الاثنين، 26 مايو 2014

محمد بن إبراهيم التويجري على خطى سيد قطب



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

قال محمد بن إبراهيم التويجري في كتابه موسوعة فقه القلوب (2/1731) :" إنما كان الخلاف وكانت المعركة على من يكون هو رب الناس؟ ومن يكون ملك الناس؟ ومن يكون إله الناس؟.
لقد كان الطواغيت المجرمون في الأرض يغتصبون هذه الحقوق، ويزاولونها في حياة الناس، ويذلونهم بهذا الاغتصاب والاعتداء على حق الله، ويجعلونه
عبيداً لهم من دون الله.
وكانت الرسل تجاهد دائماً لانتزاع هذا السلطان المغتصب من أيدي الطواغيت، ورده إلى صاحبه ومالكه الشرعي وهو الله سبحانه الذي له الخلق والأمر في الكون كله.
إن العبادة: هي الدينونة لله وحده في كل شأن من شئون الدنيا والآخرة، فإن (عبد) معناها: (دان وخضع وذل) سواء في الشعائر التعبدية، أو الشرائع التي تنظم حياة الناس.
ولما بهت مدلول الدين والعبادة في نفوس الناس صاروا يفهمون أن عبادة غير الله التي يخرج بها الناس من الإسلام إلى الكفر هي فقط تقديم الشعائر التعبدية لغير الله، كتقديمها للأصنام والأوثان والقبور مثلاً، وأن الإنسان متى تجنب ذلك فقد بعد عن الشرك والجاهلية، وأصبح مسلماً لا يجوز تكفيره، وهذا وهم باطل، وتبديل وتغيير لمفهوم العبادة التي هي الدينونة الكاملة المطلقة لله في كل شأن، ورفض الدينونة لغير الله في كل شأن.
كما جاء ذلك صريحاً في كتاب الله في قوله سبحان: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)} [الأنعام: 162، 163].
والفعلة العظيمة التي استحقت بها الأمم السابقة الهلاك واللعنة في الدنيا والآخرة لم تكن فقط هي مجرد أداء الشعائر التعبدية لغير الله، فهذه صورة من صور الشرك الكثيرة التي جاء نوح وهود وصالح وإبراهيم وشعيب وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام ليخرجوا الناس منها إلى عبادة الله وحده لا شريك له

هذا كله كلام سيد في الظلال مع بعض التعديل

ووصف الشرك بأنه ( اغتصاب لحق الله ) وصف فيه سوء أدب مع رب العالمين

جاء في فتاوى اللجنة الدائمة :" السؤال الثاني من الفتوى رقم (9234) :
س2: أنا مدرس في مدرسة ثانوية ليلى، ومما قرأته في [كتاب التوحيد] عبارة ترددت فيها واستنكرتها، فأرجو إفادتي عن مدى صحتها ومناسبتها لمقام رب العالمين: فقد ورد في [كتاب التوحيد] الذي ألفه محمد قطب في الصف الثاني الثانوي صفحة 23 في السطر 17 العبارة: (فإذا جاء الرسول من عند الله يقول: يا قوم، اعبدوا الله ما لكم من إله غيره. وهو ما قاله كل رسول لقومه فهو في الحقيقة ينادي برد السلطان المغتصب إلى الله صاحب الحق وحده في التشريع للناس وفي تقرير الحلال والحرام والمباح وغير المباح) ، وفي كتاب الصف الثالث لنفس المؤلف صفحة 82 في آخرها ثلاثة أسطر ذكر أن معنى لا إله إلا الله: رد السلطة المغتصبة التي يستعبد بها الناس إلى صاحبها الحقيقي إلى الله سبحانه وتعالى رب الجميع. وقد أمسكت عنها فلم أصفها بجواز أو عدمه فأرجو إفادتي.
ج2: لا نعلم بأسا فيما ذكرته من حيث المعنى، ولكن الأسلوب فيه سوء أدب مع الله؛ لأنه سبحانه لا يستطيع أحد أن يقهره على أخذ حقه، بل هو القاهر فوق عباده،
ولكن المشرك والحاكم بغير ما أنزل الله قد اعتديا على حق الله وحكمه وخالفا شرعه.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم"

أقول : ومن أطاع ظالماً في معصية لا يكون عبداً له بل يكون معيناً له على ظلمه آثماً ، وأما إذا استحل ذلك فهو كافر وأما إذا أمر بالشرك فطاعته بغير إكراه تخرج صاحبها من الإسلام وإن لم يكن موافقاً في باطنه ولكنه فعل الشرك مع علمه به طمعاً بالدنيا

وعامة كلام التويجري الذي نقله عن سيد دون عزو ليس فيه تفريق بين الصور المكفرة من الحكم بغير ما أنزل الله ، والصور غير المكفرة من الحكم بغير ما أنزل الله ، وكذا عدم التفريق بين الصور المكفرة من طاعة المخلوق والصور غير المكفرة في سياق خطابي بعيداً عن العلم الذي يزيل الإشكال ويبين الحق دون إفراط ولا تفريط

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم