الخميس، 26 سبتمبر 2013

الصحابي الذي تكلم بعد الموت !



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

                           
قال البيهقي في دلائل النبوة [  2305 ]:
 أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري ، أنبأنا جدي يحيى بن منصور القاضي ، حدثنا أبو علي محمد بن عمرو كشمرد ، أنبأنا القعنبي ، حدثنا سليمان بن بلال ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب :
 أن زيد بن خارجة الأنصاري ، ثم من بني الحارث بن الخزرج توفي زمن عثمان بن عفان ، فسجى في ثوبه ، ثم أنهم سمعوا جلجلة ، في صدره ، ثم تكلم ، ثم قال : أحمد أحمد في الكتاب الأول ، صدق صدق أبو بكر الصديق الضعيف في نفسه القوي في أمر الله في الكتاب الأول ، صدق صدق عمر بن الخطاب القوي الأمين في الكتاب الأول ، صدق صدق عثمان بن عفان على منهاجهم مضت أربع وبقيت اثنتان ، أتت الفتن وأكل الشديد الضعيف ، وقامت الساعة وسيأتيكم من جيشكم خبر بئر أريس وما بئر أريس .
 قال يحيى : قال سعيد : ثم هلك رجل من خطمة فسجي بثوبه فسمع جلجلة
في صدره ثم تكلم ، فقال : إن أخا بني الحارث بن الخزرج صدق صدق
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، أنبأنا قريش بن الحسن ، حدثنا القعنبي ، فذكره بإسناده نحوه وهذا إسناد صحيح وله شواهد .

قلت : قال أبو نعيم في المعرفة :" سعد بن خارجة الأنصاري أخو زيد بن خارجة ، استشهد هو وأبوه يوم أحد ، وزيد هو الذي تكلم على لسانه "

وكذا أثبت هذا الخبر ابن عبد البر في الإستيعاب 849 فقال في زيد بن خارجة :" هو الذي تكلم بعد الموت"

والشواهد التي عناها البيهقي تجدها في حديث (1/108) والطبراني في الكبير 5144

وقد وهم بعض الرواة فجعل المتكلم خارجة بن زيد وليس زيد بن خارجة


قال الطبراني في الكبير 4031- حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقي ، حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا الوليد بن مسلم ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن عمير بن هاني ، أن النعمان بن بشير حدثه ، قال : مات رجل منا يقال له : خارجة بن زيد فسجيناه بثوب ، وقمت أصلي إذ سمعت ضوضاءة وانصرفت ، فإذا أنا به يتحرك ، فقال : أجلد القوم أوسطهم عبد الله ، عمر أمير المؤمنين القوي في جسمه القوي في أمر الله عز وجل ، عثمان بن عفان أمير المؤمنين العفيف المتعفف الذي يعفو عن ذنوب كثيرة حلت ليلتان ، وبقيت أربع ، واختلف الناس ولا نظام لهم ، يا أيها الناس أقبلوا على إمامكم واسمعوا له وأطيعوا ، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن رواحة ، ثم قال : ما فعل زيد بن خارجة يعني أباه ، ثم قال : أخذت سراريس ظلما ثم خفت الصوت.

قلت : وهذا يخالف الروايات السابقة وما رجحه الحفاظ الذين سلف ذكرهم ، ولعل الحمل على الوليد بن مسلم إذ كان مدلساً وقد عنعن

وهذا الخبر يدخل في بابين من أبواب العقيدة

الأول : فضل الصحابة

الثاني : كرامات الأولياء

وقد استوقفني كثيراً قوله في الصديق :" الضعيف في نفسه القوي في أمر الله "
 هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم