الثلاثاء، 3 مارس 2015

مشروعية عبارة ( يا ساكن العرش ) أو ( ساكن السماء )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فقد قرأت كلاماً لبكر أبو زيد في معجم المناهي اللفظية ينكر فيه لفظة ( يا ساكن العرش ) أو ( يا ساكن السماء )

والواقع أن هذه العبارة سليمة وقد أقر بها جماعة من الجهمية ! فضلاً عن أهل السنة بل نقل الأشعري اتفاق الناس عليها

قال البغوي في الجعديات حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، نا سَيَّارُ، نا جَعْفَرٌ، نا ثَابِتٌ قَالَ: " كَانَ دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُطِيلُ الصَّلَاةِ، ثُمَّ يَرْكَعُ، ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: إِلَيْكَ رَفَعْتُ رَأْسِي يَا عَامِرَ السَّمَاءِ، نَظَرَ الْعَبِيدِ إِلَى أَرْبَابِهَا يَا سَاكِنَ السَّمَاءِ "

وهذا إسناد قوي في المقطوع

وقد روى هذا الخبر اللالكائي في السنة محتجاً به على الجهمية ، ورواه أبو نعيم في الحلية وهو منسوب للأشعرية الأولى ، وراه ابن قدامة في إثبات صفة العلو محتجاً به على الجهمية ، وكذا رواه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد

وقال الذهبي في كتابه العرش :" 133- وصح عن ثابت البناني قال: كان داود عليه السلام يطيل الصلاة، ثم يركع، ثم يرفع رأسه إلى السماء، ثم يقول: إليك رفعت رأسي [يا عامر السماء] ، نظر العبيد إلى أربابها يا ساكن السماء".
رواه اللالكائي بإسناد صحيح عن ثابت"

وكذا صححه في الأربعين في الصفات

وقال أبو الحسن الأشعري في الإبانة :" ومن دعاء أهل الإسلام جميعا إذا هم رغبوا إلى الله تعالى في الأمر النازل بهم يقولون جميعا: يا ساكن السماء، ومن حلفهم جميعا: لا والذي احتجب بسبع سماوات"

وهذا نقل إجماع وقد نقل ابن تيمية وابن القيم هذا النص وأقراه

قال الماوردي في تفسيره :"  قال الشاعر:
(وما تَدري جذيمةُ مَنْ طحاها ... ولا من ساكنُ العَرْشِ الرّفيع)"

والماوردي معتزلي وكذا نقل هذا البيت القرطبي الأشعري وابن عادل الحنبلي وهو أشعري وكذا الشوكاني

وهذا يدل على أن هذه العبارة موجودة في أشعار العرب دون نكير

وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق (5/215) : أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرحمن قال سمعت الحاكم أبا عبد الله الحافظ يقول ح وأخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو بكر البيهقي قراءة عليه قال أنا أبو عبد الله الحافظ قراءة عليه قال سمعت علي بن حمشاذ العدل يقول سمعت جعفر بن محمد بن الحسين يقول سمعت سلمه بن شبيب يقول كنا عند أحمد بن حنبل إذ جاءه  شيخ معه عكازه فسلم وجلس فقال من منكم أحمد قال أحمد أنا ما حاجتك قال صرت وقال البيهقي ضربت إليك من أربعمائة فرسخ أريت الخضر عليه السلام في المنام قال لي قم وصر إلى أحمد بن حنبل وقل له إن ساكن العرش والملائكة راضون عنك بما صبرت نفسك.

وهذا إسناد صحيح وفيه حل الإشكال الوارد في الرواية الأخرى فهذا ظاهر في أن هذه رؤيا منام

و(ساكن العرش ) و ( ساكن السماء ) بمعنى واحد فالسماء في اللغة العلو وتطلق على كل ما سما فالعرش بهذا الاعتبار يسمى سماء

وهذه الكلمة ليس فيها إثبات شيء زائد على ما ورد في الأخبار من علو الباري على عرشه هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم