الأربعاء، 11 مارس 2015

من عجائب المعاصرين ....



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فهذا مقال تعجبي أكثر منه علمي ، ومن أراد فقه بعض المسائل المشار إليها هنا فليتابع مقالات المدونة

المعاصرون اليوم من المنتسبين للسلفية على طرائق قدداً ، أكثرها فيها الأعاجيب

فمن ذلك أناس يتجندون أجناداً يذبون عن الجرح المفسر وأنه ملزم من مشايخهم

وإذا خالف رجل معاصر ممن يعظمون وعدل قالوا ( الجرح المفسر مقدم على التعديل المجمل )

ثم هم يدفعون أقوى جرح مفسر من جروح السلف ألا وهو جرح أئمة السلف لأبي حنيفة حيث اجتمع على هذا الجرح مالك وسفيان والأوزاعي وابن المبارك وأحمد وغيرهم وادعى عليه ابن أبي داود الإجماع ومثله ابن الجوزي وابن عبد البر وابن حبان

وقد أخذ على أبي حنيفة الرأي والحيل والإرجاء والتجهم والقول بالسيف ورد الأحاديث والاستهزاء بها

وقد هجر حديثه هو وأصحابه في الكتب الستة بل وعامة المسانيد والسنن والصحاح

فأيهما أولى بوصف التميع من يرد جرح الجابري والمدخلي والوادعي أم من يرد جرح سفيان والأوزاعي والحمادين وشعبة وأحمد ابن حنبل وغيرهم ؟

هذه واحدة

والثانية : أنك تراهم يبالغون في التحذير من رجل لكونه يجيز المظاهرات أو لكونه يثني على المجروحين عندهم

ثم هم يعدلون أهل الرأي الذين جرحهم أهل الحديث

ويثنون على الجهمية الأشعرية

فمن الأمور التي قررها جميع المنتسبين للسنة في كافة الأعصار أن منكري العلو جهمية ويدخل في هذا أمثال النووي والقرطبي وابن حجر وغيرهم

ثم إنه من المعلوم أن بدعة الجهمية أخطر من بدعة الرافضة السبابة وأخطر من بدعة الخوارج وأخطر من بدعة المرجئة وغيرها كما قرره ابن تيمية حتى أنه قال بأن أحمد وأصحابه تكلموا في تكفير الجهمية ما لم يتكلموا في تكفير غيرهم

جاء في في الفتاوى الكبرى: قال البخاري وسئل عبد الله بن إدريس عن الصلاة خلف أهل البدع فقال: لم يزل في الناس إذا كان فيهم مرضي أو عدل فصل خلفه، فقلت: فالجهمية؟ قال: لا، هذه من المقاتل، هؤلاء لا يصلى خلفهم ولا يناكحون وعليهم التوبة

والعجيب أن ابن تيمية وابن القيم كانا دائماً يقرران بأن الأشاعرة جهمية فكتاب الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة رد على الأشاعرة واجتماع الإسلامية رد على الأشاعرة ، وبيان تلبيس الجهمية رد على الرازي الأشعري

ثم يأتي المعاصرون ويفصلون بين الجهمية والأشعرية في الاسم والحكم فصلاً عجيباً

وأما القوم المشار إليهم فيجرح المرء بأنه ( يثني على الحلبي ) أو ( يثني على عرعور ) أو غيرها

والثناء على هؤلاء أو غيرهم مهما بلغ لن يبلغ مبلغ الحيل في الدين وغيرها من محدثات أهل الرأي ، ولن يبلغ مهما بلغ مبلغ التجهم والإرجاء والجبر الذي عند الأشاعرة والذي أضاف إليه ابن حجر والنووي التوسل وشد الرحال إلى القبور وأضاف ابن حجر الاستغاثة بالنبي ورواية البردة والقول بالمولد والاستدلال له

والعجيب أيضاً أنهم يحذرون من كتب من يبدعونه من المعاصرين ويبحثون في كتبه قبل الانحراف ويرجح بعضهم أنها لا تقرأ أيضاً ، في الوقت الذي ينصح فيه بكتاب فيه عشرات الأخطاء العقدية كشرح ابن حجر على البخاري وكذلك شرح النووي على مسلم

وقد أول ابن حجر صفة الاستطابة وتبعه على هذا التأويل من المعاصرين ابن عثيمين والحجوري وغيرهم

وتبعه على كلامه في الهرولة عبد الله الغنيمان

وتبعه على القول بأن العمل شرط كمال وإنكار الاستقرار الألباني

وقد أول النووي حديث ( إنه حديث عهدي بربه ) وتبعه على ذلك جمع من المعاصرين

وتبع ابن حجر والشاطبي على نفي التحسين والتقبيح العقليين كثيرون منهم سليم الهلالي ومحمود الرضواني

وأول النووي حديث ( ليس منا ) ب ( ليس مثلنا ) وهو تأويل المرجئة وتبعه على ذلك جمع من المعاصرين

ويقولون ( لا يستغني عن هذين الكتابين ) ولكن يستغنى عن فصل أهل الرأي في كتاب السنة لعبد الله بن أحمد !

وهكذا في حال هؤلاء يجعلون من يوافقهم في مسائل الصفات والقدر والإيمان والنبوات وتوحيد الألوهية في الجملة محنة في الابتداع والذم ، ومن يخالفهم في هذا كله إماماً ومحنة في السنة !

حتى أنه من الإيقافات المعروفة عندهم ( هل تبدع النووي )؟

وهذا سؤال مضحك فلم يكن أحد يسأل الإمام أحمد في تبديع من يفضل علياً على أبي بكر لظهور هذه المسألة وإنما كانوا يسألونه فيمن يفضل علياً على عثمان

وهل يظن هذا السائل الموقف أن النواوي أجل من الحسن بن صالح وإبراهيم بن طهمان وعمرو بن مرة ومسعر وإبراهيم التيمي وحماد بن أبي سليمان وغيرهم ممن ذكر في كتب المجروحين لأمر البدعة

والنووي واقع في بلاء التعطيل والتجهم الذي هو أشد من كل بدع هؤلاء

بل هو واقع في بدعة الجبر أيضاً وهو معظم لأهل الكلام معترف بأشعريته حتى وصفه الذهبي بالتعصب للأشعري زيادة على قبوريات معروفة عنده وإن كان ينكر بعض أمور القبورية وهو يقسم البدعة إلى خمسة أقسام ويعد تعلم علم الكلام فرضاً كفائياً كما في المجموع

فإذا كان السلف جهموا الواقفة فما عسى يقال في مثل هذا

زيادة على أنه يردد عبارة ( منهج السلف أسلم ومنهج الخلف أعلم وأحكم ) وهي عبارة الأغبياء كما يقول ابن تيمية

وبسط هذا يطول إنما المراد التنبيه على سلوك المحدث والمتناقض إذ يرفع الجهمي فوق الموحد وهذا من أعجب العجب

وليس هذا الأمر مختصاً بهذه الفئة فالعلوان مثلاً يدرك أن الجامية جهمية في باب الإيمان ! كما يقول ولم يدرك أن سيداً بن قطب جهمي في باب الصفات !

والعجيب في عصرنا سرعة الإلحاق ففئة تطلق على مخالفيها خوارج مع أنهم لا يكفرون بالكبير ولا يرون الخروج على الحاكم الفاسق ولكنهم يكفرون الحكام الحاليين ويرون الخروج عليهم

ثم هذه الفئة نفسها ترفض تسمية منكري العلو من متأخري الأشاعرة جهمية مع أنهم ينكرون العلو ويصفون المخالف بالتجسيم وتأويلاتهم هي عين تأويلات المريسي !

وتقابلها فئة أخرى يسمون المخالف لهم مرجئاً إذا خالف في بعض مسائل الإيمان وإن كان يقول بزيادة الإيمان ونقصانه ودخول العمل في مسمى الإيمان

ثم هذه الفئة نفسها لا تجهم منكري العلو من الأشاعرة بل بعضهم يدرك أن في الطحاوية موطن يشبه كلام الجهمية في الإيمان وهو قوله أنه لا يكفر المرء إلا يجحود ما أدخله في الإسلام

والسلف جهموا في أثر مجاهد فقط وجهموا في حديث الصورة فقط وجهموا في اللفظ فقط وجهموا في الوقف فقط فكيف بإنكار عامة الصفات الذاتية والفعلية على طريقة الجهمية الأشعرية

ومن المضحكات المبكيات ما حصل لحمد العتيق وهو كان يكفر تارك الصلاة حتى ،  غير أنه في رسالة له تكفير تارك أعمال الجوارح زل ووافق شبابة وأدخل القول على العمل

فكتب عليه رجل يقال له سالم العرجاني ( إن لم تخني الذاكرة ) وبين غلطه والعتيق لا يرجع

حتى اتصل أحدهم بالفوزان فقال رأساً ( هذا من المرجئة )

جعله مرجئاً بهذه الموافقة فقط فأنزل العتيق تراجعاً ولا أدري كيف لم يقنعه رد العرجاني مع كل ما فيه وأقنعته كلمة للفوزان ليس فيها أي مناقشات أو أدلة وإنما حكم ووصف بالانحراف

والعجيب أن هناك من يصف العتيق والريس بالإرجاء مع كونهما يكفران تارك الصلاة ويأبى بشدة وصف الألباني بذلك وهو لا يكفر تارك أعمال الجوارح !

وأعجب من هذا من ينكر على من يقول بأن من لا يكفر تارك الصلاة مرجيء ، ثم هو يسكت عمن يقول بأن القول بتكفير تارك الصلاة موافقة للخوارج وفتح لباب ضلالة

وفي مقابل هؤلاء جميعاً قوم يفتتحون منتدى مخصص للتمييع ، يرمون المخالف بالغلو لمجرد أنه يبدع شيخهم الذي أفتت اللجنة الدائمة بانحرافه في مسائل الإيمان

ولو طردوا منهجهم لاعتبروا شيخهم كأبي حنيفة المظلوم ! في دعواهم فلم يقل أحد في شيخهم ما قاله سفيان والأوزاعي ومالك ( ما ولد في الإسلام أشأم منه )

وفي مقابل هؤلاء قوم آخرون يقيم أحدهم الدنيا ولا يقعدها على من يفتي بجواز الاختلاط للحاجة حتى إذا سئل عن أقوام جهمية قبورية قال ( نلزم ما قاله المشايخ )!

وينكرون على مخالف لهم أنه بدع النووي !

وعلى آخر أنه يؤمن بقصة الغرانيق التي ثبتها ابن تيمية وابن حجر ورويت عن عامة السلف !

حتى إذا انتقد على شيخهم أمر ما ذهبوا يأتون بسلف له ويسكتون المخالف على ذلك

وفي مقابل هؤلاء جميعاً قوم يدعون إلى اتباع طريقة المتقدمين في العلل !

فإذا جاء معاصر وصحح حديثاً وأعله أبو حاتم وأبو زرعة انبروا ينتصرون لكلام المتقدمين ويبينون فضلهم على المتأخرين

غير أنهم مع هذا لا يقبلون كلام السلف في أهل الرأي ! وهذا من ضمن علم الحديث فعلم الجرح والتعديل من ضمن علوم الحديث

فطريقة المتقدمين مع أهل الرأي معروفة بما فيهم أئمة العلل ولكن القوم يتنكبون عنها

ومن عجائب الناس في هذه الأيام قول بعضهم ( الإمام أحمد لم يكفر الجهمية الذين عذبوه )

والحق أن الإمام أحمد عفى عن الذين عذبوه ممن كان في القصر من غير دعاة التجهم فعفا في حقه الشخصي ولكنه كفر ابن ابي دؤاد بل كفر الكرابيسي بل وقد كفر المأمون أيضاً كما شرحته في مقال مستقل

ولكن إذا كنت تقلد أحمد فهلا قلدته في قوله ( لا ينبغي أن يكتب عن أصحاب أبي حنيفة شيء )

وهلا قلدته في قوله ( يؤجر الرجل على بغض أصحاب أبي حنيفة )

وقوله ( أبو حنيفة شر من عمرو بن عبيد )

وهلا قلدته في تسميته للواقفة واللفظية جهمية

وتجهميه لأبي ثور والكرابيسي وغيرهم

وأحمد ليس منفرداً في هذا كله بل تابعه وسبقه أئمة الدنيا آنذاك

واعجب من حاتم العوني يستدل بكلمة أحمد في دفاعه عن عبد الرحمن بن صالح الأزدي ويتجاهل أنه رجع ويتجاهل أيضاً طرده لمن يرد حديث سفينة وقوله فيمن يفضل علياً على عثمان ( أهل أن يبدع ) وأمره بهجر من ينكر أن معاوية كاتب الوحي وخال المؤمنين

وعفو أحمد عمن ضربه لو أدركه الغلاة لحكموا على أحمد بالإرجاء وأنه كيف يعفو عن أناس أعانوا الحاكم الجهمي عليه !

وفي مقابل هؤلاء أقوام يزعمون أنهم يحاربون الجامية المرجئة ويحاربون الطواغيت ، ثم تراهم يضعون أيديهم بأيدي الديوبندية في طالبان ومنهم من يدافع عن جماعة التبليغ ومنهم من يدافع عن الإخوان

وبعضهم ينعى على من يسميهم ب( الجامية )كثرة الطعن في الدعاة ثم تراهم يفتحون المواضيع الكثيرة للطعن في دعاة الجامية بل والفرح بأي خلاف يحصل بينهم

ولو عذرنا التبليغي والإخواني والديوبندي وسيد قطب والمودودي على كلاهما في الصحابة وغيرها من الضلالات فمن باب أولى تعذر الأقرب لك في العقيدة وخصوصاً وأن هؤلاء جميعاً خالفوا في أمور ظاهرة من الدين وليس لهم نصرة للعقيدة بمعناها السلفي 

وسر هذا التخبط العظيم وهذه المعارك التي يجند فيها العشرات من الشباب بل المئات وتذهب أعمارهم  التعصب للرجال واتباع الهوى وتكريس الآثار السلفية فقط لموافقة الأهواء

لهذا لا تجد فيهم فريقاً إلا ويحب كتم بعض الآثار السلفية التي تخالف ما يسير عليه

فهذا المغراوي جمع كتاباً ضخماً في مواقف السلف العقدية نظرت في أول خمس مجلدات منه فرأيته حذف كل كلام السلف في أبي حنيفة وأصحابه وفيمن أنكر أثر مجاهد وفيمن يؤول حديث ( إن الله خلق آدم على صورته ) [ ثم وجدته حين ترجم للخلال ذكر رسالة طويلة في ثناياها تجهيم من يرد أثر مجاهد وقد اجتنب أفراد الآثار الأخرى )

وكذلك القائمون على مشروع الجامع لعلوم الإمام أحمد حذفوا الكلام المتعلق بأهل الرأي ( أبي حنيفة وأصحابه ) من عدة مواطن في المجلدات الأولى

ولم أرَ أحداً حذف الكلام الذي فيه حط على بعض الصحابة في السير للذهبي والطبقات لابن سعد

وليعلم أنه ما من إمام تنقل عنه كلمة في السمع والطاعة أو هجران أهل البدع أو غيرها من أبواب السنة وعاصر أبا حنيفة وأصحابه إلا وله كلام في ذمهم إلا أقل القليل منهم

قال الخطيب في تاريخه (15/ 516) : حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن علي بن مخلد الوراق لفظا، قال: في كتابي عن أبي بكر مُحَمَّد بن عبد الله بن صالح الأبهري الفقيه المالكي، قال: سمعت أبا بكر بن أبي داود السجستاني، يوما وهو يقول لأصحابه: ما تقولون في مسألة اتفق عليها مالك وأصحابه، والشافعي وأصحابه، والأوزاعي وأصحابه، والحسن بن صالح وأصحابه، وسفيان الثوري وأصحابه، وأحمد بن حنبل وأصحابه؟ فقالوا له: يا أبا بكر، لا تكون مسألة أصح من هذه، فقال: هؤلاء كلهم اتفقوا على تضليل أبي حنيفة.

إسنادها صحيح شيخ الخطيب محمد بن علي بن محمد بن مخلد منسوب إلى جده
والأبهري حافظ معروف


والأعمار تذهب في هذه المعارك ويتأخر الشباب عن تعلم أمور دينهم في عدد من كبار المسائل في العقيدة والتفسير والفقه والحديث وغيرها

فخذ مثلاً رجل يرد على اتهام الألباني للبربهاري بالتشدد ويعتبر ذلك من مثالب الألباني

ثم يأتي سعود الفنيسان ويتكلم بكلام شديد في البربهاري وينشره بين العامة فيمر صاحبنا وكأنه لا يرى

ثم يأتي الحداد ويظهر له كلام يتهم فيه البربهاري بأن له كلاماً يقوي فيه مذاهب المرجئة ! فلا يرد عليه كما رد على الألباني

وتناصحه في بعض الأخبار المنكرة التي يفشيها بين العباد فيقول لك ( كتب السلف ليس بحاجة إلى تنفير وأنت بهذه الطريقة تنفر منها )

ثم يأتي شيخه المعظم ويذكر أنه على الإمام أحمد مآخذ في مسائل الإيمان تواردت كتب العقيدة كالسنة للخلال والإبانة لابن بطة على ذكرها فلا يحفظه ذلك ولا يعتبره تنفيراً

وبعضهم يكتب كتابة عن أعلام السلف ولو تأمل في حال هؤلاء الأعلام لوجد عامتهم طريقتهم مختلفة عن طريقته وعامتهم اشتهروا بالعبادة والزهد وهضم حق النفس

وهذا نفسه تحول بعض طلبته إلى التفويض وتزندق فلم يرفع بذلك رأساً بل لعل هذا هو مذهبه أيضاً وينتظر الوقت المناسب لإظهاره

 ومن أعجب العجائب سؤالهم ( من سلفك )؟

في بعض المسائل وهم يعرفون سلفنا في أثر مجاهد وفي أهل الرأي وقد ادعيت إجماعات

ثم إننا لم ننقض إجماعات منقولة في نجاسة الدم ونجاسة القيء ونقض الصيام من الاستمناء وحل الذهب المحلق وأن عدد ركعات التروايح لا حد أعلى له ، وأن الزكاة في عروض التجارة واجبة ، وأن للعيد خطبتين ، وأن خروج النساء للعيدين ليس واجباً وأن تحية المسجد ليست واجبة وغيرها

فمعلوم أن هذه المسائل كلها ادعي فيها إجماعات ومع ذلك من خرق الإجماع فيها وشكك فيه يعد عندكم مجدداً ومن يتبع كلام السلف في أهل الرأي وفي تجهيم منكري العلو وتكفيرهم ، وفي أثر مجاهد يعد مبتدعاً فانظر العجب

وأيضاً من العجب سؤالهم من شيوخه ؟

ومن شيوخ محمد خليل هراس في العقيدة وقد نشأ نشأة أشعرية ، ومن شيوخ الألباني في الحديث وإنما تتلمذ عند أحناف في بداية عمره ، ومن شيوخ الشنقيطي في أصول الفقه ؟

وأيضاً سؤال ( من زكاه )؟

وكأن التزكية أمر عسير فما من جهمي أو قبوري توفي قبل قرون إلا حاز تزكية ( الإمام ) أو ( الحافظ ) أو ( العلامة )

والمعاصرون عندهم توسع في هذا أيضاً فالشيخ ابن باز في مجموع فتاويه يصف المودودي ب( العلامة )

 

وهذا رشيد رضا كثيرون يصفونه بالعلامة والشيخ وهو معتزلي ينكر الدجال ويأجوج ومأجوج والمهدي وينكر سحر النبي صلى الله عليه وسلم وكثير من معجزاته وينكر الرجم وعنده بلايا أخرى كثيرة جداً

فإذا كان مثل هذا يحوز التزكية والثناء وكتب ملأى بالأخطاء العقدية والتجهمات يقال لا يستغنى عنها فما قيمة تزكية في زمن كهذا ؟

وهذا ابن العربي الذي يصف أهل السنة بأنهم مشبهة ويقول بأنه لا مدخل للنصوص في باب الصفات بل هو باب هو عقلي كما في كتابه قانون التأويل

رأيت أكثر من خمسة من المعاصرين يشهدون له بالسنية والإمامة !

وفي خضم الصراعات العصرية يكتب بعضهم يبدع الطرطوشي ولو تأمل لوجد أن الطرطوشي خير من ابن حجر والنووي فهو بعيد عن البدعة الحسنة وبعيد عن القبوريات

وكل فريق من هذه الفرق ينزل على نفسه أحاديث الفرقة الناجية والطائفة المنصورة وأحاديث الغربة

ولو أراد المرء تتبع أحوالهم وما فيها من العجائب لطال به الأمر جداً والمقصود التنبيه على مأخذ الإنصاف والبعد عن الاعتساف ومجانبة التحزب الذي أوقع في كل هذه البلايا والنار أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والجنة مثل ذلك 
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم