَتْ لَمْ يُعْطِنِي فَقُلْنَا لَتُخْرِجِنَّ أَوْ لَأُجَرِّدَنَّكِ فَأَخْرَجَتْ مِنْ حُجْزَتِهَا فَأَرْسَلَ إِلَى حَاطِبٍ فَقَالَ لَا تَعْجَلْ وَاللَّهِ مَا كَفَرْتُ وَلَا ازْدَدْتُ لِلْإِسْلَامِ إِلَّا حُبًّا وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ إِلَّا وَلَهُ بِمَكَّةَ مَنْ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِ عَنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَلَمْ يَكُنْ لِي أَحَدٌ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَتَّخِذَ عِنْدَهُمْ يَدًا فَصَدَّقَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عُمَرُ دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَهُ فَإِنَّهُ قَدْ نَافَقَ فَقَالَ مَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَهَذَا الَّذِي جَرَّأَهُ

قال الخلال في السنة 475- وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ , قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , يَقُولُ : حُجَّتُنَا فِي الشَّهَادَةُ لِلْعَشَرَةِ أَنَّهُمْ فِي الْجَنَّةِ حَدِيثُ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ : قَرَأَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ , عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ , عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ : لَمَّا صَالَحَ أَبُو بَكْرٍ أَهْلَ الرِّدَّةِ قَالَ : صَالَحَهُمْ عَلَى حَرْبٍ مُجْلِيَةٍ أَوْ سِلْمٍ مُخْزِيَةٍ . قَالَ : قَالُوا : قَدْ عَرَفْنَا الْحَرْبَ الْمُجْلِيَةَ , فَمَا السِّلْمَ الْمُخْزِيَةَ ؟ قَالَ : أَنْ تَشْهَدُوا أَنَّ قَتْلاَنَا فِي الْجَنَّةِ وَأَنَّ قَتْلاَكُمْ فِي النَّارِ , فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
476- وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ , عَنْ أَبِيهِ , فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ قَالَ : فَلَمْ يَرْضَ مِنْهُمْ إِلاَّ بِالشَّهَادَةِ , وَفِي حَدِيثِ وَفْدِ بُزَاخَةَ , وَلَيْسَ بَيْنَ الشَّهَادَةِ وَالْقَوْلِ فَرْقٌ.
477- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي هَارُونَ , أَنَّ إِسْحَاقَ حَدَّثَهُمْ قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الشَّهَادَةِ لِلْعَشَرَةِ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّةِ , فَقَالَ : أَلَيْسَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ لأَهْلِ الرِّدَّةِ : لاَ , حَتَّى تَشْهَدُوا أَنَّ قَتْلاَنَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلاَكُمْ فِي النَّارِ , فَقَدْ كَانَ أَصْحَابُ أَبِي بَكْرٍ أَكْثَرَ مِنْ عَشَرَةٍ.

فهذا في أهل حروب الردة فكيف بأهل بدر ، وفي هذا الخبر الشهادة للكافر المعين الذي مات على الكفر بالنار خلافاً لمن منع ذلك

وحتى الروافض لم يعرضوا لشهداء بدر ولكن هذا الرجل مولع بالزندقة والشذوذ

وهناك كفريات أخرى ، يأتي الرد عليها في مقال آخر إن شاء الله
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم