الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما
بعد :
فقد استمعت لمقطع للداعية عمر عبد الكافي
يذكر فيه حديثاً أن هناك وادياً في جهنم يقال له هبهب جعل لكل من يدخل على
المسلمين حزناً
ووجدته في بعض محاضراته الأخرى يقول :"
وهناك واد اسمه وادي هبهب، لكل جبار عنيد وكل مدخل حزن على بيوت المسلمين"
وذكر إدخال الحزن على المسلمين من
اختراعات هذا الرجل والحديث ورد في الجبارين وهو حديث منكر
قال العقيلي في الضعفاء حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى بِلَالِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ
فَقُلْتُ لَهُ: يَا بِلَالُ إِنَّ أَبَاكَ حَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ، عَنِ
النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: «إِنَّ فِي جَهَنَّمَ وَادِيًا يُقَالَ
لَهُ هَبْهَبُ، حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يَسْكُنَهُ كُلُّ جُبَارٍ فَإِيَاكَ يَا
بِلَالُ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَسْكُنُهُ»
هذا الحديث انفرد به أزهر وقد ضعفه علي بن
المديني جداً عن محمد بن واسع وقال ابن معين ليس بشيء واستنكر عليه هذا الحديث
بعينه العقيلي وابن عدي وابن حبان حتى أن ابن حبان قال لا أصل له من فرط نكارة
الخبر
وذكره غير واحد ممن صنف في الموضوعات وقد
حسنه ابن حجر والسيوطي وهذا تساهل عجيب وصححه الحاكم وهذا عجب
وقد أورد العقيلي له علة قاتلة
قال العقيلي في الضعفاء الكبير حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَلْخِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ قَالَ: «بَلَغَنِي
أَنَّ فِيَ النَّارِ جُبًّا يُقَالَ لَهُ جُبُّ الْحُزْنِ يُؤْخَذُ
الْمُتَكَبِّرُونَ فَيُجْعَلُونَ فِي تَوَابِيتَ مِنْ نَارٍ فَيُجْعَلُونَ فِي
ذَلِكَ الْبِئْرِ فَيُطْبَقُ عَلَيْهِمْ، وَجَهَنَّمُ مِنْ فَوْقِهِمْ» قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ: وَهَذَا الْحَدِيثُ أَوْلَى مِنْ حَدِيثِ أَزْهَرَ
فهو كلام محمد بن واسع يقول بلغني وما ذكر
هبهب
وعلى كل ألفاظ الخبر لا توجد الزيادة التي
اخترعها عمر عبد الكافي في وعيد من أدخل الحزن على مسلم أو مسلمة
وفي المقطع أمور أخرى نفرد الكلام عليها
لاحقاً
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم