الأحد، 25 مايو 2014

من نفائس شيخ الإسلام : الحكمة من ابتداء الأدعية في القرآن باسم ( الرب )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فمما يلاحظه المرء أثناء قراءة القرآن أن عامة أدعية الأنبياء في القرآن مفتتحة ب(رب ) أو ( ربنا ) وحتى الأدعية التي يعلمها رب العالمين لعباده

وهنا كلام نفيس للإمام ابن تيمية _ رحمه الله _ في الحكمة من هذا الأمر

قال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (2/456) :" فهو سبحانه مستحق التوحيد الذى هو دعاؤه واخلاص الدين له دعاء العبادة بالمحبة والإنابة والطاعة والإجلال والإكرام والخشية والرجاء ونحو ذلك من معانى تألهه وعبادته ودعاء المسئلة والإستعانة بالتوكل عليه والإلتجاء اليه والسؤال له ونحو ذلك مما يفعل سبحانه بمقتضى ربوبيته وهو سبحانه الاول والآخر والباطن والظاهر
 ولهذا جاءت الشريعة الكاملة فى العبادة باسم الله وفى السؤال بإسم الرب فيقول المصلى والذاكر الله أكبر وسبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله وكلمات الأذان الله أكبر الله أكبر الى آخرها ونحو ذلك
 وفى السؤال ربنا ظلمنا أنفسنا رب اغفر لى ولوالدى رب بما أنعمت على فلن أكون ظهيرا للمجرمين رب ظلمت نفسى فاغفر لى ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا فى أمرنا وثبت أقدامنا رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين ونحو ذلك
وكثير من المتوجهين السالكين يشهد فى سلوكه الربوبية والقيومية الكاملة الشاملة لكل مخلوق من الأعيان والصفات"

أقول : فالرب هو المربي للخلق بنعمه وفضله فدعاؤه باسم الرب مناسبته أن الدعاء بالخير سؤال لبعض آثار أفعاله سبحانه التي من مقتضيات ربوبيته من الرزق والرحمة والمغفرة والعفو والتوفيق والتأييد وغيرها 
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم