الخميس، 29 ديسمبر 2016

تثبيت حفظ الكتاب والسنة من عكس أدلة بارت إيرمات على تحريف الكتاب المقدس



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
 
فهناك دكتور أمريكي مختص بدراسة مخطوطات الكتاب المقدس اسمه بارت إيرمان وهو من أنصار القول بأنه لا يمكن الحصول على النص الأصلي للكتاب المقدس لأنه محرف بشكل شديد

ولهذا الرجل محاضرة شهيرة في اليوتيوب في هذا السياق

بدا لي أن أذكر أدلته على تحريف الكتاب المقدس وأحاول إنزالها بشكل عكسي على القرآن والسنة لتثبيت نقلهما عند الشاكين

النقطة الأولى التي طرحها : أننا لا نقرأ كلمات متى ومرقص ويوحنا ولوقا وإنما نقرأ ترجمات من الإغريقية التي كتبت بها وأنه دائماً عند الترجمة تضيع أشياء

وعكس هذه النقطة في القرآن والسنة أن جميعهما بلغة عربية لا زالت مستخدمة إلى اليوم

النقطة الثانية : نحن لا نقرأ ترجمات لأصول هذه الكتب وإنما نقرأ نسخاً كتبت بعد العديد من القرون من كتابة النص الأصلي

وهذه النقطة تعكس كما في النقطة الأولى ويقال أيضاً أن عندنا أسانيد ونسخ خطية والقرآن هو كتاب يحكم به بين الناس وحفظه سهل ويقرأ به في الصلوات وتردد نصوصه في خطب الجمعة والمحاضرات في عشرات البلدان وكتبت عليه مئات التفاسير والأمر نفسه يقال في الأحاديث فالحال هنا أحسن بكثير من حال الكتاب المقدس وعوامل الحفظ لا تحصى

النقطة الثالثة : نسخ الكتاب المقدس التي هي ترجمات كلها تختلف عن بعضها البعض

وهنا نقول عامة نسخ كتب الحديث وقبلها القرآن متطابقة وكتب التفسير على مر القرون تفسر الآيات نفسها والتراث الإسلامي الضخم جداً يقتبس الآيات نفسها فإنك لا تجد أحداً يذكر آية فيقال هذه الآية ليست موجودة في معظم المصاحف مثلاً

النقطة الرابعة : أن كتاب الأناجيل الأوائل كتبوها بالإغريقية وفي ذلك الزمن كان معظم الناس أميين والذين يجيدون الكتابة لا يجيدونها جيداً فعند النسخ يتوقع الغلط خصوصاً وأن الناسخ أصلاً غير معروف وهكذا كل نسخة عن النسخة الأخرى تقع فيها أخطاء وتحدث عن انتقال النسخ إلى بلدان أخرى

في الواقع هذه نقطة ليست قوية ولكن نقول حين جمع أبو بكر الصديق القرآن كان ذلك بمجمع من الصحابة ولهذا النسخ كان دقيقاً والأمر نفسه حين جمع عثمان الناس على قراءة واحدة والقرآن كان كتاباً ظاهراً يتلى ويتلقى بالسماع كما يتلقى بالكتابة ويحفظ بالنص ولا يتم التساهل في أي تقديم أو تأخير فيه فالمرء إذا أنقص حرفاً من آية في الصلاة فإن الذين خلفه يقومونه

النقطة الخامسة : تحدث عن وجود 5700  مخطوط إغريقي للعهد الجديد ليست كلها نسخ كاملة بل كثير منها قصاصات وقال أنه لا يوجد نسختان لهما الصياغة نفسها !

نعود ونكرر أنه ليس فقط مخطوطات القرآن أو كتب التفسير بل كل كتب العلوم الإسلامية من فقه وحديث وتاريخ ولغة وأدب وغيرها من الفنون إذا استشهدت بالنص القرآن تذكر الآيات نفسها وبنفس اللفظ لأن هناك صرامة في التعامل مع النص القرآني بحيث يرفض فيه الكتابة بالمعنى أو زيادة حرف أو إنقاصه

النقطة السادسة : تكلم عن أقدم مخطوطة للعهد الجديد وهي قطعة صغيرة بحجم بطاقة الائتمان من إنجيل يوحنا وقد كتبت في النصف الأول من القرن الثاني

ثم ذكر أن عامة المخطوطات لهذا الانجيل لا تقارب هذا التاريخ حتى فهناك فجوة زمنية كبيرة

وقد شرحها تفصيلاً وليس هذا محط الكلام عليها

وعلى الرقم أننا لا نحتاج لأمر المخطوطات كثيراً لما ذكرته من العوامل العديدة لحفظ القرآن وأن عندنا الأسانيد المتواترة وأنه لا توجد آية إلا وروي في تفسيرها الأخبار المتصلة للصحابة والتابعين ولكن سأذكر بعض الأخبار المتعلقة بأقدم مخطوطات القرآن الكريم

من باب الإلزام

كتب كمال القيسي ما يلي :"  نسفت المخطوطة القرآنية التي تم التأكد قبل يومين من عمرها عبر "الكربون المشع" في جامعة برمنغهام البريطانية، نظرية انتشرت بين مشككين بالقرآن من مستشرقين ذكروا في أبحاثهم أن الكتاب الكريم "لم يكن موجوداً زمن النبي محمد، بل تمت كتابته فيما بعد لتبرير الفتوحات الإسلامية". إلا أن فحصها أكد أن كاتب الآيات عليها قد يكون من أصحاب النبي وعاصره، أو كتب الآيات عليها في وقت لم يكن قد مر على وفاة الرسول أكثر من 13 سنة، أي زمن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب بشكل خاص.

الرقاقة هي من جلد الغنم أو الماعز، وحدد الفحص عمرها بدقة عالية، نسبة صحته 95.4% من مجال الخطأ، فذكر أن زمنها يعود إلى الفترة بين 568 و645 بعد الميلاد، علماً أن السير النبوية تجمع على أن ولادة الرسول كانت في العام 570 وبعثته بالدين الحنيف بدأت في 610 ووفاته في 632 بالمدينة المنورة.

أما الكتابة عليها فكانت ربما بخط أحد أصحاب الرسول قبل وفاته، أو بعدها بسنوات لا تتعدى العام 645 ميلادية، لذلك اعتبر البروفسور البريطاني ديفيد توماس، وهو أستاذ مختص بالمسيحية والإسلام بجامعة برمنغهام، المالكة للمخطوطة، أن النصوص "قد تعيدنا إلى أولى سنوات صدر الإسلام" خصوصاً أنها بالخط "الحجازي" المعروف بأنه من أقدم الخطوط العربية، وهو ما يجعلها واحدة من أقدم نسخ القرآن.

شرح البرفسور أيضاً أن العمر التقديري للنصوص "يعني أن من المحتمل جداً أن كاتبها عاش في زمن النبي محمد (..) أو لا بد أنه عرف النبي محمد، وربما رآه واستمع إلى حديثه، وربما كان مقرّباً منه، وهذا ما يستحضره المخطوط"، وفق ما قرأت "العربية.نت" مما نقلته عنه الوكالات ووسائل إعلامية عالمية الانتشار، ومعظمها وصف المخطوطة بأنها "كشف مهم جداً" في عالم كتابة النص القرآني، ومعظمه كان على رقائق من سعف النخل أو الصخور أو جلود الحيوانات، حتى وعظام أكتاف الجمال.
"صفحات قريبة جداً من القرآن الذي نقرأه اليوم"

مما أشار إليه البروفسور توماس أيضاً، هو أن "هذه الأجزاء من القرآن التي كتبت على هذه الرقائق، يمكن، وبدرجة من الثقة، إعادة تاريخها إلى أقل من عقدين بعد وفاة النبي محمد (..) إن هذه الصفحات قريبة جداً من القرآن الذي نقرأه اليوم، وهو ما يدعم فكرة أن القرآن لم يعرف إلا تغييراً طفيفا (في الكتابة) أو أنه لم يطرأ عليه أي تغيير، ويمكن إعادة تاريخها إلى لحظة زمنية قريبة جداً من الزمن الذي يعتقد بنزوله فيه"، كما قال.

أما كتابة نسخة برمنغهام، فيعود بحسب ما أكد فحصها بالكربون المشع، إلى العام 645 ميلادي على الأكثر، وهو ما يجعلها حتماً من بين أقدم نسخ المصحف، إن لم تكن الأقدم، وسبب عدم اعتبارها "الأقدم" أن تقنية "الكربون المشع" تعطي مدى زمنياً لفترة كتابة النص، لذلك فعمر عدد من المخطوطات القديمة بالمكتبات العامة والخاصة قد يكون مقارباً لمخطوطة برمنغهام.

مع ذلك فهي "أقدم نص قرآني" استدلالاً، لأنه لا دليل بأن غيره من النصوص هو الأقدم عليها، علماً أن لقب "أقدم النصوص القرآنية" كان للفائف "قرآن صنعاء" قبل فحص مخطوطة برمنغهام، في حين لم تجر أي دولة تزعم امتلاكها لنسخة من المصحف الذي تم جمعه زمن الخليفة الراشدي الثالث، عثمان بن عفان، فحوصات مخبرية بالكربون المشع لتؤكد أقدمية نسختها.
لفائف مصحف جامع صنعاء خسرت لقب الأقدم

وكان لقب "أقدم نصوص قرآنية" يعود إلى 15 ألف لفافة يمكن العثور على معلومات بشأنها بمجرد البحث عن "قرآن صنعاء" في مواقع التصفح بالإنترنت، وهو ما فعلته "العربية.نت" أيضاً، فقد تم العثور عليها في 1972 بجامع صنعاء الكبير، وهي بالخط الحجازي أيضاً، واستعانت الحكومة اليمنية بخبراء ألمان جاؤوا بقيادة كبيرهم الملم بالعربية، وهو البروفسور غيرد بوين.

درسها بوين طوال 4 سنوات، وفوجئ بأنها من زمن لا يزيد بتسعين سنة عن عام وفاة الرسول، أي في عصر الوليد بن عبدالملك على الأكثر، وقام بالتقاط 3500 صورة للفائف الجامعة للكتاب الكريم بكامله، ثم عاد إلى ألمانيا ليؤكد أنها "أقدم نصوص قرآنية في العالم" وكانت كذلك فعلاً، إلى أن انتزعت منها مخطوطة برمنغهام اللقب قبل يومين.

وبحسب السير النبوية، وأهمها لابن هشام، فإن عدد من كانوا يكتبون الوحي للرسول بلغ 43 كاتباً، بعضهم انقطع لكتابة القرآن خاصة، وأشهرهم كان عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت وعبدالله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام وحنظلة بن الربيع، وعبدالله بن سعد بن أبي سرح، المعروف بأنه كان أول من كتب الوحي من قريش، فيما كان أولهم من الأنصار أبي بن كعب"

وهذه المخطوطة أخذها قس عراقي لبريطانيا وهناك غيرها في المخطوطات القديمة

ونحن نعتمد على التواتر والنقل السماعي وإذا كانت الآيات في كل المخطوطات في جميع الفنون متطابقة في أشد أزمنة المسلمين ضعفاً فكيف بذلك الزمن الذي كان فيه الظهور والقوة لأهل الإسلام ثم إننا نعلم أنه حصلت فتنة بين الصحابة وحصلت نزاعات بين فرق إسلامية فما ادعت فرقة على فرقة أنها زادت آية في القرآن أو استدلت بآية ليست في القرآن وما يذكر عن الرافضة من القول بالتحريف وإن كان من كفرهم الذي انفرد به الكثير من طواغيتهم إلا أنهم إذا جاءوا يفسرون ويستدلون في الفقه والحديث يستدلون بالنصوص الموجودة بين أيدي المسلمين ويثبتونها بل ويروون عن معصوميهم بأسانيدهم تفسيرها على أنها نزلت هكذا كما يقول العامة

ويقال أيضاً :" نشرت مجلة العربي الكويتية في عددها 592 بتاريخ السبت 1 مارس 2008 23/2/1429هـ تقريراً عن هذا المصحف بقلم أشرف أبو اليزيد هذا نصه ..

[align=center][/align]
أصدر مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية باستانبول (إرسيكا) طبعة محققة لأقدم مصحف ينسب إلى عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان والمحفوظ في متحف طوب قابي سراي باستانبول. صدور هذه الطبعة النادرة يأتي في إطار جهد المركز الساعي إلى نشر الثقافة الإسلامية ضمن مشروعات طويلة الأمد، هذه صورة مقربة عن هذا المشروع، ونظرة مجملة عن إصدارات ذلك المركز.

يعد مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية باستانبول (إرسيكا) إحدى مؤسسات منظمة المؤتمر الإسلامي، لذا يأخذ على عاتقه متابعة قرارات مؤتمرات القمة الإسلامية والمؤتمرات الوزارية وتوصيات اللجنة الدائمة للإعلام والشئون الثقافية (كومياك)، والتوصيات الصادرة عن اللجنة الإسلامية للشئون الاقتصادية والثقافية والاجتماعية باعتبارها جمعيته العمومية ومجلس إدارته، كما يعدل المركز من خطط عمله بما يتفق واحتياجات الدول الأعضاء والتطورات التي تطرأ في العالم والمتصلة بنشاطاته، والتي من أهمها توسيع دائرة مشروعات البحث التي يقوم بها لتشمل تاريخ الحضارة الإسلامية وتراثها في جهات عدة من العالم الإسلامي، بما في ذلك غرب وشرق وجنوب إفريقيا وجنوب وجنوب شرق آسيا، وآسيا الوسطى والقوقاز والبلقان. ومن المؤمل أن يقوم المركز في السنوات القادمة بدور فعال للتعريف بالثقافة والحضارة الإسلامية بشكل أفضل وإبراز الصورة الحقيقية للإسلام وثقافته في العالم.

على رأس هذا المركز يقف الباحث التركي البروفسور خالد آرن، مديرا عاما للمركز، ومحرِّكا لخططه الطموح، وقد جاء خلفا لمدير عام المركز السابق، البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلو، الذي يرأس حاليا منظمة المؤتمر الإسلامي.

نشاط لا يتوقف
درس المدير العام للمركز البروفسور خالد آرن في جامعة مرمرة باستانبول، وحصل فيها على درجة الماجستير (1989) والدكتوراه (1995)، وقد التحق بالمركز خبيرا للتوثيق في عام 1981، وكان أول إسهاماته هناك إعداده، بالتعاون مع الباحث عصمت بينارق للبيبلوغرافيا العالمية لترجمات معاني القرآن الكريم المطبوعة خلال الفترة من عام 1515 حتى عام 1980م.
[align=center][/align]
[align=center]البروفسور خالد آرن المدير العام لمركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية يتصفح أول نسخة من المصحف في مكتبه الذي يقع في قصر السلطان عبد الحميد، سراي يلديز، بمدينة إستانبول[/align]

في مكتبه الذي يقع في قصر السلطان عبدالحميد، سراي يلديز، بمدينة إستانبول، تطرق الحديث عن مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية، إلى كيفية مساهمته في نشر الإسلام وسط تيارات عالمية صاخبة تشوه صورة الدين الحنيف، حيث لا يمثل مجرد جهة بحثية للدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي، بل يتحرك على المستوى العالمي عبر شبكة من التعاون مع المؤسسات المحلية والإقليمية للدول الأعضاء، بمؤتمرات وندوات وحلقات دراسية ينظمها المركز بالتعاون مع مؤسسات حكومية وغير حكومية، مثل جلسات العمل المعمارية العشر، التي أقامها سنويا على مدى الأعوام من 1994 وحتى 2004 بمدينة موستار بالتعاون مع حكومة البوسنة والهرسك، والندوة الدولية التي أقيمت في دكار في 1996 تحت رعاية الرئيس عبدو ضيوف، رئيس جمهورية السنغال آنذاك حول «الحضارة الإسلامية في غرب إفريقيا» بالتعاون بين المركز والمعهد الأساسي لإفريقيا السوداء (IFAN)، والندوة الدولية الأولى حول آفاق تنمية فنون الزخرفة في حرف العالم الإسلامي اليدوية-الأرابيسك، التي أقيمت في دمشق عام1997 بالتعاون بين المركز ووزارة الثقافة في الجمهورية العربية السورية، والندوة الدولية التي أقيمت في باكو عام 1998 تحت رعاية الرئيس الراحل حيدر علييف، رئيس جمهورية أذربيجان، حول «الحضارة الإسلامية في القوقاز»، والمؤتمر الدولي حول «العلم والمعرفة في العالم العثماني»، الذي أقيم باستانبول في 1999 بمناسبة الاحتفالات بالذكرى السبعمائة على قيام الدولة العثمانية، والندوة الدولية الأولى حول «السجاد التقليدي (الزربية) والكليم في العالم الإسلامي» التي أقيمت في تونس في 1999 ، والندوة الدولية حول «الحضارة الإسلامية في البلقان» التي أقيمت في صوفيا، عاصمة بلغاريا، في الفترة من 21 إلى 23 أبريل 2000 بالتعاون مع عدد من المؤسسات العلمية البلغارية، وكذلك الندوة التي أقيمت في تيرانا بألبانيا في الفترة من 4 إلى 6 ديسمبر 2003 بالتعاون مع كل من أكاديمية العلوم والأرشيف الوطني لألبانيا، والندوة التي عقدت في بوخارست، رومانيا، من 1 إلى 5 نوفمبر 2006 بالتعاون مع جامعة بوخارست، والندوتان الدوليتان حول «الحضارة الإسلامية في منطقة الفولغا - أورال» في قازان، عاصمة تتارستان التي توجد ضمن الفيدرالية الروسية بالتزامن مع الاحتفال بألفية مدينة قازان، وقد عقدت الندوتان تحت رعاية الرئيس منتمير شايمييف، رئيس جمهورية تتارستان، الذي منح البروفسور خالد آرن فيها ميدالية تكريما لجهد مركز إرسيكا البحثي في نشر الإسلام. ساعتها تذكرت تتارستان التي زرتها العام الماضي وتذكرتُ الصورة التي يحتفظ بها قسم التاريخ بجامعة قازان للبروفسور خالد آرن، وهو يرتدي معطفه الأكاديمي.

مصحف عثمان

[align=center][/align]
[align=center]إحدى صفحات القرآن الكريم من نسخة طبق الأصل لمصحف عثمان رضي الله عنه (أبعاد 41 سم 45 سم ) وقد طبع منها 500 نسخة فقط وتم ترقيم كل نسخة من هذه النسخ [/align]

ينتقل بنا الحديث إلى المصحف الذي عمل على تحقيقه منذ سنوات الدكتور طيار آلتي قولا، المتخصص في علم القراءات ورئيس الشئون الدينية سابقا في تركيا. وربما تكون فكرة هذه الطبعة قد تبلورت خلال الملتقى الدولي حول «العطاء الثقافي المتبادل في بناء الحضارة العالمية: دور الإسهامات الإسلامية» الذي أقيم في الشارقة، (دولة الإمارات العربية المتحدة) في الفترة من 17 إلى 19 يناير 2004 بالتعاون مع الجامعة الأمريكية في الشارقة تحت رعاية صاحب السمو الشيخ د. سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الذي أسهم بالإنفاق على هذه الطبعة لخدمة الإسلام، والدرس الأكاديمي لكتاب الله الكريم.

قام الدكتور طيار آلتي قولا بمقارنة المخطوط المشار إليه مع مصاحف أخرى تنسب إلى عهد الخليفة عثمان بن عفان ومع مصاحف أخرى تعود إلى الفترة نفسها وبالرجوع إلى مصادر مختلفة. مما يجعل من هذه الطبعة العلمية مساهمة قيمة في مجال الدراسات القرآنية. وحسب الروايات التاريخية فإن نسخ مصحف عثمان كانت تتوزع بين خزائن عدة أمصار إسلامية، من بينها خزانة قصر طوب قابي.
[align=center][/align]
[align=center]قام الدكتور طيار آلتي قولاچ محقق الطبعة الأولى لمصحف عثمان بمقارنة المخطوط مع مصاحف أخرى تنسب إلى عهد الخليفة عثمان بن عفان، وحسب الروايات التاريخية فإن نسخ المصحف كانت تتوزع بين خزائن عدة أمصار إسلامية، من بينها خزانة قصر طوب قابي باستانبول[/align]

وتقول المصادر العربية إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بكتابة كل ما ينزل عليه من آيات. وكان يتولى كتابة الآيات أُبَيُّ بن كعب ومُعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد، وسميت تلك الآيات المفرقة لاحقا بالمصحف. ويعد أبوبكر الصديق - رضي الله عنه - أول من جمع القرآن الكريم بين لوحين وكان قبلا على قطع من العظم والعسب والحجر والجلد. وأودع ذلك المصحف عند أبي بكر ثم عند عمر بن الخطاب في حياته ثم عند حفصة بنت عمر التي كانت تجيد القراءة والكتابة. وأثناء خلافه عثمان بن عفان، جمع القرآن في نسخ موحدة، بسبب كثرة اختلاف الناس في القراءات. وبعث إلى أم المؤمنين حفصة أن ترسل مصحف أبي بكر ليأمر بنسخه (في العام 651 أي بعد وفاة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بنحو 19 عاما). وأسند عثمان بن عفان إلى زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام (رضي الله عنهم) مهمة نسخ المصحف. ولما فرغ النساخ من نسخ المصحف وكتابته، أمر عثمان بإحراق ما عداه من مصاحف خاصة كان يحتفظ بها الصحابة، كانت على خلاف العرضة الأخيرة الناسخة لما يخالفها. والأرجح أن ذلك تَم سنة 30 هـ.
يختلف العلماء في عدد تلك المصاحف، فقيل إن المصاحف أربعة وقيل خمسة وقيل ستة وقيل سبعة وقيل ثمانية بل قيل تسعة! ويقول الإمام السيوطي - رحمه الله - أُختُلف في عدة المصاحف التي أَرسلَ بها عثمان إلى الآفاق، المشهور أنها خمسة وأخرج ابن أبي داود من طريق حمزة الزيات قال: أرسلَ عثمان أربعة مصاحف، قال ابو داود : وسمعت أبا حاتم السجستاني يقول : كتب سبعة مصاحف فأرسل إلى مكة، والشام، وإلى اليمن، وإلى البحرين، وإلى البصرة، وإلى الكوفة، وحبس بالمدينة واحدا (الإتقان، جلال الدين السيوطي) ت 911هـ (1/132) (الكتب العلمية - بيروت ط 1415.3هـ).

وقد قرأت منذ شهور عن افتتاح تم بمتحف بوشكين للفنون الجميلة لمعرض «القرآن الذهبي»، وضم بعضا من صفحات القرآن الكريم مطبوعة على رقائق من الذهب الخالص، نقلا عن إحدى أقدم النسخ التاريخية المعروفة باسم «مصحف عثمان». وقد قامت دار سك النقود التابعة لوزارة المالية الروسية بصك مخطوطة «مصحف عثمان» على رقائق من الذهب الخالص. وحسب مسئولين في دار سك النقود فقد استغرقت العملية ثمانية عشر شهرا وأعد الخبراء 162 صفيحة من الذهب، بلغ طول كل منها 14 سنتيمترا وعرضها 10 سنتيمترات. ويقول اجناتي كراتشكوفسكي، أحد أبرز المستعربين الروس وأول من ترجَمَ معاني القرآن الكريم إلى الروسية، إن الكثير من صفحات هذه النسخة النادرة قد انتقلت إلى لينينجراد (سان بطرسبرج حاليا) عام 1936.

أما النسخة المصرية من «مصحف عثمان»(1)، فقد نقلت أخيرًا من مسجد الإمام الحسين إلى المكتبة المركزية للمخطوطات الإسلامية الملحقة بمسجد السيدة زينب، وتزن حوالي 80 كيلوجراما وصفحاتها مكتوبة بالخط الكوفي غير المنقط وبحبر حديدي وليس كربونيا، وقد كتب على الرق المصنوع من جلد الغزال في نحو 1870 صفحة، وللنسخة حافظة جلدية مذهبة تعود إلى سنة 648 هجرية صنعها لهذا المصحف السلطان قنصوة الغوري، ومكتوب عليها «هذا مصحف سيدنا عثمان». وقد احتفظت المدرسة الأفضلية بهذه النسخة في العصر الأيوبي التي أنشأها صلاح الدين الأيوبي، ونقل السلطان قنصوة الغوري المصحف بعد انهيار المدرسة مع باقي الآثار النبوية إلى القبة التي أنشأها باسمه، وظلت هناك نحو ثلاثة قرون حتى نقلت إلى القلعة، ومنها إلى مسجد السيدة زينب، فوزارة الأوقاف ومن هذا الديوان نقلت في بداية عام 1305 هجرية إلى قصر عابدين في عهد الخديو توفيق الذي أمر بإنشاء غرفة في مسجد الإمام الحسين لمصحف عثمان وآثار الرسول صلى الله عليه وسلم وأقيم احتفال كبير لنقل المصحف والآثار من قصر عابدين إلى مسجد الحسين في نهاية عام 1305 هجرية وظلت هناك إلى أن تم نقلها أخيرًا إلى مكتبة المخطوطات الملحقة بمسجد السيدة زينب لتسجيلها والحفاظ عليها. وكان الجامع الأموي في دمشق يحتفظ، كما يقال، ، بنسخة من مصحف عثمان، الذي كانت له خزانة خاصة به إلى جانب المحراب، وظل حتى الحريق الأخير، الذي أتى على كل شيء في الجامع، وذلك سنة 1310 هجرية الموافقة لسنة 1893 ميلادية.
وتحتفظ مكتبة الإدارة الدينية بطشقند بمصحف مكتوب على الرق، وهو خال من النقط. وتشتمل كل صفحة من صفحاته على 12 سطرا، وعدد ورقاته 353 ورقة، وقياسها 68 سم × 53 سم وهو ما يجعل قياسات الأوراق لا تتطابق مع مصحف عثمان الأم. وجاءت الطبعة التي نفذتها إرسيكا في نسختين، الأولى وهي نسخة طبق الأصل لمصحف عثمان رضي الله عنه (أبعاد 41 سم × 45 سم) مع طباعة 500 نسخة فقط وتم ترقيم كل نسخة من هذه النسخ.والنسخة الثانية وهي النسخة الأكاديمية الموجهة إلى الباحثين بأبعاد أصغر من المصحف، تيسر من تداوله ودرسه.


إصدارات إرسيكا
يأتي هذا الإصدار النادر ضمن أهم ما نشره المركز خلال الفترة من عام 1980 وحتى شهر مايو 2007 ميلادية، حيث طبع (117) كتابا في مجالات متعددة نتيجة لأبحاث مبتكرة قام بها، منها ستة فهارس للمخطوطات الإسلامية في مجالات مختلفة من المعرفة و«الببليوغرافيا العالمية لترجمات معاني القرآن الكريم» و«دراسة حول الأبعاد الثقافية للتنمية في الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي» وكتابان حول تاريخ الشعوب التركية وعدة دراسات حول تاريخ الشعوب الإسلامية مثل كتاب حول التواصل الحضاري في مجال الإنسانيات والفلسفة، وكتب أخرى في مجالات الفنون والعلوم والإسهامات الإسلامية في الحضارة العالمية، و«الحضارة الإسلامية في عالم الملايو»، كتابان، و«الحضارة الإسلامية في غرب إفريقيا» وسبع دراسات حول تاريخ البوسنة والهرسك وحضارتها، وكذلك عدة كتب في مجال الحرف اليدوية والفنون الإسلامية، ألبوم فن الخط بعدة لغات وكتاب السيوف الإسلامية وصناعها باللغتين العربية والإنجليزية. وتسعة عناوين ضمن سلسلة تاريخ العلوم في العالم الإسلامي.

كما اهتم المركز بنشر الكتب التي تضمنت وقائع الندوات العلمية التي عقدها في العديد من الدول وتقرير شامل لبرنامج موستار 2004، الذي يضم عشر جلسات عمل معمارية. وبمناسبة احتفالات المركز بالذكرى الخامسة والعشرين لتأسيسه، التي تصادف تسلم البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلو مهام منصبه أمينا عاما لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أصدر المركز كتابا تذكاريا بعنوان «المجتمعات والثقافات والعلوم: أبحاث على شرف أكمل الدين إحسان أوغلو» وهو كتاب علمي يضم 44 مقالة حول التاريخ والثقافات والفنون والعلوم للدول الإسلامية، ساهم في إعدادها متخصصون من مختلف أنحاء العالم، كما أصدر المركز بحوث ندوات تطوير الحرف اليدوية في مراجع أنيقة، وقد عززت هذه الإصدارات مشاركة المركز في معارض الكتب الدولية.

مكتبة في «السلاح خانة»

بعد أن حدثني عن المشروع الأحدث، ألا وهو طباعة «مصحف عثمان»، قادني البروفسور خالد آرن وبصحبة البروفسور نزيه معروف مدير مشاريع تطوير الحرف اليدوية في الدول الإسلامية، في جولة بمكتبه الذي يقع في حرم قصر السلطان عبد الحميد، الأثر التاريخي الذي خصصته الحكومة التركية للمركز. ولم ينس البروفسور خالد آرن أن نطلع على أحدث ما ضمه المركز من منشآت إلى مباني المركز، ألا وهو قاعة «السلاح خانة» التي ستنتقل إليها مكتبة المركز بعد أن ضاقت بها الرفوف المتحركة حيث تقطن في الطابق الثاني من القصر المسمى بسراي يلديز (النجمة). ثم تصل جولتنا مع البروفسور خالد آرن إلى مكتبة المركز الحالية فيشير بالفضل لعلماء وشخصيات مهمة أهدت مجموعاتها القيمة والنادرة من الكتب والخرائط والصور والمجلات العلمية إلى مكتبة المركز، مما رفع قيمة مجموعة المكتبة، كان آخرها مجموعة تكرّم بإهدائها الشيخ د. سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة تمثلت في مجموعة قيمة من المخطوطات بلغ عددها 148 مخطوطة، والكتب النادرة.

يبلغ عدد الكتب في مكتبة المركز 60.000 مجلد، أما الدوريات فقد بلغ عدد عناوينها 1460 فضلا عن 186 مخطوطة. وبالإضافة إلى ما ذكرناه أعلاه، فإن مجموعة المكتبة تحتوي على مـواد مكتبية أخرى عدا الكتـب (4000) والميكروفلم والميكروفيش (300) وهي عبارة عن أطروحات علمية حول العالم الإسلامي وتقع تلك المقتنيات في 138 لغة من لغات العالم، وهناك عدد كبير من الأطالس والخرائط يتجاوز عددها الألف!

ولمواكبة هذا النمو تستخدم المكتبة جهاز الكمبيوتر، حيث استفادت من الإمكانيات الواسعة لهذا الجهاز في عملية التصنيف. وقد أعد المركز قائمة لـ 10.000 عنوان مفهرس ومصنف بمنزلة كتالوج شامل. وأصبحت المكتبة تتعامل مع نحو 373 مؤسسة في العالم. هذا، وقام المركز بإهداء مجموعة كتب تتألف من 801 كتاب إلى مكتبة معهد الدراسات الشرقية وكذلك 1038 كتابا و101 دورية و78 مواد مكتبية عدا الكتب إلى المكتبة الوطنية في سراي بوسنة في جمهورية البوسنة والهرسك. وتم ربط المكتبة بشبكة الانترنت الدولية، فأصبح بإمكان الباحثين والعلماء الاطلاع على قوائم مجموعات المكتبة في مختلف أنحاء العالم من خلال تلك الشبكة.

أما ما أدهشني في هذا الصرح المعلوماتي فكان أرشيف الصور الفوتوغرافية التاريخية الفريد، أو ما أسميته «جنة الفوتوغرافيا»، وأهم تلك الصور مجموعة تمثل مختلف أرجاء العالم الإسلامي في أواخر القرن الماضي والتي تعرف بألبومات يلديز ويبلغ عددها نحو 35.000 صورة، كان السلطان عبد الحميد قد أرسل مصوريه إلى مختلف أرجاء الإمبراطورية لتوثيقها فوتوغرافيا، وقد أضيفت إليها مجموعات أخرى بلغ عددها نحو 25.000 صورة. ويسعى المركز إلى إصدار مجموعات من تلك الصور على شكل ألبومات تمثل مناطق أو موضوعات معينة حسب الحاجة إلى ذلك، كان آخرها ألبوم صور بعنوان «مصر في عدسات القرن التاسع عشر». ورأيت العمل في المركز قائما على إصدار ألبوم للصور الفوتوغرافية للمدن والمعالم التاريخية في تونس وذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة التونسية وآخر مع السلطات السورية المختصة حول المدن والمعالم التاريخية في سورية. كما يعتزم المركز إعداد ونشر ألبوم للصور الفوتوغرافية التاريخية مع شروح خاصة بها حول القدس الشريف وفلسطين. كما يعد المركز ألبوما للصور الفوتوغرافية التاريخية لمكة المكرمة والمدينة المنورة اختارها من ذلك الأرشيف الخاص.



المصدر : مجلة العربي الكويتية - السبت 1 مارس 2008 23/2/1429هـ / العدد 592"

النقطة السابعة : ذكر قصة جون ميل ومختصر قصته أنه عالم نصراني مهتم بجمع مخطوطات الانجيل وأنه عند اختراع الطابعة أراد أن يطبع الكتاب المقدس في ضوء ما عنده من المخطوطات التي جمعها على مدى ثلاثين عاماً وكان يشير في الحاشية إلى المواطن التي تختلف فيه المخطوطات عن بعضها البعض

فكان عدد الاختلافات ثلاثين ألف اختلاف ! وهو لم يشر إلى كل الاختلافات التي وجدها وإنما أشار إلى الاختلافات التي فيها أهمية فقط

وهذا من خلال نظره في مائة مخطوط يوناني فقط وأما بالنسبة للنظر لما وصلنا إليه من 5700 مخطوط فالعدد من الاختلافات المؤثرة لا يمكن حصره

ثم ختم بكلمة عجيبة وهي أن عدد الاختلافات في المخطوطات أكثر من عدد كلمات العهد الجديد نفسه

وأحد أسباب هذه العبثية هو أنهم يهتمون بنقل المعنى دون اللفظ وهذا مختلف في القرآن الذي فيه صرامة شديدة فالصلاة لا تكون إلا بنص القرآن لفظاً ومعنى ولا يجوز الاستشهاد بالآية إلا بلفظها والناس يحفظون اللفظ حفظاً حرفياً

ثم إنه ذكر عدة أمثلة على ما يراه تحريفات متعمدة لمعالجة مشاكل معينة وهذا أمر معروف من اختلاف المخطوطات

ومن أهم ما تكلم عنه قصة المرأة الزانية ( من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر ) وهي مشهورة جداً بين النصارى اليوم لداعي الحال

وذكر أن هذه القصة لم تظهر إلا في القرن العاشر بعد وفاة المسيح

والقصة في مضمونها مخالفة لما جاء به المسيح من عدم نقض الناموس الموسوي

وقد سلم دانيال والاس الذي يعد المدافع الأكبر عن الكتاب المقدس والخصم التقليدي لبارت إيرمان بأن هذه القصة غير أصلية في الكتاب المقدس

قال الباحث أحمد الألفي :" عالم غير عادي دانيال ب. والاس هو أستاذ دراسات العهد الجديد بمعهد دالاس اللاهوتي، والمدير التنفيذي لمركز دراسة مخطوطات العهد الجديد. والاس هو المُحرر العام للعهد الجديد في أحدث ترجمة إنجليزية، الترجمة الإنجليزية الحديثة، والتي يعرفها الكثير منكم إختصاراً بـ NET Bible. والاس يُعتبر أحد أكبر نُقاد النصي، ومن أعلى السلطات حول اللغة اليونانية القديمة والنقد النصي. مقالاته منشورة في العديد من المجلات اللاهوتية والكثير نُشِر في موقع bible.org. وبشكل ما، يُعتبر والاس المُختار من المجتمع الإنجيلى ليرد على إيرمان. كما يعرف الكثيرون منكم، فقد كتب والاس مراجعات شاملة لكتاب إيرمان “سوء اقتباس يسوع”.
آخر إثنى عشر عدداً فى مرقس و قصة الزانية
فى نفس الوقت، فإن ايرمان يُشير الى موضوع صحيح. إن اي مراجعة عملية لأى ترجمة إنجليزية اليوم، تكشف ان الخاتمة الأطول لمرقس و قصة الزانية، موجودين فى أماكنهم المُعتادة. هكذا، ليس فقط نُسخة الملك جيمس و نُسخة الملك جيمس الجديدة بهم المقاطع (كما يُمكن ان يُتوقع)، لكن كذلك النُسخة الأميركية القياسية، النُسخة المُنقحة القياسية، النُسخة المنقحة القياسية الجديدة، النسخة الدولية الحديثة، النسخة الدولية الحديثة اليوم، الكتاب المقدس الأميركى القياسى الجديد، النسخة الإنجليزية القياسية، النسخة الإنجليزية اليوم، الكتاب المقدس الاميركى الجديد، الكتاب المقدس اليهودى الجديد، الترجمة الإنجليزية الحديثة. رغم ذلك، فالعلماء الذين أصدروا هذه الترجمات، لا يعهدون لأصالة هذه النصوص. الأسباب بسيطة بما فيه الكفاية: انهم غير موجودين فى أقدم و أفضل المخطوطات، و برهانهم الداخلى ضد أصالتهم بلا جدال. لماذا هم إذن مازالوا فى هذه الكتب المقدسة؟
الإجابة لهذا السؤال متنوعة. يبدو للبعض ان بقائهم فى الكتب المقدسة بسبب تقليد الجبن. يبدو ان هناك اسباب وجيهة لذلك. الأساس المنطقى نموذجياً هو أنه لا أحد سيشترى نسخة اذا لا يوجد بها هذه المقاطع الشهيرة. و اذا لم يشتريها أحد، فإنها لن تؤثر على المسيحيين. بعض الترجمات وضعت قصة الزانية بسبب تفويض من السلطات البابوية بإعتبارها مقطع من الكتاب المقدس. الكتاب المقدس الإنجليزى الحديث و الكتاب المقدس الإنجليزى المُنقح وضعوها فى نهاية الأناجيل، بدلاً من مكانها التقليدى. النُسخة الدولية الجديدة اليوم و الترجمة الإنجليزية الحديثة وضعوا كلاً من النصين بخط أصغر بين أقواس. بالتأكيد الشكل الأصغر يجعلهما من الصعب قراءتهما من قِبل الوعاظ. الترجمة الإنجليزية الحديثة تضع مُناقشة مُطولة حول عدم أصالة هذه الأعداد. غالبية الترجمات تذكر ان هذه القصص غير موجودة فى أقدم المخطوطات، لكن تعليق كهذا نادراً ما يُلاحظه القراء اليوم. كيف نعرف هذا؟ من موجات الصدمة التى قام بها كتاب ايرمان. فى الإذاعة، التليفزيون، الحوارات الصحفية مع ايرمان، قصة المرأة التى أُمسِكت فى الزنا هى دائماً اول نص يُقدم على انه غير أصيل، و هذا التقديم مُعَد لتنبيه المستمعين.
إطلاع العامة على الأسرار العلمية حول نص الكتاب المقدس ليس جديداً. إدوارد جيبون، فى كتابه الأعلى مبيعاًذى الستة أجزاء، سقوط و إنحدار الإمبراطورية الرومانية، دوّن ان الفاصلة اليوحناوية، او الصيغة الثالوثية فى 1 يوحنا 5 : 7 – 8، ليست أصلية . و هذا قد صدم العامة فى بريطانيا فى القرن الثامن عشر، لأن كتابهم المقدس الوحيد هو النُسخة المُرخصة، التى احتوت على الصيغة. “آخرين قد قاموا بهذا قبله، لكن فقط فى الدوائر الدراسية و الأكاديمية. جيبون قام بهذا للعامة، بلغة مُزعجة”[33]. لكن مع صدور النُسخة المُنقحة فى عام 1885، لم يعد هناك أثر للفاصلة. أما اليوم، فإن النص لا يُطبع فى الترجمات الحديثة، و بصعوبة يُمكن ان يجذب اى عين له.
ايرمان تبع قافلة جيبون بتعريض العامة لعدم أصالة مرقس 16 : 9 – 20 و يوحنا 7 : 53 – 8 : 11. لكن المشكلة هنا مختلفة قليلاً. النص الثانى يتمتع بعواطف قوية. لقد كان مقطعى المُفضل الغير موجود بالكتاب المقدس لسنوات. انا حتى استطيع ان أعظ حوله كقصة تاريخية حقيقية، حتى بعد ان رفضت أصوليته الأدبية – القانونية. و نحن نعلم بالوُعاظ الذين لا يستطيعون الكف عنه رغم انهم ايضاً لديهم شكوك حوله. لكن هناك مشكلتين فى هذه الطريقة لفهم الموضوع. اولاً، حول شعبية النصين، فإن يوحنا 8 هو المُفضل بشكل ساحق، رغم ذلك فإن ترخيصات إعتماده الخارجية هى اسوء بشكل هام من مرقس 16. هذا التناقض مرعب. شىء ما ناقص فى معاهدنا اللاهوتية حينما تكون مشاعر الفرد هى الحكم فى المشكلات النصية. ثانياً، قصة الزانية من المُرجح جداً انها غير حقيقية تاريخياً. من المُحتمل ان تكون قصة كُوِنت من قصتين أخريتين مُختلفتين . هكذا، العذر بأن الفرد يستطيع المناداة بها لأنها قصة حدثت حقيقةً واضح انه غير صحيح.
بإستعادة الأحداث الماضية، فإن إبقاء هاتين القصتين فى كتبنا المقدسة بدلاً من إحالتهم للهوامش، يبدو و كأنه قنبلة، تنتظر فقط الإنفجار. كل ما فعله ايرمان هو انه اشعل الفتيل. درس واحد يجب ان نتعلمه من سوء اقتباس يسوع، أن اولئك الذين فى الخدمة يجب ان يعبروا الفجوة بين الكنيسة و الأكاديمية. يجب علينا ان نُعلِم المؤمنين. بدلاً من محاولة عزل عامة الناس عن الدراسة النقدية، يجب ان نُدرعهم. يجب ان يكونوا مُستعدين لوابل النيران، لأنه قادم لا محالة . الصمت المُتعمد للكنيسة لأجل ملء مقاعد أكثر فى الكنيسة سوف يقود جوهرياً الى الإرتداد عن المسيح. يجب ان نشكر ايرمان لأنه أعطانا انذار أيقظنا.
هذا لا يعنى ان كل شىء كتبه ايرمان فى هذا الكتاب من هذا النوع. لكن هذه الثلاث نصوص رأى ايرمان فيها صحيح. يجب ان نؤكد مرة أخرى: هذه النصوص لا تُغير اى عقيدة رئيسية، ولا أى ايمان مركزى. العلماء الإنجيليين نفوا أصالتهم لأكثر من قرن دون زحزحة نقطة واحدة من الأرثوذكسية.
مع ذلك، فإن الأربعة مشكلات النصية المتبقية تذكر قصة مختلفة. ايرمان يستند الى واحد من إثنين: اما “تفسير” او “دليل”، يعتبره غالبية العلماء فى أفضل وضع، مشكوك به"

وطبعاً أنت لا تسمع عن قصة من قصص القرآن مختلف فيها ، أو أن حديثاً اعتبره العلماء صحيحاً مع أنه ظهر بلا إسناد في القرن الرابع أو الخامس الهجري فضلاً عن العاشر

وكلامنا السابق كله عما كتبه كتاب الانجيل متى ومرقس ويوحنا ولوقا علماً أن عامتهم لم يدركوا المسيح أصلاً وإنما يروون عنه مراسيل

وحجة تناقض المخطوطات تنعكس في إثبات صحة السنة فإن الحديث الواحد تجده بنفس السند والمتن ليس في جميع مخطوطات البخاري بل وجميع مخطوطات كتب الحديث الأخرى

ومعلوم أن البخاري لم ينفرد بأي حديث فكل حديث يرويه نجد أنه قد رواه غيره بنفس المتن ونفس المخرج

وسأعيد شيئاً كتبته في مقال سابق لتقريب الأمر إلى الأفهام

:" أن الأصول الحديثية كل واحد منها له مخطوطات كثيرة جداً ومتطابقة في غالبها

ولكنني سأقرب الأمر بقصة متخيلة لنفرض أننا ذهبنا إلى الصحراء ننقب عن شظايا عظام لنقول أنها سلف الإنسان ونحصل على منح علمية ونكون بذلك انتصرنا للعلم وحاربنا الخرافة

وبدلاً من أن نجد شظايا جمجمة مهشمة وجدنا مخطوطة باللغة العربية لكتاب اسمه مثلاً ( جامع الترمذي )

وجدنا أحاديث كثيرة مرتبة فقهياً كتاب عليه صنعة التصنيف ظاهرة وترتيبه رائع

أردنا التحقق من كون هذه المخطوطة التي وجدناها في صحراء صحيحة وأن ما فيها صحيح فلنتخذ عدة خطوات

الخطوة الأولى : نبحث في اسم المصنف محمد بن عيسى الترمذي هل هو شخصية حقيقية وهل له كتاب بهذا الاسم

فنذهب لنجد له ترجمة في كتاب الثقات لابن حبان يذكر فيها أنه جمع وصنف

وترجمة في كتاب الإرشاد للخليلي يذكر أنه حافظ متقن

وهؤلاء زمنهم قريب جداً من زمنه

ونجد أن السمعاني ترجم له في كتاب الأنساب وكذا ترجم له الإدريسي وأبو أحمد الحاكم الذي يروي عنه بواسطة واحدة فقط

ثم لا نجد أحداً صنف في طبقات المحدثين إلا ذكره وذكر كتابه

الخطوة الثانية : نذهب إلى كتب الأثبات والأسانيد والتي يوثق فيها الحفاظ كتبهم التي سمعوها بالإسناد المتصل

فنجد ابن خير الإشبيلي في كتابه الفهرست يقول : مُصَنف الإِمَام أبي عِيسَى مُحَمَّد بن عِيسَى بن سُورَة التِّرْمِذِيّ الْحَافِظ وَهُوَ الْجَامِع الْمُخْتَصر من السّنَن عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعْرِفَة الصَّحِيح والمعلول وَمَا عَلَيْهِ الْعَمَل
أما رِوَايَة ابْن مَحْبُوب فَحَدثني بِهِ الشَّيْخ الْفَقِيه القَاضِي أَبُو بكر مُحَمَّد بن عبد الله ابْن الْعَرَبِيّ رَحمَه الله سَمَاعا عَلَيْهِ قَالَ حَدثنَا بِهِ أَبُو الْحُسَيْن الْمُبَارك بن عبد الْجَبَّار الصَّيْرَفِي الْمَعْرُوف بِابْن الطيوري بالقطيعة وَأَبُو طَاهِر الْبَغْدَادِيّ بدار الْخلَافَة أما أَبُو الْحسن فاستوفيته عَلَيْهِ وَأما أَبُو طَاهِر فبعضه من أَوله قَالَا أخبرنَا أَبُو يعلى أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الْمَعْرُوف بِابْن زوج الْحرَّة قَالَ حَدثنَا أَبُو عَليّ الْحُسَيْن بن مُحَمَّد ابْن شُعْبَة الْمروزِي قَالَ حَدثنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَحْبُوب عَن أبي عِيسَى التِّرْمِذِيّ رَحمَه الله
وَفِي كتاب الدَّعْوَات والمناقب أَحَادِيث علم عَلَيْهَا بِقَوْلِك لَا إِلَى مَعَ كَلَام أبي عِيسَى فِي آخر الْكتاب لم تكن فِي سَماع أبي يعلى فاستظهرت لَهَا بِرِوَايَة أبي الْقَاسِم الْحسن بن عمر الْهَوْزَنِي خَالِي رَحمَه الله عَن أَبِيه عمر بن الْحسن سَمَاعا
وحَدثني بهَا أَيْضا الشَّيْخ أَبُو الْحسن عباد بن سرحان بن مُسلم الْمعَافِرِي رَحمَه الله سَمَاعا عَلَيْهِ لبعضه بِجَامِع إشبيلية فِي رَمَضَان سنة 520 ومناولة لجميعه من يَده إِلَى يَدي فِي أصل كِتَابه قَالَ أَخْبرنِي بِهِ الشَّيْخ الصَّالح أَبُو الْحُسَيْن بن الْمُبَارك بن عبد الْجَبَّار بن أَحْمد ابْن الْقَاسِم الصَّيْرَفِي الْمَعْرُوف بِابْن الطيوري رَضِي الله عَنهُ قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَنا أسمع فِي شهر الْمحرم سنة 492 فِي دَاره بالكرخ بالجانب الغربي من بغداذ وبالمسجد أَيْضا بدرب الْمروزِي قَالَ حَدثنَا أَبُو يعلى أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أَحْمد بن جَعْفَر الْمَشْهُور بِابْن زوج الْحرَّة قِرَاءَة عَلَيْهِ فَأقر بِهِ فِي شهر جمادي الْآخِرَة من سنة 438 قَالَ حَدثنَا أَبُو عَليّ الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن شُعْبَة الْمروزِي السنجي قِرَاءَة عَلَيْهِ من أَصله فِي منزلنا فِي الْمحرم سنة 391 قَالَ حَدثنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَحْبُوب قَالَ قرئَ على أبي عِيسَى مُحَمَّد بن عِيسَى بن سُورَة بن مُوسَى بن الضَّحَّاك السّلمِيّ الْحَافِظ الضَّرِير وَأَنا أسمع قَالَ أَبُو عِيسَى كَانَ جدي مروزيا انْتقل من مرو أَيَّام اللَّيْث بن سيار وترمذ فِي خُرَاسَان نسب إِلَيْهَا جمَاعَة مِنْهُم أَبُو عِيسَى هَذَا رَحمَه الله وَتُوفِّي بالترمذ لَيْلَة الِاثْنَيْنِ لثلاث عشرَة لَيْلَة مَضَت من رَمَضَان سنة 279
وحَدثني بهَا أَيْضا الشَّيْخ الْمُحدث أَبُو الْحُسَيْن عبد الْملك بن مُحَمَّد بن هِشَام بن سعد الْقَيْسِي وَيعرف بِابْن الطلاء رَحمَه الله قِرَاءَة مني عَلَيْهِ بِمَدِينَة شلب حرسها الله قَالَ حَدثنِي بِهِ الشَّيْخ الْحَافِظ الثِّقَة أَبُو عَليّ حُسَيْن بن مُحَمَّد بن فيره الصَّدَفِي وَيعرف بِابْن سكرة رَحمَه الله قِرَاءَة عَلَيْهِ فِي رَمَضَان فِي أَرْبَعَة وَعشْرين يَوْمًا مِنْهُ بِجَامِع مرسية حرسها الله سنة 512 قَالَ قرأته بِبَغْدَاد على الشَّيْخ الصَّالح أبي الْفضل أَحْمد بن الْحسن بن خيرون الْعدْل بدرب نصير فِي منزله وعَلى الشَّيْخ الصَّالح أبي الْحُسَيْن الْمُبَارك بن عبد الْجَبَّار بن أَحْمد بن الْقَاسِم الصَّيْرَفِي الْمَعْرُوف بِابْن الطيوري فِي مَسْجده بالكرخ بدرب الْمروزِي بالقطيعة أخبراني بِهِ عَن شيخهما أبي يعلى أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر عَن أبي عَليّ الْحسن بن مُحَمَّد بن أَحْمد السنجي الْمروزِي عَن أبي الْعَبَّاس مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَحْبُوب عَن أبي عِيسَى التِّرْمِذِيّ حاشى أَحَادِيث فِي كتاب الدَّعْوَات والمناقب وَكَلَام أبي عِيسَى فِي آخر الْكتاب لم تكن فِي سَماع أبي يعلى وعَلى أول كل حَدِيث من المستثناة لَا وعَلى آخِره إِلَى قَرَأت من هَذِه الْأَحَادِيث المستثناة مَا عَلَيْهِ عَلامَة ش على الشَّيْخ الإِمَام أبي الْقَاسِم عبد الله بن طَاهِر التَّمِيمِي الْبَلْخِي قدم بَغْدَاد حَاجا مَعَ كَلَام أبي عِيسَى آخر الْكتاب أَخْبرنِي بِهِ عَن شَيْخه مُحَمَّد بن عبد الله الْفَارِسِي عَن أبي الْقَاسِم عَليّ بن أَحْمد الْخُزَاعِيّ عَن أبي سعيد الْهَيْثَم بن كُلَيْب البُخَارِيّ عَن أبي عِيسَى التِّرْمِذِيّ

وأطال في سرد أسانيده للكتاب

ونذهب إلى كتاب البرنامج للوادي آشي

فنجد فيه :" الْجَامِع الْكَبِير فِي السّنَن لِلْحَافِظِ ابي عِيسَى مُحَمَّد بن عِيسَى ابْن سُورَة التِّرْمِذِيّ
قرأته بحرم الله تَعَالَى تجاه الْكَعْبَة من بَاب الندوة على شَيخنَا رَضِي الدّين الْمَذْكُور وحَدثني بِهِ عَن الشَّيْخَيْنِ نجم الدّين سُلَيْمَان بن خَلِيل بن إِبْرَاهِيم الْعَسْقَلَانِي إِمَام الْمقَام الشريف قبْلَة وَعَن عَم ابيه جمال الدّين يَعْقُوب بن ابي بكر الطَّبَرِيّ سَمَاعا عَلَيْهِمَا تجاه الْكَعْبَة المشرفة بسماعهما على الشَّيْخ مكين الدّين بن رستم بن ابي الرَّجَاء الْأَصْبَهَانِيّ عَن أبي الْفَتْح عبد الْملك بن ابي الْقَاسِم بن ابي سهل الكروخي سَمَاعا عَن أشياخه الثَّلَاثَة ابي نصر عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عَليّ الترياقي وابي عَامر مَحْمُود بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ وابي بكر أَحْمد بن عبد الصَّمد بن ابي الْفضل الغورجي عَن عبد الْجَبَّار بن مُحَمَّد بن عبد الله بن الْجراح الجراحي عَن ابي الْعَبَّاس مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَحْبُوب المحبوبي عَن مُؤَلفه إِلَّا من بَاب مَنَاقِب عبد الله بن عَبَّاس إِلَى آخر كتاب الْعِلَل فَإِن الكروخي لم يسمعهُ من الترياقي وسَمعه من ابي المظفر عبد الله بن عَليّ الدهان مَعَ الشَّيْخَيْنِ الْأَخيرينِ ابي عَامر وابي بكر الْمَذْكُورين قبل بالسند الْمَذْكُور
ح وَقَالَ لي الشَّيْخ رَضِي الدّين الْمَذْكُور وَقد قَرَأت جَمِيعه بِالْحرم الشريف تجاه الْكَعْبَة المعظمة على الشَّيْخ عز الدّين يُوسُف بن إِسْحَاق بن ابي بكر الطَّبَرِيّ بِسَمَاعِهِ من الشَّيْخ ابي الْكَرم بن الْبناء بِسَمَاعِهِ من الكروخي"

ولو ذهبنا لثبت ابن حجر المعجم المفهرس لوجدنا كهذا

وكذا برنامج المجاري الأندلسي وفي الصلة للروداني

وطبعاً هذا لن يقنع المتشكك فننقل للخطوة الثالثة

الخطوة الثالثة : ننظر في مصنفات الترمذي الأخرى فننظر في شيوخه ( وعندنا مصنف له في العلل وفي الشمائل )

وفي أسانيده ولو فعلنا لوجدنا تطابقاً ظاهراً

الخطوة الرابعة : ننظر في التصانيف التي صنفت في عصر الترمذي ونبصر الأحاديث التي رواها هل يشركه فيها غيره

نأخذ مثالاً

قال الترمذي في جامعه 13 - حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، قال: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ، فَبَالَ عَلَيْهَا قَائِمًا، فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوءٍ، فَذَهَبْتُ لأَتَأَخَّرَ عَنْهُ، فَدَعَانِي حَتَّى كُنْتُ عِنْدَ عَقِبَيْهِ، فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ.

هذا الحديث موجود في بقية الكتب ومسند أحمد بالسند نفسه والسياق نفسه وغيرها من المصادر

وكل أحاديث الترمذي هكذا ( شركه فيها غيره )

الخطوة الخامسة : الترمذي يروي عن أناس لهم كتب كمالك وابن المبارك فلننظر في كتب هؤلاء

فيما رواه عنهم الترمذي

قال الترمذي في جامعه 676 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى كُلِّ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ، ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى مِنَ المُسْلِمِينَ»

هذا الحديث موجود في الموطأ

وهكذا لو اعتبرناه في جميع ما رواه الترمذي عن الناس أصحاب المصنفات

الخطوة السادسة : ننظر في نقل الترمذي لأقوال الفقهاء هل ذلك مطابق لما في تصانيفهم

الواقع أنني لا أعرف أحداً وجد على الترمذي في كتابه وهماً واحداً على أحمد أو مالك أو الشافعي أو ابن المبارك أو سفيان

وهذا يدل أن المخطوط الذي بين أيدينا مؤلفه دقيق النقل

الخطوة السابعة : ننظر في المستخرجات والمستخرج هو أن يأتي حافظ لكتاب حافظ آخر ويخرج أحاديث هذا الكتاب من غير طريق المصنف نفسه

فوجدنا مستخرجاً لأبي علي الطوسي على كتاب الترمذي ذكر فيه مثل أحاديث الترمذي من غير طريقه وبنفس ترتيب الترمذي والطوسي هذا توفي عام 312 والترمذي توفي عام 279 فهما متعاصران والطوسي من طبقة تلاميذ الترمذي وأدرك بعض شيوخه فبين الوفاتين 43 عاماً فقط

الخطوة الثامنة : ننظر في تخريجات الحفاظ من كتاب الترمذي كالمنذري في الترغيب والترهيب مثلاً فنجده دائماً يحيل أحاديث لجامع الترمذي نجدها في مخطوطتنا وهكذا في عامة تخريجات الحفاظ الذين يبلغون العشرات

الخطوة التاسعة : نذهب لبعض كتب من يروي الأحاديث من طرق المصنفين بإسناده ويكون مات قريباً منهم زمنياً كالبغوي صاحب التفسير والواحدي فنجد كثيراً من أخبار الترمذي الموجودة في المخطوط يرويها هؤلاء من طريق الترمذي بسنده ومتنه ومثلهم البيهقي في سننه الكبرى إذ أكثر النقل عن كتاب الترمذي

ومثل أبي إسماعيل الهروي الذي كان يروي عن الترمذي بواسطتين فقط أو ثلاثة في كتابه ذم الكلام أسند عدة أخبار من طريق الترمذي

بقيت مفاجأة كبيرة

أن المخطوطة التي وجدناها في الصحراء ! ليست المخطوطة الوحيدة وأن هذا الكتاب له مخطوطات كثيرة وكل مخطوطة عليها سماعات وهي متطابقة في الغالب

وقد قال بشار عواد معروف في تحقيقه لجامع الترمذي :" والنسخ المعروفة _ يعني الخطية _ من جامع الترمذي تبلغ المئات "

وأنه كتاب مسموع في كل عصر من وفاة المؤلف لهذا إلى اليوم هناك أسانيد مسلسلة بالسماع له

المفاجأة الثانية : كل كتب الحديث الأصول هكذا

وكلام الأئمة على الوجادات قديماً لا يتعلق بهذه الكتب لأنها مسموعة أصلاً بالأسانيد المتصلة ونسخها الخطية عليها سماعات وهي منقوطة بخلاف الزمن الذي كان المحدثون يتحرزون فيه من الصحف لضعف الشكل"

والخلاصة مما مضى أنه لا مقارنة نهائياً بين الكتاب المقدس وبين القرآن والسنة من ناحية الحفظ فلو افترض مفترض وقوع شيء من التحريف في نص القرآن فهو شيء ضئيل جداً لا يخرج النص عن معناه العام بخلاف ما حصل في الكتاب المقدس على أن هذا الضئيل لا وجود له والحمد لله فالأمر كما تعهد الله

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم