الثلاثاء، 28 أبريل 2015

دفع شبهة على حديث في الصحيحين



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فقد أرسل أحد الأخوة شبهة حول حديث في الصحيحين

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لم يكذب إبراهيم النبي عليه السلام قط إلا ثلاث كذبات: ثنتين منها في ذات الله، قوله: إِنِّي سَقِيمٌ [الصافات:89]، وقوله: بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا [الأنبياء:63]، وواحدةً في شأن سارة، فإنه قد قَدِم أرض جبارٍ ومعه سارة ، وكانت أحسن النساء، فقال لها -إبراهيم يقول لزوجته سارة -: إن هذا الجبار -هذا الملك الكافر الطاغية في هذا البلد- إن يعلم أنك امرأتي يغلبني عليك، فإن سألك فأخبريه أنك أختي، فإنك أختي في الإسلام، فإني لا أعلم في الأرض مسلماً غيري وغيرك، فلما دخل أرضه رآها بعض أهل الجبار، أتاه -هذا القريب للجبار أتى الجبار- فقال له: لقد قدم أرضَك امرأةٌ لا ينبغي لها أن تكون إلا لك، فأرسل إليها، فأُتي بها، فقام إبراهيم عليه السلام إلى الصلاة، فلما دخلت عليه لم يتمالك أن بسط يده إليها، فقبِضت يده قبضةً شديدة، فقال: ادْعِي الله أن يُطْلِق يدي ولا أضرك، ففعلت، فعاد، فقبِضت أشد من القبضة الأولى، فقال لها مثل ذلك، ففعلت، فعاد، فقُبِضت أشد من القبضتين الأولَيَين، فقال: ادعِي الله أن يطلق يدي، فلكِ الله ألا أضرك، ففعلت وأُطْلِقت يده، ودعا الذي جاء بها، فقال له: إنك إنما أتيتني بشيطان، ولم تأتني بإنسان، فأخْرِجْها من أرضي وأعطها هاجر ، قال: فأقبلت تمشي، فلما رآها إبراهيم عليه السلام انصرف، فقال: مَهْيَمْ؟ قالت: خيراً، كف الله يد الفاجر، وأخدم خادماً قال أبو هريرة: فتلك أمكم يا بني ماء السماء).


وكان السؤال : ارجو منك توضيح ، كيف ابو المسلمين يجعل زوجته تذهب الى هذا الطاغوت ،وانا فهمت ان سيدنا ابراهيم وحاشا سيدنا ابراهيم خائف على نفسه وجعل زوجته تذهب الى هذا الطاغوت

أقول : هذا الحديث ليس فيه طعن على نبي والسلف أعلم الناس بما يصلح وما لا يصلح

فهذا نبي لا يتصرف إلا وحياً رب العالمين أمره بترك زوجته تذهب للطاغوت وقد تكفل بحفظها منه فما كان إبراهيم ليترك زوجه إلا وهو يعلم من الله أنها ستعود سالمة ثقة بموعود ربه إذ كان يصلي ويدعوه ويوجد في آحاد الصالحين من الثقة بالله الشيء العظيم فكيف بالنبي

ولما قال ذلك الصحابي ( والله لا تكسر ثنية الربيع ) أبر الله عز وجل قسمه

فحال إبراهيم هنا يجوز أن يكون كأم موسى حين ألقت موسى في اليمالأم في العادة لا تتصرف هذا التصرف وكذبح إبراهيم لولده فأنبياء الله معصومون ولا يتصرفون إلا بما يأمرهم به الله ويلهمهم بهكالخضر حين قتل الولد ،وحين خرق السفينة

وفي الحديث أنه كان يصلي لما أرسلها والغالب على الحال أنه كان يصلي يدعو الله أن يحفظها من الطاغوت

فحين يكون المرء معصوماً ويكلم من السماء ورأينا له تصرفاً يستشكل ينبغي حمله على السلامة خصوصاً إذا دلت قرائن كذبح إبراهيم لولده الأصل أن الولد لا يذبح
ولكنه وحي

وهنا هل استطاع الطاغوت أن يمس امرأة إبراهيم

الجواب : لا
بل صارت آية له ولجنوده أنه عجز عنها وأذله الله ، فالله أراد أن يذله
فجعل إبراهيم يترك المرأة تدخل عليه والله يمكر بالطغاة

فلما كانت أقرب ما يكون إليه عجز عنها وصار يتوسل لها فصارت آية لنا وللأجيال ، أن ملكاً قوياً كافراً هزم أمام دعاء امرأة صالحةوصار يتوسل لها أن تفكه

فإن قيل : فلم خاف إبراهيم الطاغوت وعمل بالأسباب

فيقال : الأنبياء يخافون على أنفسهم لأنه لا يوجد عندهم عصمة من الموت
فالنبي اختفى بالغار وموسى أمره الله يهاجر ببني إسرائيل  من بطش فرعو وعيسى في آخر الزمان يهرب بالمسلمين  من يأجوج ومأجوج
وهذا عمل بالأسباب
تعرف لماذا ؟
لأن الأنبياء محل قدوة
فالله يجعلهم يعيشون حالات ابتلاء ويعملون بالأسباب لكي نقتدي بهم
ثم تظهر الآية في وسط الابتلاء
كما حصل لزوجة إبراهيم
وكما حصل لموسى
وكما حصل للنبي في الغار
وهذا منتهى الحكمة
حتى لا نييأس في أحلك الظروف
وهذا هو الأصل في تصرفات الأنبياء فإذا كان الخضر يقول ( وما فعلته عن أمري )
فكيف بإبراهيم
علينا أن نكون مع إبراهيم كموسى مع الخضر فكيف وقد رأينا الآية

والأصل في الأنبياء أن أفعالهم وحي ، وإذا غلط المرء منهم ينبهه الله

وهنا فائدة :إبراهيم ترك سارة في الصحراء
ألا يخاف عليها ؟
وعلى ولده
هذا كذاك
أمره الله أن يفعل هذا وهو يتكفل بحفظ سارة


وثمة رواية للرافضة : رأى العاشر حسن سارة وجمالها ، فأراد أخذها إلى الملك . غضب سيدنا إبراهيم وعرض على العاشر أن يتنازل عن كل أملاكه ، أمّا أن يسمح لهم بأخذ سارة فهذا مستحيل . قال سيدنا إبراهيم للعاشر انه سيقاتل حتى النفس الأخير دفاعاً عن شرفه وعرضه . العاشر أخبر ملك القبط ، وملك القبط أمر بإحضار سارة وإبراهيم . ملك القبط عندما رأى سارة طمع بها أراد أن يضع يده عليها . سيدنا إبراهيم كان وحيداً وكان حزيناً لهذا أدار وجهه حتى لا يرى أحداً يلمس زوجته . سيدنا إبراهيم دعا الله أن يحمي سارة من شرور الملك ، الله سبحانه استجاب دعاءه نصر نبيه إبراهيم ، فشلّ يده الملك . ملك القبط عجز عن لمس سارة عرف أن إله إبراهيم منعه من ذلك قال لإبراهيم . هل أن إلهك الذي فعل بي هذا ؟! قال إبراهيم : نعم : ان الهي غيور الملك قال : ان الهك لغيور وأنت أيضاً لغيور . . أدعُ الهك أن يردّ لي يدي ، ولن افعل شيئاً . سيدنا إبراهيم دعا الله أن يردّ على الملك يده ، والله سبحانه ردّ يد الملك . الملك القبطي كان ينظر إلى إبراهيم و زوجته باحترام لهذا أهدى سارة فتاة تخدمها كان اسم الفتاة هاجر .)) هذه الرواية مذكورة على اهل البيت كما يقال والله اعلم وفيها ان ابراهيم لم يترك زوجته وقال هذا مستحيل.

فهذه الرواية من أكاذيب الرافضة

وهذا المقال أصله كان حواراً مع هذا الأخ

وقد ذكر ابن حجر في سبب تلقين إبراهيم لسارة أنها أخته أنه قيل : كَانَ مِنْ أَمْرِ ذَلِكَ الْجَبَّارِ الَّذِي يُتَدَيَّنُ بِهِ فِي الْأَحْكَامِ السِّيَاسِيَّةِ أَنْ لَا يُتَعَرَّضَ إِلَّا لِذَوَاتِ الْأَزْوَاجِ، وَيَرَى أَنَّهَا إِذَا اخْتَارَتِ الزَّوْجَ، فَلَيْسَ لَهَا أَنْ تَمْتَنِعَ مِنَ السُّلْطَانِ، بَلْ يَكُونُ هُوَ أَحَقُّ بِهَا مِنْ زَوْجِهَا، فَأَمَّا اللَّاتِي لَا أَزَوَاجَ لَهُنَّ، فَلَا سَبِيلَ عَلَيْهِنَّ إِلَّا إِذَا رَضِينَ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ أَنَّهُ إِنْ عَلِمَ ذَلِكَ أَلْزَمَنِي بِالطَّلَاقِ، أَوْ قَصَدَ قَتْلِي حِرْصًا عَلَيْكِ، وَقِيلَ: لِأَنَّ دِينَ الْمَلِكِ أَنْ لَا يَحِلَّ لَهُ التَّزَوُّجَ وَالتَّمَتُّعَ بِقَرَابَاتِ الْأَنْبِيَاءِ.

وهذا يضاف إلى الجواب السابق ولا يعارضه

وقد ذهبت سارة وعادت وإبراهيم يصلي ولا شك أن نبي الله بصلاته لله يفعل أعظم مما يفعل آحاد الناس بدفعهم بالأيدي

وهذا المقال أساسه حوار مع الأخ الذي تعرض للشبهة لهذا سياقه هكذا ، وأصحاب الشبهات لا ينكرون شيئاً في الحديث إلا وله نظير في القرآن ولكن أين من يفقه 

تنبيه : وهذا الحديث وارد في كتب الرافضة وبجهلهم ينكرونه على أهل السنة 

  روى بشر بن مفضل عن عوف عن الحسن قال : " بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال ان ابراهيم عليه السلام ما كذب متعمدا قط إلا ثلاث مرات كلهن يجادل بهن عن دينه قوله اني سقيم ، وإنما تمارض عليهم لان القوم خرجوا من قريتهم لعيدهم وتخلف هو ليفعل بآلهتهم ما فعل . وقوله بل فعله كبيرهم ، وقوله لسارة انها اختي لجبار من الجبابرة لما أراد اخذها

++++

وكذلك ورد

عن خثيمة الجعفي قال: كنت عند جعفر بن محمد (ع) أنا ومفضل ابن عمر ليلا ليس
عنده أحد غيرنا ، فقال له مفضل الجعفي : جعلت فداك حدثنا حديثا نسر به ، قال نعم إذا كان يوم القيامة حشر الله الخلائق في صعيد واحد -إلى أن قال - فيقفون حتى يلجمهم العرق فيقولون : ليت الله يحكم بيننا ولو إلى النار- إلى أن قال- ثم يأتون آدم فيقولون : أنت أبونا وأنت نبي فاسأل ربك يحكم بيننا ولو إلى النار، فيقول آدم : لست بصاحبكم . خلقني ربي بيده وحملني على عرشه ، اسجد لي ملائكته . ثم أمرني فعصيته ، ولكني أدلكم على ابني الصديق الذي مكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً يدعوهم ، كلما كذبوا اشتد تصديقه نوح قال فيأتون نوحاً فيقولون : سل ربك يحكم بيننا ولو إلى النار، قال: فيقول : لست بصاحبكم ، إني قلت : إن ابني من أهلي ، ولكني أدلكم على من اتخذه الله خليلا في دار الدنيا ، أيتوا ابراهيم ، قال: فيأتون ابراهيم فيقول : لست بصاحبكم، إني قلت: إني سقيم ولكني أدلكم على من كلم الله تكليما موسى قال : فيأتون موسى فيقولون له، فيقول : لست بصاحبكم إني قتلت نفسا ولكني أدلكم على من كان يخلق بأذن الله ويبرئ الأكمة والأبرص بأذن الله عيسى فيأتون فيقول: لست بصاحبكم، ولكني أدلكم على من بشرتكم به في دار الدنيا أحمد ثم قال أبوعبدالله (ع): - إلى أن قال - فيأتونه، ثم قال: فيقولون يا محمد سل ربك يحكم بيننا ولو إلى النار، قال: فيقول : نعم أنا صاحبكم- إلى أن قال- فاذا نظرت إلى ربي مجدته تمجيدا .....ثم أخر ساجدا فيقول : يا محمد ارفع رأسك واشفع تشفع وسل تعط.
البحار باب الشفاعة,العياشي
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم