الخميس، 1 مايو 2014

أين القبورية من فقه هذا التابعي ؟



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

 
فإن من أعظم ما ابتليت به الأمة فتنة تعظيم القبور والخروج عن الحد في ذلك حتى يصل إلى الشرك أو البدعة وقد وقع في ذلك الكثير من المنتسبين للعلم ، وقليل في الأزمنة المتأخرة من سلم من هذا البلاء وجد في حربه كمثل ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وأئمة الدعوة النجدية _ رحمهم الله أجمعين _

والكلام في نقض هذه الضلالات كثير ومتيسر لطلبة الحق غير أنني وجدت أثراً نفيساً لرجل من كبار فقهاء التابعين وهو طاوس بن كيسان في نقض ضلالة القوم

قال عبد الرزاق في المصنف 6495 - أَخْبَرَنَا النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: تُوُفِّيَ عَمٌّ لِي بِالجَنَدِ فَدَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى ابْنِ طَاوُسٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ: هَلْ تَرَى أَنْ أُقَصِّصَ قَبْرَ أَخِي؟ قَالَ: فَضَحِكَ وَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا أَبَا شَيْبَةَ، خَيْرٌ لَكَ أَلَّا تَعْرِفَ قَبْرَهُ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهَ فَتَسْتَغْفِرَ لَهُ وَتَدْعُو لَهُ، أَمَا عَلِمْتَ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قُبُورِ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يُبْنَى عَلَيْهَا أَوْ تُجَصَّصَ أَوْ تُزْدَرَعَ، فَإِنَّ خَيْرَ قُبُورِكُمُ الَّتِي لَا تُعْرَفُ»

فطاوس يرى أن خير ما لا يعرف ويرفع في ذلك خبراً للنبي صلى الله عليه وسلم ولا شك أن مرسل طاوس الذي تتلمذ على ابن عباس وأبي هريرة وابن عمر وابن عمرو وجابر خيرٌ من تلك البواطيل التي يحتج بها هؤلاء الزنادقة كحديث ( من حج ولم يزرني فقد جفاني ) و حديث ( أول ما خلق نور نبيك يا جابر ) وحديث توسل آدم بالنبي  صلى الله عليه وسلم وما على شاكلتها من الأخبار

وكثير من القبورية مالكية وأحناف ( أهل رأي ) ويزعمون أن مذهبهم صحة الاحتجاج بالمرسل وهذا المرسل تعضده كل قواعد الشريعة وتصرفات الصحابة

وقد سن الله لنا الدعاء للميت والاستغفار له فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم فصاروا يدعونه ويتوسلون به

وأين قول طاوس ( خير قبوركم التي لا تعرف ) من قول بعض المؤرخين ممن أعمى الله بصيرته عن توحيد الأنبياء والمرسلين ( وفلان قبره معروف يزار ) و ( الدعاء عند قبر فلان مستجاب ) وقول بعضهم ( ما ألمت بي ملمة حتى ذهبت إلى قبر الرضا )

وغيرها من الأمور المناقضة لدعوة المرسلين فما أغنى عن هؤلاء حفظهم للحديث بل كانوا كمثل الحمار يحمل أسفاراً والله المستعان والحمد على نعمة التوحيد 

ومفهوم كلام طاوس أن شر القبور تلك التي تعلم بعلامات يعرفها بها الناس
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم