الجمعة، 16 مايو 2014

الكوثري والسقاف لم تقم عليهما الحجة !



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فمما كنت أعتقد قديماً أنك لو لم تكفر الكوثري والسقاف وحكمت بإسلامهما فلا ضير وهذا ما تعلمته من بعض الناس هداهم الله

وهذا يبين لك أن مسألة قيام الحجة عند كثيرين إنما هي تعطيل لحكم التكفير تستراً بهذا المصطلح

إذ أن قيام الحجة أمرٌ خيالي لا وجود له في الواقع

فالكوثري قد ترحمت عليه قديماً فما أنكر علي أحد !

وقد بلغني الإنكار على من يكفره

والكوثري لمن لا يعرفه كان جهمياً قبورياً متعصباً للمذهب الحنفي يقول بخلق القرآن وينكر العلو وعامة الصفات ويكفر ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب ونذر قلمه لحربهم ويطعن في حماد بن سلمة وعثمان الدارمي وعبد الله بن أحمد

ومن تعصبه لأبي حنيفة ضعف ثلاثمائة ثقة منهم تسعون حافظاً لروايتهم مثالب أبي حنيفة

وقد ذكر شمس الأفغاني في جهود علماء الحنفية أن الكوثري وغيره يرون أن أبيات البوصيري في البردة فيها تقصير في حق النبي صلى الله عليه وسلم وأنه يستحق أكثر

هذا مع ما كان عليه من سعة اطلاع عظيمة خصوصاً على المخطوطات ، وقد اطلع على تآليف السلفيين وردودهم عليه

ومع كونه كان يتكلف البتر والكذب لينصر مذهبه

وهو مع كل هذا يقال ( عفا الله عنه ) و ( رحمه الله )

مع كونه داعية صريحاً للشرك والتجهم مكفراً لأهل السنة ، وقد علل الإمام أحمد عدم عفوه عن ابن أبي دؤاد بأنه كان داعية

وغضب الثوري ممن ترحم على زفر أمامه

فأين زفر من الكوثري ؟

وقال الخلال في السنة 1762- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْكَحَّالُ , قَالَ : قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ : رَجُلٌ صَلَّى عَلَى ابْنِ أَبِي دَاوُدَ , فَقَالَ : هَذَا مُعْتَقِدٌ , هُوَ جَهْمِيٌّ , قَالَ : وَذَكَرْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَارُودِيَّ , فَقَالَ : ذَاكَ خِزَانَةُ بْنُ خَزَايِنِهِ , يَعْنِي ابْنَ أَبِي دُؤَادَ.

فهذا حكم أحمد فيمن صلى على ابن أبي دؤاد ، وما الفرق بين الكوثري وبين ابن أبي دؤاد والكوثري شر منه فإن الكوثري كان قبورياً إلى جانب تجهمه

بل صح ما يدل على أنه صاحب وحدة وجود وكان معظماً لابن عربي

وقد حكم الشيخ ابن سحمان على السبكي والهيتمي بالردة في كتابه الصواعق المرسلة

قال العلامة سليمان بن سحمان: "فهذا الرجلُ المسمى الشهابَ الرمليَّ إن كان مِن المعروفين بالعلم - لأني لا أعرِف ما حالُه - فهو مِن جنْسِ السُّبْكِي وأضرابِه الغالينَ الذين يُصنِّفون في إباحة الشرك وجوازه زاعمين أن ذلك من تعظيم الرسول , وتعظيم الأنبياء والأولياء , وذلك لجهلهم , وعدم إدراكهم لحقائق الدين, ومدارك الأحكام, وليس لهم قدم صدق في العالمين, ولا كانوا من العلماء العاملين, فلا حجةَ في أقوالهم . { وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ } ثم لو كان الشهاب الرملي مِن أهل الفضل والعلم والعبادة وأكابرِ أهل الفقه والورع والزهادة لكان قد أخطأ فيما قاله وأراده , ودعا إلى عبادة غير الله , وهذا يوجِب كفرَه وارتدادَه ه. الصواعق المرسلة 1/268


وقال العلامة سليمان بن سحمان: " وما قاله ابن حجر من أن بعضهم يكشف له عن اللوح المحفوظ حتى يراه وهلة عظيمة وقولة مرفوضة ذميمة فما أعظم هذه من فرية وهل يجوز في خلد من يؤمن بالله واليوم الآخر إلا أنها كذب بلا مرية سبحانك هذا بهتان عظيم وهذا لا يقوله إلا أفراخ الجهمية والاتحاديةالذين يزعمون أن الولي ارفع منزلته من الرسول لأن الرسول يأخذ عن الله بواسطة الملك والولي يأخذ عن الله بلا واسطة وينشدون في ذلك

مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي

وقد جاء في الحديث الصحيح أنه لا ينظر فيه غير الله عز وجل في حديث أبي الدرداء واللوح المحفوظ فوق السموات كما جاء في الحديث: "أن الله كتب كتاباً فهو عنده على العرش"

فسبحان الله ما أعظم هذا الإفتراء وما أجراهم على الله وما حصل هذا لأفضل خلق الله وأكرمهم عليه سيد ولد آدم فكيف بغيره من الأولياء.

وما جرى للخضر فإنما هو كما قال لموسى: "إنك على علم من الله علمك إياه لا أعلمه وأنا على علم من الله علمنيه لا تعلمه" أو كما قال، لا يقال أنه أخذه عن اللوح المحفوظ إلا بدليل ولا دليل على ذلك لا من كتاب ولا سنة ولا عن أحد من أهل العلم

وخبر أبي بكر من قبيل الفراسة، وما ذكر عن عمر رضي الله عنه فهو على سبيل الكرامة والكشف وتقدم أن هذا الجزئي لا يفيد أن من علمه فقد علم الغيب أو أنه ناسخ للنصوص العامة المطلقة غاية ما هناك إثبات ما دل عليه الاستثناء في الآيات كبعض الأفراد الجزئية وهو لا يمنع العموم بل العام باق على مفهومه فسبحان الله ما أجهل من أطلق علم الغيب على غير الله تعالى من حي أو ميت وما أضله عن سوآء السبيل كيف يعارضون النصوص بهذا الكلام المموه المزخرف ويعتمدون عليه وينبذون كتاب الله وراء ظهورهم وذلك أن من علم شيئاً من جزئيات الغيب بنوع من الكرامات أو المكاشفات يقال: إنه يعلم الغيب ومن قال إنه يعلم الغيب لا يكفر وهل هذا لا تكذيب ومكابرة للقرآن، وأعظم من هذا من يزعم أن الولي يكشف له عن اللوح المحفوظ فيراه وقد قال بعض العلماء المحقيقين، فمن ادعى أنه إذا راض نفسه يرى ما كتب في اللوح المحفوظ ويعلم الغيب فهو كافر"

البيان المبدي لشناعة قول المجدي 134-136

وهذا كله يقول به الكوثري وزيادة

وأما السقاف فزاد على الكوثري أنه رافضي يكفر معاوية ويطعن في كثير من الصحابة ، ويقول بإسلام ابن سينا وينكر على ابن تيمية تكفيره

في كفريات كثيرة وله عشرات التصانيف في حرب التوحيد وأهله ملأها بالبتر والكذب والتدليس واجتهد في تضعيف أحاديث الصفات التي في الصحيحين حتى ضعف كل أحاديث الرؤية وصنف في ذلك جزءاً مفرداً

وصنفت عليه عدد من الردود المفحمة فما تراجع عن حرف عن كتبه إلا إلى الأسوأ

ومثل السقاف علي الجفري وإن كان لا يتكلم بتكفير المخالف إلا أنه جهمي قبوري مشرك بالربوبية وكتبت عليه ردود كثيرة ( ولا يشترط هذا للحكم بكفره ولكنني أتنزل مع الخصم )

ومثلهم عبد الله الحبشي الهرري وكل أتباع ملته

وأحمد الخليلي الإباضي وسعيد بن فودة

فكل هؤلاء دعاة شرك وتجهم وبدعة يصنفون في ذلك ويبترون ووقع من عامتهم تكفير أهل السنة

ومع هذا كله تكفير السقاف والكوثري فضلاً عن البقية منكر عند كثير من الناس بدعوى إقامة الحجة !

فهم على كل أحوالهم لم تقم عليهم الحجة فيدل على أن الحجة محض خيال ولا تقوم لا بكتاب ولا بسنة ولا بآثار السلف ولا بكتب العلماء ولا حتى بردود المعاصرين

فإن قيل : كلامك غير صحيح

قلت : فلماذا لا يتم الإنكار على من يترحم على الكوثري ؟

بل قد أنكر على بعض الناس تكفير الكوثري وهذا معروف مشهور 

وإذا كان يكفرهم ومن مذهبه اشتراط قيام الحجة فبماذا كفرهم وبأي شيء اعتبر الحجة قامت عليهم حتى نقيس عليهم غيرهم

وإن لم يكفرهم فليذكر لنا ما الذي يشترطه في التكفير ولم يتوفر في هذين الرجل هل يشترط أن يقول المرء ( أنا كافر ) 
جاء في الدرر السنية (10/ 136) :" وأما السؤال الثالث، وهو قولكم ورد: " الإسلام يهدم ما قبله " ،وفي رواية " يجُبُّ ما قبله "، وفي حديث حجة الوداع: " ألا إن دم الجاهلية كله موضوع " 2 إلخ، وظهر لنا من جوابكم: أن المؤمن بالله ورسوله إذا قال أو فعل ما يكون كفرا، جهلا منه بذلك، فلا تكفرونه، حتى تقوم عليه الحجة الرسالية، فهل لو قتل من هذا حاله، قبل ظهور هذه الدعوة، موضوع أم لا؟

فنقول: إذا كان يعمل بالكفر والشرك، لجهله، أو عدم من ينبهه، لا نحكم بكفره حتى تقام عليه الحجة؛ ولكن لا نحكم بأنه مسلم، بل نقول عمله هذا كفر، يبيح المال والدم، وإن كنا لا نحكم على هذا الشخص، لعدم قيام الحجة عليه؛ لا يقال: إن لم يكن كافرا، فهو مسلم، بل نقول عمله عمل الكفار، وإطلاق الحكم على هذا الشخص بعينه، متوقف على بلوغ الحجة الرسالية. وقد ذكر أهل العلم: أن أصحاب الفترات، يمتحنون يوم القيامة في العرصات، ولم يجعلوا حكمه حكم الكفار، ولا حكم الأبرار"

وهذا الجواب لأبناء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وحمد بن ناصر بن معمر

والصواب في هذا أنه يحكم له بأنه مشرك كافر ، ومثل الكوثري والسقاف حالهما أسوأ من حال هذا بكثير فهما دعاة شرك

وأما السقاف فقد رأيت عدداً ينسبون للحلبي أنه يزعم بأن من فهم كلام شيخه الألباني تكفير السقاف فقد غلط ، وهذا ظاهر في أنهم لا يكفرونه بل هناك من ينكر على من كفره وهذا بلاء عظيم

قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل :"  925- يوسف بن خالد السمتي البَصري.
يقال: إِنما سمي السمتي للحيته وسمته، وكان صاحب رأى.
رَوَى عَن: الأَعمش، وزياد بن سعد.
رَوَى عَنه: القَواريري، والعباس بن الوليد النرسي، وأَبو كامل، وعَبد الله بن عاصم الحماني.
سَمِعتُ أَبي يقولُ ذلك.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، أَخبَرنا عَبد الله بن أَحمد بن محمد بن حَنبل، فيما كَتَبَ إلَيَّ، قال: سَمِعْتُ يَحيَى بن مَعين يقول، وذكر يوسف بن خالد السمتي، فقال: كذاب خبيث، عدو الله، رجل سوء، رأَيته بالبصرة مالا أحصى لا يحدث عنه أحد فيه خير.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: قُرِئَ عَلَى العباس بن محمد الدُّوري، قال: سَمِعتُ يَحيَى بن مَعين يقول: يوسف بن خالد السمتي كذاب زنديق، لا يُكتَبُ حديثُهُ.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سمعت أَبي، وسألته عن يوسف بن خالد السمتي، فقال: أنكرت قول يَحيَى بن مَعين فيه أَنه زنديق، حتى حمل إلي كتاب قد وضعه في التجهم بابا بابا ينكر الميزان في القيامة، فعلمت أَن يَحيَى بن مَعين كان لا يتكلم إلا علَى بصيرة وفهم، قلتُ: ما حاله؟ قال: ذاهب الحديث"

فبإنكار الميزان زندقه فكيف كل تلك البلايا التي ذكرت لك عن القوم ؟

وإنني لأجزم أن السقاف والكوثري لو كان حاكمين لبعض بلاد المسلمين لاجتهد بعض الناس في بيان كفرهما ووجوب تكفيرهما لا حمية على العقيدة وإنما لتبرير الخروج عليهما ولو كان الخروج تحت راية الديمقراطية ولنقل ( نحن في خندق واحد مع العلمانيين ) هذا الخندق الذي يتسع لكل الدنيا ما داموا سيوصلوننا للحكم ، وإذا غدر بنا العلمانيون بعد الثورة فلنقل ( المعركة الآن بين الإسلام والكفر )! أو لنقل ( هؤلاء أسوأ من النظام السابق )

وسيأتي قومٌ آخرون سيغلقون باب التكفير لهما بل باب التكفير مطلقاً لأن إبطال الخروج عندهم لا يبطل إلا بإغلاق باب التكفير وإن كان حقاً وليطرد القياس في الذين يزعم أن السلف لم يكفروهم من الجهمية وأما الذين كفرهم السلف فلا يقاس عليهم أحد 

وليظهر الورع عن تكفير من كفره الله ورسوله ممن يتكلم في التفسير والفقه والفروج والدماء والعقيدة بالرأي في كثير من المسائل 

ويتورعون عن تكفير المشركين ولا يتورعون عن ثلب مخالفيهم في هذه المسألة وكل مخالف لهم ينتصر لقوله ويقيم عليه الأدلة صاحب فتنة ثم تلي هذه الكلمة سلسلة من الشتائم التي ربما وصل بعضها إلى الإشارة بالتكفير أو الاتهام بالنفاق  كقولهم ( دسيسة ) أو ( لا ندري من وراءه  )  

وهكذا تكون العقيدة تابعة للأهواء السياسية لا العكس 
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم