السبت، 15 فبراير 2014

يسري حماد المتحدث الرسمي باسم حزب النور السلفي _ زعموا _ :نسعى لضم كافة الطوائف لـ"تأسيسية الدستور"



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فقد جاء في جريدة اليوم السابع العدد الصادر يوم اليوم الخميس بتاريخ 22 مارس 2012 قول يسري حماد المتحدث الرسمي باسم حزب النور :" إن الشخصيات التى اقترح الحزب ضمها إلى اللجنة التأسيسية للدستور تؤكد على رغبة التيار السلفى فى التوافق، وأن تمثل كافة طوائف الشعب المصرى فى لجنة صياغة الدستور.

وذكر "حماد"، خلال مداخلة هاتفية فى برنامج "من جديد"، والذى تقدمه الإعلامية شريهان أبو الحسن على قناة أون تى فى لايف، أن من أبرز الشخصيات التى اقترح الحزب أسماءها هم الدكتور عمرو حمزاوى وعمرو الشوبكى ومارجريت عازر ومحمود السقا ومحمد عبد العليم داوود وعصام سلطان وسعد عبود.

واقترح الحزب ضم عدد من الشخصيات من خارج البرلمان، أبرزهم الناشط السياسى أحمد حرارة والداعية الإسلامى صفوت حجازى والمستشار حسام الغريانى والدكتور محمد عمارة ولاعب الكرة محمد أبو تريكة والفنان عمار الشريعى وإيمان البحر درويش وخالد عبد الحميد وعبد الغفار شكر ومحمد أبو الغار والكاتبة الصحفية سكينة فؤاد والدكتورة نادية مصطفى "

أقول : لقد بلغت المداهنة بالقوم إلى أن يسمحوا للكفار والفساق أن يشرعوا مع الله عز وجل ، وأن يصوغوا القوانين للناس

قال الله عز وجل :" أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ "

وقال الله تعالى :" لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"

وقال الله تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"

وقال البخاري في صحيحه 4425 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ لَقَدْ نَفَعَنِي اللَّهُ بِكَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَّامَ الْجَمَلِ بَعْدَ مَا كِدْتُ أَنْ أَلْحَقَ بِأَصْحَابِ الْجَمَلِ فَأُقَاتِلَ مَعَهُمْ قَالَ لَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَهْلَ فَارِسَ قَدْ مَلَّكُوا عَلَيْهِمْ بِنْتَ كِسْرَى قَالَ لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً

فلا يجوز تولية المؤمنات الصالحات فكيف بالكافرات والفاسقات ، ولا يجوز للرجل الصالح أن يشرع من دون الله ، فكيف بالكافر والفاسق

وقال ابن القيم في إغاثة اللهفان (2/ 284 ) :" وكان بعض أئمة الاسلام إذا رأى صليبيا أغمض عينيه عنه وقال : لا أستطيع أن أملأ عيني ممن سب إلهه ومعبوده بأقبح السب"

أقول : أما اليوم فتقام لهم الجنائز الضخمة ويثنى عليهم ، ويجعلون شركاء في الحكم والله المستعان

قال الشيخ أحمد بن محمد بن شاكر في عمدة التفسير (5/89) عند حديثه عن قول الله عز وجل: {أفغير الله أبتغي حكما...} إلى قوله: {وهو أعلم بالمهتدين} : "هذه الآيات وما في معناها تدمغ بالبطلان نوع الحكم الذي يخدعون به الناس ويسمونه الديمقراطية إذ هي حكم الأكثرية الموسومة بالضلال هي حكم الدهماء والغوغاء"




وقال أيضاً في (1/ 383) من عمدة التفسير ط دار الوفاء :" وهذه الآية ( وشاورهم في الأمر ) ، والآية الأخرى ( وأمرهم شورى بينهم ) ، اتخذها اللاعبون بالدين في هذا العصر من العلماء وغيرهم عدتهم في التضليل بالتأويل ليواطئوا ، صنع الإفرنج في النظام الدستوري الذي يزعمونه ويخدعون الناس بتسميته ( النظام الديمقراطي ) ، فاصطنع هؤلاء اللاعبون شعاراً من هاتين الآيتين يخدعون به الشعوب الإسلامية أو المنتسبة للإسلام ، يقولون كلمة حق يراد بها الباطل ، يقولون : الإسلام يأمر بالشورى ، ونحو ذلك من الألفاظ ، وحقاً إن الإسلام يأمر بالشورى ، ولكن أي شورى يأمر بها الإسلام ؟


إن الله يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم ( وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله ) ومعنى الآية واضحٌ صريح لا يحتاج إلى تفسير ، ولا يحتمل التأويل ، فهو أمرٌ للرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم لمن يكون ولي الأمر من بعده ، أن يستعرض آراء أصحابه الذين يراهم موضع الرأي ، الذين هم أولو الأحلام والنهى في المسائل التي تكون موضع تبادل الآراء وموضع الاجتهاد في التطبيق ، ثم يختار من بينها ما يراه حقاً أو صواباً أو مصلحة فيعزم على إنفاذه غير متقيد برأي فريق معين ولا برأي عدد محدود ، لا برأي أكثرية ولا برأي أقلية ، فإذا عزم توكل على الله وأنفذ العزم على ما ارتآه




ومن المفهوم البديهي الذي لا يحتاج إلى دليل أن الذين أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بمشاروتهم _ ويأتسي به من يلي الأمر من بعده _ هم الرجال الصالحون القائمون على حدود الله المتقون المقيمون الصلاة ، المؤدون الزكاة المجاهدون في سبيل الله الذي قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليلني منكم أولو الأحلام والنهى ) ، ليسوا هم الملحدين ولا المحاربين لدين الله ولا الفجار الذين لا يتورعون عن منكر ولا الذين يزعمون أن لهم أن يضعوا شرائع وقوانين تخالف دين الله وتهدم شريعة الإسلام وأولئك _ من بين كافر وفاسق _ موضعهم الصحيح تحت السيف أو السوط لا موضع الاستشارة وتبادل الآراء "

ذكرت هذا لئلا يظن مخذول أن نصرة الإسلام ستكون على يد هؤلاء المداهنين ، الذين اتخذوا الدين مطية لتحقيق أغراضهم ، وتنكبوا منهج الأنبياء في الدعوة ، وصاروا يقلدون الكفار ، حتى أن عامتهم صاروا يرتدون الزي الافرنجي للدلالة على أنه قد مسخه وأنه ليس متشدداً ، وتركوا الكلام بالنصوص وصاروا يتكلمون بالمادة الفلانية من الدستور ، والفقرة الفلانية منه ، وأنني مشفق عليهم من الدستور الجديد الذي سيأخذ منهم وقتاً ليحفظوا فقراته ومواده ويفقهوه حق فقهه !
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم