الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فهذه خاطرة حول البدع وانتشارها في هذا العصر أسأل الله أن ينفع بها
لقد ظهرت البدع وفي وقت مبكر من تاريخ الأمة الإسلامية ، وكان الصحابة
والتابعون ومن سار على نهجهم يتصدون لها بحزم ، وقد كان أهل البدع قديماً يرد بعضهم
على بعض وكل يعتقد أنه هو المصيب وصاحب الحق ويردون بحزم وصرامة
فهذا بشر المريسي له ردود على الخوارج ، وهذا الباقلاني له ردود على المعتزلة
والرافضة ، وهذا إبراهيم بن طهمان مرجيء ولكنه كان شديداً على الجهمية
ولما آلت الدولة للأشاعرة في زمن الدولة الأيوبية حاربوا أهل السنة وأهل
الاعتزال على حد سواء
غير أن الجديد في هذا العصر أنه ظهر رجل يدعى محمد رشيد رضا كان نشأته
صوفية ثم نبذ التصوف وبقيت فيه بقية وتعلق بشيخه محمد عبده الذي كان ماسونياً عقلانياً
نشأ أزهرياً أشعرياً متمذهباً على مذهب أهل الرأي ، ثم ادعى الاجتهاد وجنح هو وتلميذه
إلى الظاهرية واحتفوا بابن حزم والشوكاني كردة فعل على المتعصبين مذهبياً ، وشيخ محمد
عبده ، هو جمال الدين الأفغاني وقد كان رافضياً ماسونياً صاحب وحدة وجود وجميعهم كانوا
معجبين بالديمقراطية
تأمل في أحوال هؤلاء الثلاثة تجد البدع كلها مجتمعة ، فاخترع محمد رشيد
رضا قاعدة المنار ( نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه )
وحملها عنه حسن البنا الذي خلفه في رئاسة تحرير مجلة المنار ، ومن ثم صار مؤسساً لجماعة
الإخوان المسلمين
من ذلك اليوم وعامة أهل البدع في هدنة ومؤاخاة
هذا هو الجديد في هذا العصر !
ومن ثم تجدهم ينظرون إلى أهل السنة شزراً ويطبقون عليهم لا معهم ( نتعاون
فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ) ، ويمثل ذلك البيان الظالم
الذي أصدره من أسموا أنفسهم ب( علماء الكويت ) في الذين يتكلمون في الجرح والتعديل ، فاتفقوا على اختلاف مشاربهم
تبليغي صوفي إخواني أشعري على ذم المتكلمين في الجرح والتعديل مطبقين لقاعدة ( نتعاون فيما اتفقنا عليه
ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه )
قد كان في الأزمنة الماضية الناس يعتقدون وجود فرقة ناجية واحدة كل يدعي
في نفسه أنه عليها
حتى أن المعتزلة لما ولوا أجبروا الناس على اعتقاد القول بخلق القرآن ،
وسفكوا لذلك الدماء وانتهكوا حرمة أهل العلم
أما الأشاعرة فقد ذكر المقريزي في الخطط أن من أظهر خلاف اعتقاد الأشعري
هدر دمه
وأما في عصرنا لما ظهرت قيم التعددية ، صاروا يرون هذا الفعل من الظلم
لا لأنهم نصروا البدعة ولكن لأنه لا ينبغي لأحد أن يجبر أحداً على رأيه ! سواءً كان
حقاً أو باطلاً دل عليه الكتاب والسنة أم لم يدل
وظهر التبرم من حديث الافتراق ، وأن في الأمة أكثر من فرقة ناجية
وانتشرت قيم التمييع انتشاراً عظيماً ، والمميعة لا نقول أنهم لا غيرة
عندهم ، بل عندهم غيرة عظيمة ولكن على أهل البدع ، ويعذرون كل الناس إلا أهل السنة
الغيورين على السنة فهم عندهم غلاة لا ينبغي عذرهم
وهذا في المميعة الصرحاء كالإخوان المسلمين أو المميعة المنتسبين للمنهج
السلفي
وقد أحسن أبو بكر بن عياش حين قيل له من السني ( من إذا ذكرت الأهواء لم
يغضب لشيء منها ) ، فأخرج المميع من مسمى أهل السنة والمميع لا يبتدع في الدين فقط
بل يبتدع ويدافع عن غيره من أهل البدع
فظهرت في هذا العصر مقالات عجيبة فمن المعلوم أن أهل الحديث هم الفرقة
الناجية والطائفة المنصورة ، وأن أهل الرأي وأهل الكلام لا يدخلون في مسمى الفرقة الناجية
والطائفة المنصورة
فإذا جاء رجل من أهل الحديث في هذا العصر وقال أهل الكلام وأهل الرأي لا
يدخلون في مسمى الفرقة الناجية والطائفة المنصورة فإنه يهاجم ويخرج هو من مسمى الفرقة
الناجية والطائفة المنصورة ويبدع ليبقى أهل الرأي وأهل الكلام !
أفرأيت العجب !
فترى المسكين من أهل الحديث يقول : ما أنكرت شيئاً من الصفات ، وما قلت
بالإرجاء وما قلت بالجبر وما رأيت السيف وما استهزأت بالأحاديث وما قلت بالبدعة الحسنة
فلماذا أخرج من السنة ؟! ولا يخرج من قال بهذا كله أو بعضه !
وهذا الإمام مالك يسأله رجل ( كيف استوى ) ؟ فيقول له ( ما أراك إلا مبتدعاً
أخرجوه )؟
فأنزل عليه الاسم والعقوبة معاً ؟
فكيف لو رأى مالك من ينكر الاستواء والعلو وصفة اليدين والوجه والساق والقدم
والصورة والمجيء والنزول وغيرها من الصفات ، ويقول بالإرجاء والجبر والتوسل وشد الرحال
والمولد وغيرها من المصائب ؟!
والعجيب والعجائب كثيرة ، أنه في خضم هذه الحملة التمييعية ظهر الكثير
من أهل البدع الذين هاجموا أهل السنة وبعضهم زعم أنه كان من أهل السنة واستغلوا الضعف
والوهن الذي أصاب كثيراً من أهل السنة بفعل وجود أهل التمييع بينهم
فظهر حسن السقاف وشجن هجوماً عظيماً على أهل السنة في مؤلفات كثيرة ، وظهر
على بعض الفضائيات وهو يرفع شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار المعتزلي ويقول (
أنصح كل طالب علم بقراءته ) ، وحذر في مقدمة دفع شبه التشبيه من الشريعة للآجري ، والسنة
لعبد الله وكتب شيخ الإسلام وكتب ابن القيم وهذا من حذقه بالباطل
ولو قلت اليوم أنصح كل طالب علم بقراءة كتاب السنة لعبد الله لثار عليك
أدعياء العلم واتهموك بالغلو !
وظهر حسن بن فرحان المالكي والذي استغل القيم التعددية الجديدة فصنف كتاباً
بعنوان ( قراءة في كتب العقائد ) هاجم فيه كتاب السنة لعبد الله بن أحمد من أجل الكلام
في أبي حنيفة ومن أجل ما رآه تجسيماً ومن أجل الألفاظ الشديدة التي أطلقت في بعض أهل
البدع ، وبفعل الجو التمييعي المخيم كثير من الناس تروج عليهم أطروحات حسن المالكي
ثم لما أسقط أئمة الإسلام بهذه الطريقة التفت للصحابة وزعم أن الصحابة هم المهاجرون
والأنصار فقط ، وبدأ يجمع في مثالب معاوية حتى كفر معاوية ، ثم هاجم دعوة الإمام المجدد
وقد استفاد من تعقبات المحققين على كتب العقيدة فكثيراً ما تجد محققي كتب
العقيدة لا يفرقون بين ما أورده الأئمة احتجاجاً وما أورده الأئمة استئناساً فتراهم
يقولون ( الملاحظات على الكتاب
1_ إيراد الأحاديث الضعيفة
2_ إيراد الاسرائيليات
3_ إيراد المنامات )
ومثل هذا مع كونه من الاعتراض المنتقض لأن هذا كله إنما ذكر استئناساً
، ليس من المصلحة ذكره في ظل التنفير العام من كتب العقيدة والهجمة الشرسة من أهل البدع
وحتى السقاف كان يحتج بكلمات بعض محققي كتب العقيدة
وبعض من رد على حسن المالكي كان يقيم حجة المالكي من حيث لا يشعر فإذا
أورد المالكي بعض آثار السلف في ذم بعض الأعيان تراه يقول ( قال فيه السلف ذلك لقوله
بالقول الفلاني وقد رجع عنه والقول الفلاني وهو لا يثبت عنه )
وهنا للمالكي أن يقول ( إذا رجع عنه فلم لا يذكرون رجوعه هل هذا إنصاف
وإذا كان لا يثبت عنه فكيف يذم شخص بما لا يثبت عنه )
والحق أن دعاوى الرجوع عامتها ضعيفة والسلف تكلموا بعلم وفهم ومن اعترض
عليهم لم يصنع شيئاً
وهؤلاء يطبقون نتعاون فيما اتفقنا عليه ، فمؤسسة زيد بن علي الزيدية طبعت
كتب حسن المالكي وتحقيق السقاف على كتاب العلو للذهبي وكلاهما يدعي أنه ليس بزيدي
!
ولما كتب سعيد بن مبروك القنوبي الإباضي ( السيف الحاد ) أخذ عامة مادته
من مقدمة السقاف في مقدمة دفع شبه التشبيه
وصار السقاف يدعو لإخوانية بين المنزهين ! الزيدية والإباضية والأشاعرة
والرافضة يتعاونون فيما اتفقوا عليه
كما دعا محمد إلياس لإخوانية بين الصوفية فصار التبليغي يبايع على أربعة
طرق وقد كان هذا محرماً في عرف الصوفية
ثم ظهر محمد الحسن ولد الددو ، الذي اجتمعت فيه الأشعرية والصوفية والإخوانية
فسحر الناس بكثرة دروسه وشروحه وروج له الحركيون على عادتهم في الغفلة والجهل ، ثم
كشر عن أنيابه وكان في باديء أمره وإلى اليوم يتكلم عن أن الأشاعرة علماء كبار لا يجوز
الطعن فيهم ، وكذلك مرجئة الفقهاء ونشر شراً عظيماً
وقبله كان قد ظهر صالح الأسمري الذي شرح بعض متون العقيدة شروحاً لا بأس
بها في الجملة ، ثم أظهر تعظيم الأشاعرة والماتردية والقول بجواز المولد ثم تحول أشعرياً
صرفاً ، هذا مع تصدير الحركيين له مدة من الزمن على ما عرف عنهم من الجهل والغفلة
وهذا أيضاً أفسد في بلاد الحرمين على غرار صاحبيه الددو والمالكي
ثم ظهر حاتم العوني الذي في باديء أمره أظهر المنافرة لأهل الكلام ، وأنه
يريد تنقية علم الحديث من إدخالات المتكلمين وأنكر تقسيم الحديث إلى متواتر وآحاد وقال
أنه من إدخالات المتكلمين
ثم صار ينافح عن الأشاعرة والصوفية بل وعدنان إبراهيم ، ويقول ما معناه
أننا كما هجرنا كلام السلف في أبي حنيفة فلنهجر كلامهم في الأشاعرة ( وهذا يصب في قيم
التعددية الحديثة )
وكتب بحثاً في معاملة المبتدع صار ينكر فيه تفضيل الفاسق على المبتدع ويقول
( كيف نفضل الفاسق على عبد الرزاق وقتادة )؟!
وهكذا يسير على قاعدة تمييعية أصيلة وهي تعظيم من قامت به البدعة لتصغر
بدعته ، ومن ثم يصير أصلاً مقيساً عليه فكلما جئت تنكر البدعة وتقول فيها ما قالت السلف
قالوا لك ( وفلان وفلان )!
فتراه يحاول التهوين من شأن المولد بحجة أن ابن ناصر الدين الدمشقي الذي
يحبه الغلاة - لمدحه لابن تيمية - يقول بالمولد !
وقبلها ظهرت فتيا الغنيمان والسحيباني والقاري في أن الأشاعرة من أهل السنة
، وتسمية بعض كبارهم والثناء عليه ، فأثار ذلك حماسة الأشاعرة فصنف الأشعريان الكويتيان
حمد سنان وفوزي العنجري كتاب ( الأشاعرة هم أهل السنة ) وقدم له نخبة من علماء الأشاعرة
من كل مكان
وقارن ظهور السقاف ظهور محمود سعيد ممدوح الذي صنف ( رفع المنارة في أحاديث
التوسل والزيارة ) ، وصنف التعريف بأوهام من قسم السنن إلى صحيح وضعيف و غاية التبجيل
وغيرها
وقال له حاتم العوني في مجلس مشهود ( الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية
)( إخوانية )!
وأخيراً ظهر قيس آل المبارك عضو هيئة كبار العلماء ليصرح بأن العقيدة تؤخذ
من الأشاعرة
فهذه هجمات متتابعة على العقيدة ، والدفاعات في كثير منها لا تأتي مرضية
لأنها لا تعالج أصل البلاء فإن هؤلاء إنما ظهروا وقويت فتنتهم لما انتشرت شبه أهل التمييع
وزهد كثير من الناس في كتب العقيدة خصوصاً القديم المسند منها
وصار تعامل الناس معها انتقائياً يأخذون ما يتعلق في تقرير المسألة العقدية
، ولا يأخذون كلامهم في باب التعامل مع المخالف
فتجد منهم من إذا شرح كتاباً في العقيدة تفنن وأطال في تقرير زيادة الإيمان
ونقصانه ودخول العمل في مسمى الإيمان وجواز الاستثناء فيه ، ثم يجني على كثير من هذا
فيقول ( مرجئة الفقهاء من أهل السنة )!
فما فائدة كل تلك الاستدلالات وتقرير إجماع السلف إذا عادت المسألة كأي
مسألة فقهية خلافية ؟
فهؤلاء باختصار ما تجرأوا على كتب السلف إلا لما رأوا من المنتسبين للسنة
من تجرأ عليها ( وبالباطل والله المستعان ) ، وأصابهم الغرور لما رأوا من تعظيم بعض
الناس ممن يخالفهم في العقيدة لأئمتهم
وقد رأيت بنفسي تأثر كثيرين بالأشاعرة في عدد من مسائل العقيدة من حيث
لا يشعر لضعف التحقيق والبحث
فقد رأيت من يوافقهم في الاسم والمسمى
وهذا سليم الهلالي في رسالته في البدعة والجيزاني في رسالته في البدعة
وعبد الله رمضان موسى في رده على الغماري يوافقون الأشاعرة في التحسين والتقبيح ( وإن
كان الأخير رجع ) تأثراً بكلام الشاطبي
وهذا سعيد بن وهف القحطاني ووحيد عبد السلام بالي يوافقان الأشاعرة في
اشتراط التحدي للمعجزة
ورأيت من يوافق مذهب الأشاعرة في أن الأنبياء لا يقعون في الصغائر
وكلمت بعض الناس في قوله باشتراط المعجزة لصحة النبوة وعرضت عليه كلام
شيخ الإسلام فصرح لي بأنه يعتقد بطلان كلام شيخ الإسلام ( وأرجو أن يكون رجع )
ورأيت من يوافق الأشاعرة بالقول بأن أسماء الله كلها عظمى ، وهذا القول
متفرع عن قولهم بأن كلام الله لا يتفاضل وكذا أسماؤه وصفاته
ورأيت من يوافق الأشاعرة في تأويل حديث ( لخلوف فم الصائم أطيب عند الله
من ريح المسك ) موافقاً لابن حجر ، وقد نص ابن القيم في الوابل الصيب أنه من أخبار
الصفات
وهذا العدوي لا يستنكر ذكر أئمة الأشاعرة في المجددين .
وهذا المقدم يثني على الحركة السنوسية
الجهمية .
وهذا محمد حسان يثني على الأزهر الأشعري الجهمي
وهذا إبراهيم الرحيلي دكتور العقيدة لما أخذوا عليه مصطلح ( مرجئة أهل
السنة ) أخذ يتكثر ب( الشهرستاني )
من الشهرستاني ؟
أشعري ! .
وإذا بحث مسألة العذر بالجهل يبدأ
بكلام الغزالي
وهذا الرضواني دكتور العقيدة الآخر لما أراد التدليل على أن أسماء الله
توقيفية
صار يقول ( قال الإمام الجويني ) و ( وقال الإمام الغزالي )!
وهل يؤخذ من هؤلاء عقيدة يا متخصص ؟
والخلاصة إذا استمر قواعد التمييع بالانتشار ، واستمر التنفير من كتب السلف
وإرهاب أصحاب الحق والغيرة على السنة كلما تكلموا فإن آثار تجديد شيخ الإسلام والإمام
المجدد ستندرس تماماً في بعض الأماكن ليحل محلها الشرك والتجهم والإرجاء والجبر
وأعلى الأمن أمن العقيدة والأمن من غضب الله
كتبت هذه نذارة وبراءة للذمة عسى أن تجد آذاناً مصغية .
فبعض الناس لا يرى ضلالة إلا ضلالة
من يسميهم بالغلاة ويقدم خدمة لكل أهل البدع في الدنيا في إشغال إخوانه عن الذب عن
السنة .
وينفرون من كتب السلف عناداً لإخوانهم
حتى جعل بعضهم من علامات أهل البدع الإرشاد إلى كتب السلف
فجعلهم أئمة ضلالة من قرأ كلامهم
ضل !
- نعوذ بالله من الخذلان والطعن
في أئمة الإسلام-
وهنا تنبيه :
وهنا تنبيه :
قال الحويني في مصنفه (( جُنَّة المرتاب بنقد المغني عن الحفظ والكتاب
)) لأبي حفص عمر بن بدر الموصلي الحنفي في الصفحه 54
(( ومن عجيب ما وقع لي ، اني دخلت أحد المساجد لأصلي فشاهدت جماعة من الصبية
يتحدثون في هذه المسألة فقلت لأحدهم : هذه المسأله اندثرت ووقى الله الامة شرها ، فلا
تبعث مطموراً ، وتقتنص شارداً فيقع الشباب في فتنة وشر ، وحسبنا ما وقع بيننا من رأي
الخوارج وانتحال بعض الشباب ممن لا يفرقون بين اليمين والشمال هذا الفكر وتكفير الموحدين
بغير حجة واضحه أو دليل مستبين فقال لي : هذه المسألة من لوازم الايمان ، وجاهلها على
شفا هلكه (!)(!)
فانظر ــ يرحمك الله ــ الى هذا الصبي ــ ، يتكلم فيما لايعنيه ولا يحسنه
، ويضرب بقوس ليس راميها 0 وفي الله خلف ، وهو المستعان ))انتهى والمسألة التي قصد هي خلق القرآن !
فانظر إلى هذا الرجل كيف يزهد بالرد على القائلين بخلق القرآن
وقال عبد الرحمن عبد الخالق في شريطه المدرسة السلفية :" نحن نجد
مثلاً بعض الناس ممن يسمي نفسه بالسلفي أو بالسلفيين لا يفقه من السلفية العقائدية
إلا المشكلات التي حصلت مثلا ست سبع قرون أو عشر قرون ، وكيف عولجت هذه المشكلات فهو
سلفي تقليدي بالتقليد وليس بالاجتهاد يعني دا مثلاً مشكلة خلق القرآن وكيف يرد عليها
وكيف يرد على من قالوا بخلق القرآن ، وكذا وكذا وكذا . . .
نحن نواجه مشكلات جديدة . . خلق القرآن انتهى"
وهذا ككلام صاحبه الحويني
قال صلاح الصاوي وخالد المصلح في كتابهما الذي ألفاه في عقيدة المسلم
:" فمنهم من غلا فيها غلواً منكراً، فأحيا الخلافات المندثرة حولها، وفتن العامة
بها، وألزمهم بتفصيلات ومصطلحات لا تبلغها عقولهم، ولا ترقي إليها مداركهم وأثار حولها
من الجدل والخصومات ما لا يعلم مداه إلا الله، وجعل ذلك كله من معاقد الولاء والبراء
!!
ومنهم من فرط فيها تفريطاً منكراً، فهمش قيمتها، ونهي عن الاشتغال بها
واعتبرها من قضايا الفتنة التي ينهي عن مجرد الدخول فيها وتستمطر اللعنات على من أيقظها!
وهذا من الجفاء البين فإن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن وليس فيها حديث إلا عن أسماء
الله وصفاته"
ويعنون بالخلافات المندثرة ما عناه أصحابهم المتقدمين
وصرح القرضاوي بأن هذه المسألة انتهت في كتابه أولوية الحركة الإسلامية
ص92
فانظر إلى جناية هؤلاء على العقيدة الناشيء عن جهلهم بها وجهلهم بالواقع
فالإباضية والرافضة والزيدية كلهم يقول بخلق القرآن
والأشاعرة الذين هم أصحاب الأزهر وجامعة الزيتونة وغيرها من الجامعات وكذلك
الماتردية الذين يملأون الهند وباكستان يقولون بخلق القرآن بل مذهبهم في القرآن أكفر
من مذهب المعتزلة كما قال شارح الطحاوية
ولهذا كتب من كتب إخواننا مقالاً في إثبات تجهم الأشاعرة في صفة الكلام
وهذا ابن عقيل الظاهري المعاصر يقول بالوقف في القرآن
وكتب المعتزلة ما زالت بين أيدينا والله المستعان
فانظر ما يصنع الجهل بأهله ، ومثل هذه الأطروحات لها جنايتها العظيمة على
العقيدة ، ومع الأسف يتشبه بهم بعض السلفيين في بعض المواطن فيقول ( ليس عندنا كذا
وكذا ) وعامتها أطروحات غير صحيحة بل إنك تجد من ينفون وجودهم
ثم إننا في عصر مواقع التواصل الاجتماعي وسهولة الاتصال على تباعد الأقطار
فمن قلة العقل أن يقال ( هذا في بلدنا فلا ندرسه)
وهذا التزهيد من الحرب الخفية على العقيدة ، وهؤلاء منهم الخائن للعقيدة
ومنهم المغفل المخدوع والذي يظن نفسه على شيء
وهذا التزهيد قاله هؤلاء بألسنتهم وغيرهم من الحركيين يطبقه في واقعه فتراه
معرضاً عن هذه المسائل وما شابهها إعراضاً شبه كلي
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم