الثلاثاء، 17 فبراير 2015

تعليق محمود الآلوسي على قتل الرافضة لمن اسمه عمر ...



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فالكل يعلم جريمة الرافضة الأخباث في قتل من اسمه عمر وقد انتشر هذا الأمر وتواتر في حوادث عدة حصلت في العراق والله المستعان

وقد وقع نظير هذه الحادثة في زمن محمود شكري الآلوسي المتوفى عام 1342 وهو شريف حسيني وكان كبار المشتغلين بالعلم ببغداد حتى كان مفتياً لها ، وقد كان موحداً وكان يعد محمد بن عبد الوهاب مجدداً

وقد علق على هذه الحادثة تعليقاً ذكياً

قال محمود شكري الآلوسي في مختصر التحفة الاثنا عشرية ص 308 :" حدثني بعض الذين لقيتهم في ثغر البصرة لما كنت معتقلا في سجن الإنجليز سنة 1332هـ أن رجلا من العرب كان ينتقل بين بعض قرى إيران فقتله القرويون لما علموا اسمه (عمر). قلت: وأي باس يرونه باسم (عمر)؟ قالوا: حبا بأمير المؤمنين علي. قلت: وكيف يكونون من شيعة علي وهم يجهلون أن عليا سمى أبناءه - بعد الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية - بأسماء أصدقائه وإخوانه في الله (أبي بكر) و (عمر) و (عثمان) رضوان الله عليهم أجمعين، وأم كلثوم الكبرى بنت علي بن أبي طالب كانت زوجة لعمر ابن الخطاب ولدت له زيدا ورقية، وبعد مقتل عمر تزوجها ابن عمها محمد بن جعفر ابن أبي طالب ومات عنها فتزوجها بعده أخوه عون بن جعفر فماتت عنده. وعبد الله بن جعفر ذي الجناحين ابن أبي طالب سمى أحد بنيه باسم (أبي بكر) وسمى ابنا آخر له باسم (معاوية)، ومعاوية هذا - أي بن أبي طالب - كان من نسله عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي أبن أبي طالب اشتهر بالمبارك العلوي وكان يكنى (أبا بكر). والحسن السبط بن علي أبن أبي طالب سمى أحد بنيه (أبا بكر) وآخر باسم (عمر) وثالثا باسم (طلحة). وزين العابدين علي بن الحسين سمى أحد أولاده أمير المؤمنين (عمر) تيمنا وتبركا. ولعمر هذا ذرية مباركة منهم العلماء والشعراء والشرفاء. والحسن السبط كان مصاهرا لطلحة بن عبيد الله. وإن أم إسحاق بنت طلحة هي أم فاطمة بنت الحسين بن علي. وسكينة بنت الحسين السبط كانت زوجا لزيد بن عمر بن عثمان بن عفان الأموي. وأختها فاطمة بنت الحسين السبط بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي. وأختها فاطمة بنت الحسين السبط بن علي بن أبي طالب كات زوجة عبد الله الأكبر بن عمرو بن عثمان بن عفان. وكانت قبل ذلك زوجة الحسن المثنى، وله منها جدنا عبد الله المحض. وأم أبيها بنت عبد الله بن جعفر ذي الجناحين بن أبي طالب كانت زوجة لأمير المؤمنين عبد الملك بن مروان ثم تزوجها علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب. وأم كلثوم بنت جعفر ذي الجناحين كانت زوجة الحجاج بن يوسف وتزوجها بعد ذلك أبان بن عثمان بن عفان. والسيدة نفيسة المدفونة في مصر (وهي بنت حسن الأنوار زيد بن الحسن السبط) كانت زوجة لأمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك وولدت له. وعلي الأكبر ابن الحسين السبط ابن علي بن أبي طالب أمه ليلى بنت مرة بن مسعود الثقفي وأمها ميمونة بنت أبي سفيان ابن حرب الأموي. والحسن المثنى ابن الحسن السبط أمه خولة بنت منظور الفزارية وكانت زوجة لمحمد بن طلحة بن عبيد الله، فلما قتل عنها يوم الجمل ولها منه أولاد تزوجها الحسن السبط فولدت له الحسن المثنى. وميمونة بنت أبي سفيان بن حرب جدة علي الأكبر ابن الحسين بن علي لأمه. ولما توفيت فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - تزوج علي بعدها أماة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن أمية.
فهل يعقل أن هؤلاء الأقارب المتلاحمين المتراحمين الذين يتخيرون مثل هذه الأمهات لأنسالهم، ومثل هذه الأسماء لفلذات أكبادهم، كانوا على غير ما أراده الله لهم من الأخوة في الإسلام، والمحبة في الله، والتعاون على البر والتقوى؟!.
لقد تواتر عن أمير المؤمنين علي كرم الله تعالى وجهه أنه كان يقول على منبر الكوفة «خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر» روي هذا عنه من أكثر من ثمانين وجها، ورواه البخاري وغيره، ولا يوجد تاريخ في الدنيا، لا تاريخ الإسكندر المقدوني، لا تاريخ نابليون، صحت أخباره كصحة هذا القول - من الوجهة العلمية التاريخية - عن علي بن أبي طالب. وكان كرم الله وجهه يقول: «لا أوتى بأحد يفضلني على أبي بكر وعمر إلا ضربته حد المفتري» أي أن هذه الفرية توجب على صاحبها الحد الشرعي، ولهذا كان الشيعة المتقدمون متفقين على تفضيل أبي بكر وعمر. نقل عبد الجبار الهمداني في كتاب (تثبيت النبوة) أن أبا القاسم نصر بن الصباح البلخي قال في (كتاب النقض على ابن الراوندي): سأل سائل شريك بن عبد الله فقال له: أيهما أفضل: أبو بكر أو علي؟ فقال له: أبو بكر. فقال السائل: تقول هذا وأنت شيعي؟ فقال له: نعم: من لم يقل هذا فليس شيعيا. والله لقد رقى هذه الأعواد علي فقال: «ألا إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر» فكيف نرد قوله وكيف نكذبه؟ والله ما كان كذابا. وفي ترجمة يحيى بن يعمر العدواني من (وفيات الأعيان) للقاضي ابن خلكان أن يحيى ابن يعمر كان عداده في بني ليث لأنه حليف لهم، وكان شيعيا من الشيعة الأولى القائلين بتفضيل أهل البيت من غير تنقيص لذي فضل من غيرهم. ثم ذكر قصة له في الحجاج وإقامته الحجة على أن الحسن والحسين من ذرية رسول الله بآية {ووهبنا له - أي لإبراهيم - إسحاق ويعقوب} إلى قوله: {وزكريا ويحيى وعيسى}. قال يحيى بن يعمر: وما بين عيسى وإبراهيم أكثر مما بين الحسن والحسين ومحمد - صلى الله عليه وسلم -، فأقره الحجاج على ذلك وكبر في نظره وولاه القضاء على خراسان مع علمه بتشيعه. وأنت تعلم أن الحجاج هو ما هو، ومع ذلك فقد كان - مع فاضل متجاهر بشيعيته المعتدلة محتج للحق بالحق - أكثر إنصافا من هؤلاء الكذبة الفجرة الذين جاءوا في زمن السوء فصاروا كلما تعرضوا لأهل السابقة والخير في الإسلام، ومن فتحت اقطار الأرض على أيديهم، ودخلت الأمم في الإسلام بسعيهم ودعوتهم وبركتهم وكلهم من أهل خير القرون بشهادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لهم، وما منهم إلا من يتصل ببني هاشم وال البيت بالخؤولة أو الرحم أو المصاهرة، وبالرغم من كل ذلك يتعرضون لسيرتهم بالمساءة كذبا وعدوانا، ويرضون لأنفسهم بأن يكونوا أقل إنصافا وإذعانا للحق حتى من الحجاج بن يوسف. وإني أخشى عليهم لو أنهم كانوا في مثل مركز الحجاج بن يوسف لكانت فيهم كل مآخذ الصالحين عليه، مع التجرد من كل مزاياه وفضائله وفتوحه التي بلغت تحت رايات كبار قواده وضغائر إلى أقصى أقطار السند، وغشيت جبال الهند وما صاقبها.
وإن خطبة الأمير علي بن أبي طالب في نعت صديقه وإمامه خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبي بكر يوم وفاته من بليغ ما كان يستظهره الناس في الأجيال الماضية. وفي خلافة عمر دخل علي في بيعته أيضا وكان من أعظم أعوانه على الحق، وكان يذكره بالخير ويثني عليه في كل مناسبة، وقد علمت أنه بعد أخيه وصهره عمر سمى ولدين من أولاده باسميهما ثم سميى ثالثا باسم عثمان لعظيم مكانته عنده، ولأنه كان إمامه ما عاش، ولولا أن عثمان - بعد أن قام الحجة على الذين ثاروا عليه بتحريض أعداء الله رجال عبد الله بن سبأ اليهودي - منع الصحابة من الدفاع عنه حقنا لدماء المسلمين، وتضييقا لدائرة الفتنة، ولما يعلمه من بشارة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - له بالشهادة والجنة، لولا كان ذلك لكان علي في مقدمة من في المدينة من المهاجرين والأنصار الذين كانوا عل استعداد للدفاع عنه ولو ماتوا في سبيل ذلك جميعا. ومع ذلك فإن عليا جعل ولديه الحسن والحسين على باب عثمان، وأمرهما بأن يكونا كوع إشارته في كل ما يأمرهما به ولو أدى إلى سفك دمهما، وأوعز إليهما يخبرا أباهما بكل ما يحب عثمان أن يقوم له به. وكذب على الله وعلى التاريخ كل ما اخترعه الكاذبون مما يخالف ذلك ويناقض وقوف الحسن والحسين في بابه واستعدادهما لطاعته في كل ما يامر. وقد كان من عادة سلفنا أن يدونوا أخبار تلك الأزمان منسوبة إلى رواتها، ومن أراد معرفة قيمة كل خبر على طريقة (أنى لك هذا؟) فرجع إلى ترجمة كل راو في كل سند لتمحصت له الأخبار، وعلم أن الأخبار الصحيحة التي يرويها أهل الصدق والعدالة هي التي تثبت أن أصحاب رسول الله كانوا كلهم من خيرة من عرفت الإنسانية من صفوة أهلها، وأن الأخبار التي تشوه سيرة الصحابة وتوهم انهم كانوا صغار النفوس هي التي رواها الكذبة من المجوس الذين تسموا بأسماء المسلمين"

وهذا كلام حسن نسأل الله عز وجل أن يرد كيد الرافضة في نحورهم

وهنا أذكر لطيفة لا يعلمها كثير من طلبة العلم عن رجل من أعيان أهل الحديث وهو مرار بن حموية الرازي والذي كان حافظاً يقارن بأبي زرعة الرازي بل اعترف أبو زرعة أنه أفقه منه

وقد قتله غلاة الشيعة

قال المزي في تهذيب الكمال :" قال الحافظ أَبُو شجاع شيرويه بْن شهردار الديلمي: نزل عليه أَبُو حاتم الرازي، وكتب عَنْه، وهو قديم الموت، قريب الإسناد جليل الخطر. قال: ولجمهور النهاوندي مسائل سأل عَنْها أبا أَحْمَد المرار بْن حمويه، فأملى عليه الجواب فيها: من نظر فيها عرف محل المرار من العلم الواسع والحفظ والإتقان والديانة.
وَقَال أيضا: سمعت أَحْمَد بن عُمَر يقول: سمعت مُحَمَّد بن عيسى يقول: سمعت أبي يقول: سمعت فضلان بْن صالح أخا الحسين بْن صالح يقول: قلتُ لأبي زرعة: أنت أحفظ أم المرار؟ فقال: أنا أحفظ، والمرار أفقه. قال: وسمعت أبا جَعْفَر يقول: ما أخرجت همذان أفقه من المرار. قال: وسمعت أبي يقول: سمعت عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن داود الدحيمي يقول: سمعت المرار يقول: اللهم ارزقتي الشهادة وأمر يده على حلقه وأراني أبي.
قال: وكان المرار ثقة عالما فقيها سنيا، قتل في السنة شهيدا رحمه الله، وقيل: لما كانت فتنة المعتز والمستعين كان على همذان جباخ وجغلان من قبل المعتز، فاستشار أهل البلد المرار والجرجاني في محاربتهما، فأمراهم بالقعود في منازلهم، فلما أغار أصحابهما على دار سلمة بْن سهل وغيرها ورموا رجلا بسهم أفتياهم في الحرب، وتقلد المرار سيفا، فخرج معهم، فقتل بين الفريقين عدد كبير ثم طلب مفلح المرار، فاعتصم بأهل قم، وهرب معه إبراهيم بْن مسعود، فأما إبراهيم فهازلهم وقاربهم فسلم، وأما المرار فإنه أظهر مخالفتهم في التشيع وكاشفهم فأوقعوا بِهِ وقتلوه"

وهذا دأب القوم على مر التاريخ وطوبى لمن قتل مقاتلتهم أو قتلوه فهم شر من الخوارج

علماً بأن الرافضة اليوم كثير منهم متأثر بقيم علمانية وديمقراطية وربما يرفض بعض ما يفعله بني جلدته من منطلق إيمانه بمبدأ كفري كالديمقراطية أو القومية ومثل هذا لا يسمى رافضياً 

علماً بأننا لو حاكمنا القوم إلى القيم الديمقراطية التي آمن بها كثير منهم لظهر فضل عثمان على علي فإن عثمان جاء بإرادة من عامة المسلمين وترشيح له ، وأما علي فكانت عنده معارضة سياسية دخل معهم عدة حروب ! 

وأما معاوية فنجح بتنازل الحسن وهو الطرف الوحيد المنازع له 

والكلام السابق إلزامي وإلا فالأمر الذي كان عليه الأوائل بعيد كل البعد عن الديمقراطية وقيمها الزائفة
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم