الاثنين، 17 فبراير 2014

بحث في حديث ( رأيت ربي في صورة شاب أمرد )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


فهذا بحث في حديث ( رأيت ربي في صورة شاب أمرد جعد قطط )

وقد شنع به بعض جهلة الرافضة والجهمية على عدد من أهل السنة ، واغتر بعض الناس بكلام أبي يعلى في الحديث على كل ما فيه من أغلاط

وقبل الشروع في البحث أود التنبيه على أمر هام وهو أنه لا يوجد أحد يعتقد أن الله عز وجل على صورة شاب أمرد حقيقة تعالى الله عما يقولون ، ومن قوى الحديث إنما أوله على رؤيا المنام والله عز وجل يرى في المنام على غير صورته الحقيقية ويقر بهذا حتى عدد من الجهمية

قال البيهقي الأشعري في الأسماء والصفات معلقاً على هذا الخبر :" ثُمَّ قَدْ حَمَلَهُ بَعْضُ أَهْلِ النَّظَرِ عَلَى أَنَّهُ رَآهُ فِي الْمَنَامِ"

وقال الذهبي في الميزان معلقاً على الخبر :" وهذه الرؤية رؤية منام إن صحت" وقال نحوه في السير

ولهذا جنح السيوطي إلى تصحيح هذا الحديث في اللآليء المصنوعة وقال :" وهذا الحديث إن حمل رؤية على المنام فلا إشكال وإن حمل على اليقظة فقد سئل عنه أستاذنا العلامة كمال الدين بن الهمام فأجاب بأن هذا حجاب الصورة"

أما ما قيل في اليقظة فهذا تأويل على طريقة الجهمية

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في درء التعارض (7/35) :" وهؤلاء قد يدخلون في الأحاديث المشكلة ما هو كذب موضوع ولا يعرفون أنه موضوع وما له لفظ يدفع الإشكال مثل أن يكون رؤيا منام فيظنونه كان في اليقظة ليلة المعراج"

فصرح أن كون الخبر رؤيا منام يدفع الإشكال ولو كانت رؤيا المنام يستفاد منها صفات لبقي الإشكال

وقال الدارمي في الرد على المريسي :" وَإِنَّمَا هَذِهِ الرُّؤْيَةُ كَانَتْ فِي الْمَنَامِ، وَفِي الْمَنَام يُمكن رُؤْيَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى كُلِّ حَال وَفِي كل صُورَة"

فإذا كان الأمر كذلك فللنظر في الخبر واختلاف الناس فيه

اعلم رحمك الله أن الخبر روي من حديث اثنين من الصحابة أم الطفيل وعبد الله بن عباس

ولم يجمع الأئمة على تصحيح الخبرين أو تلقيهما بالقبول كما ادعى أبو يعلى

قال الخطيب في تاريخ بغداد (15/ 419) : أَخْبَرَنَا علي بن الحسين صاحب العباسي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن عُمَر الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الفارسي، قَالَ: حَدَّثَنَا بكر بن سهل، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الخالق بن منصور، قال: ورأيت يحيى بن معين كأنه يهجن نعيم بن حماد في حديث أم الطفيل حديث الرؤية، ويقول: ما كان ينبغي له أن يحدث بمثل هذا الحديث.

فهذا يحيى بن معين استنكر على نعيم تحديثه بالخبر عن أم الطفيل ومتنه كمتن خبر ابن عباس وهو إمام معروف لا ينعقد إجماع أهل الصنعة إلا به

وقال الدارمي في الرد على المريسي (2/725) :" وَرَوَى الْمُعَارِضُ عَنْ شَاذَانَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "دَخَلْتُ عَلَى رَبِّي فِي جَنَّةِ عدن شَاب جعد فِي ثَوْبَيْنِ أخضرين"
وَلَيْسَ هَذَا مِنَ الْأَحَادِيثِ الَّتِي يَجِبُ عَلَى الْعُلَمَاءِ نَشْرُهُ وَإِذَاعَتُهُ فِي أَيْدِي الصِّبْيَانِ، فَإِنْ كَانَ مُنْكَرًا عِنْدَ الْمُعَارِضِ فَكَيْفَ يَسْتَنْكِرُهُ مَرَّةً ثُمَّ يُثْبِتُهُ أُخْرَى، فَيُفَسِّرُهُ تَفْسِيرًا أَنْكَرَ مِنَ الْحَدِيثِ؟ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَبِعِلَّتِهِ، غَيْرَ أَنِّي اسْتَنْكَرْتُهُ جِدًّا؛ لِأَنَّهُ يُعَارِضُهُ حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ فَقَالَ: نُورٌ أنَّى أَرَاهُ؟ " وَيُعَارِضُهُ قَوْلُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: "مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ، وَتَلَتْ: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ}"

فهذا الدارمي يستنكر خبر ابن عباس غير أن معارضته لخبر ابن عباس بخبر أبي ذر ليس ممن يسلم من وجهين

الأول : أن خبر ابن عباس رؤيا منام وخبر أبي ذر في رؤيا المعراج ، على أن الإمام أحمد جعل خبر ابن عباس بلفظه المختصر معارضاً لخبر عائشة

الثاني : أن خبر أبي ذر مع كونه في صحيح مسلم أعله ابن خزيمة وادعى فيها الانقطاع بين عبد الله بن شقيق وأبي ذر مع وجود التصريح في بعض الألفاظ غير أنه اعتبره وهماً ، وهذا لا يرد على خبر عائشة غير أن ابن خزيمة وقبله الإمام أحمد في بعض الروايات اعتبر قول عائشة اجتهاداً منها

وجاء في المنتخب لعلل الخلال 183- وقال مهنا: سألت أبا عبدالله، عن حديث ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، أن مروان بن عثمان، حدثه عن عمارة، عن أمِّ الطفيل امرأةِ أُبي بن كعب، أنها سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يذكر أنه رأى ربه في المنام صورة شابٍّ موفر، رجلاه في حضر، عليه نعلان من ذهب، على وجهه فراشٌ من ذهب"؟.
فحوَّل وجههُ عني، وقال: هذا حديث منكر.
وقال: مروان بن عثمان هذا رجل مجهول، وعمارة بن عامر هذا الذي روى عنه مروان لا يعرف.
وسألته: بلغك أن أُمَّ الطفيل سمعت من النبي (صلى الله عليه وسلم)؟.
قال: لا أدري.
وقال: سعيد بن أبي هلال مدنيٌّ لا بأس به.

وتحويل أحمد لوجهه دليل استنكار

وقال الخطيب في تاريخ بغداد (4537) -[15: 425] أَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ، قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ هُوَ التِّرْمِذِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عِمَارَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أُمِّ الطُّفَيْلِ امْرَأَةِ أُبَيٍّ، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ: " أَنَّهُ رَأَى رَبَّهُ تَعَالَى فِي الْمَنَامِ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ شَابًّا مُوفَرًا، رِجْلاهُ فِي خُفٍّ عَلَيْهِ نَعْلانِ مِنْ ذَهَبٍ، عَلَى وَجْهِهِ فَرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ " حَدَّثَنِي الصوري، قَالَ: حَدَّثَنِي عبد الغني بن سعيد الحافظ، وأَخْبَرَنَا علي بن إبراهيم بن سعيد النحوي، جميعا بمصر، قالا: حَدَّثَنَا أَبُو إسحاق إبراهيم بن مُحَمَّد الرعيني، قال: سمعت أبا بكر مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحداد، يقول: سمعت أبا عَبْد الرَّحْمَن النسوي، يقول: ومن مَرْوَان بن عثمان حتى يصدق على الله عَزَّ وَجَلَّ

والله أعلم بصحة هذا عن النسائي غير أنه على سمت الأخبار السابقة

وحديث أم الطفيل جاء في بعض ألفاظه أنه رؤيا منام فهو من هذه الجهة أحسن من خبر ابن عباس

وروي عن أحمد التسامح في روايته غير أنه لم يخرجه في المسند بهذا اللفظ

قال شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية ( 7/ 194) :" وهذا الحديث الذي أمر أحمد بتحديثه قد صرح فيه بأنه رأى ذلك في المنام "

والأقوى عن أحمد الاستنكار وما ذكره أبو يعلى في دفع هذا الاستنكار لا ينتهض البتة فهو الجاري على أصول أهل الحديث ، وقد اجتنب الخبر في المسند وكذا اجتنبه عامة أئمة الإسلام فلم يخرجوه باللفظ المطول حتى من عني بالرد على الجهمية

أبو يعلى في إبطال التأويلات 146 - وأنا مُحَمَّد بن سُلَيْمَان، قَالَ: سمعت بندار بن أَبِي إسحاق، يَقُول: سمعت علي بن مُحَمَّد بن إبان، يَقُول: سمعت البرذعي، يَقُول: سمعت أَبَا زرعة الرازي، يَقُول: من أنكر حديث قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس، قَالَ: قَالَ رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رأيت ربي، عَزَّ وَجَلَّ، " فهو معتزلي

أقول : وكلام أبي زرعة هذا في اللفظ المختصر ( رأيت ربي ) دون التتمة والخلاف بين أهل السنة معروف في مسألة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه في المعراج ولعل أبا رزعة أراد أن المعتزلة لا يؤمنون بأن الله يرى في المنام

وإلا فمن صحح أحاديث الرؤية في الآخرة وضعف هذا الخبر لأنه رآه مخالفاً لخبر عائشة في الرؤيا في المعراج كما فعل الدارمي فليس معتزلياً البتة وقد أثبت أحمد اختلاف أهل السنة في المسألة

قال الخلال كما في المنتخب 181- أخبرني محمد بن موسى أن حُبيش بن سندي حدثهم أن أبا عبدالله سئل عن حديث ابن عباس رأى محمد ربه؟.
قال: بعضهم يقول: بقلبه.
قلت: أيُها أثبت عندك؟.
قال: في رؤية الدنيا قد اختلفوا، أما رؤية الآخرة فلم يختلف فيه إلا هؤلاء الجهمية.

وقال أبو يعلى في إبطال التأويلات 143 - فَقَالَ: أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَلَمَةَ الْهَمَذَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَهْدِيٍّ، وَغَيْرُهُمَا، قَالُوا: ثنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَالِكٍ، ونا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَاللَّفْظُ لَهُ، قَالَ: نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: نا الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَأَيْتُ رَبِّي فِي صُورَةِ شَابٍّ أَمْرَدَ، لَهُ وَفْرَةٌ جَعْدٌ قَطَطٌ، فِي رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ " ،

هنا ينسب أبو يعلى لأحمد أنه روى الحديث وزاد فيه ( شاب أمرد )

وإذا رجعت إلى مسند أحمد وإلى كتاب السنة لعبد الله وإلى أصول السنة لأحمد فستجد باللفظ المختصر ( رأيت ربي ) فقط

قال أحمد في المسند 2580 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَأَيْتُ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى» وَقَدْ سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ أَبِي، أَمْلَى عَلَيَّ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ "

وقال عبد الله في السنة 1015 - حدثني أبي ، نا أسود بن عامر ، نا حماد بن سلمة ، عن قتادة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « رأيت ربي عز وجل »

وقال أيضاً 1016 - حدثني أبي ، نا عفان ، نا عبد الصمد بن كيسان ، نا حماد بن سلمة ، عن قتادة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « رأيت ربي عز وجل »

وقال الخلال كما في المنتخب 182- أخبرنا المروذي، قال: قرىء على أبي عبدالله: شاذان: ثنا حماد بن سلمة، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس: إنَّ محمداً رأى ربه.
قلت: إنهم يقولون: ما رواه غير شاذان؟.
فقال: بلى؛ قد كتبته، عن عفان.
وقُرىء على أبي عبدالله: عفان: ثنا عبدالصمد بن كيسان: ثنا حماد بن سلمة، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "رأيتُ ربي".
قلت: إنهم يقولون: إن قتادة لم يسمع من عكرمة.
قال: هذا لا يَدْري الذي قال ! وغضب، وأخرج إليَّ كتابه فيه أحاديث مما سمع قتادة من عكرمة، فإذا ستة أحاديث: "سمعت عكرمة".
وقال أبو عبدالله: قد ذهب من يحسن هذا، وعجب من قومٍ يتكلمون بغير علمٍ، وعجب من قول من قال: لم يسمع !.
وقال: سبحان الله ! فهو قدِم إلى البصرة فاجتمع عليه الخلقُ.
وقال يزيد بن حازم: هذا رواه حماد بن زيد: إن عكرمة سأل عن شيء من التفسير فأجابه قتادة.

فليس عبثاً أن تكون هذه الألفاظ عن كلها مختصرة دون ذكر بقية الحديث ، بل يظهر تماماً أن أبا يعلى وابنه زادا في الرواية واجتهدا وظنا أنه ليس ثم إلا الرواية التامة بذكر الشاب الأمرد وليس الأمر كذلك خصوصاً من طريق أحمد

بل ظاهر كلام أحمد أنه يحمل حديث عكرمة عن ابن عباس على رؤية اليقظة ويعارض به خبر عائشة وفي هذه الحال لا يصحح زيادة الشاب الأمرد البتة

قال الخلال كما في المنتخب من العلل 177- أخبرنا المروذي، قال: قيل لأبي عبدالله: إنهم يقولون: إن عائشة قالت: "من زعم أن محمداً رأى ربه فقد أعظم الفرية". فبأيِّ شيء يدفع حديث عائشة؟.
قال: بقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "رأيت ربي"؛ وقول النبي (صلى الله عليه وسلم) أكثر من قولها.
178- قال: وقرأت على أبي عبدالله: إبراهيم بن الحكم، قال: حدثني أبي، عن عكرمة، قال: سألت ابن عباس: هل رأى محمد ربه؟ قال: "نعم، دونه ستر من لؤلؤ":
وقرأته عليه بطوله، فصححه.
179- وقال الأثرم: قيل لأبي عبدالله: حديث أبي ذر "نورٌ أنَّى أراه"؟.
قال: ما أدري ما وجهه.

وقد اجتنب ابن أبي عاصم إتمام الحديث في كتابه السنة

قال ابن أبي عاصم في السنة 471- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ حَدَّثَهُ أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ عُثْمَانَ حَدَّثَهُ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أُمِّ الطُّفَيْلِ امْرَأَةِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ رَأَيْتُ رَبِّي فِي الْمَنَامِ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ وَذَكَرَ كَلامًا

وكل من الآجري في الشريعة واللالكائي في السنة والدارقطني في الرؤية ( خلافاً لما ادعى أبو يعلى ) ذكروا الخبر باللفظ المختصر ولم يتموه بذكر الشاب الأمر اقتداءً بصنيع الإمام أحمد وابنه في السنة

وأما حديث ابن عباس فزيادة ( شاب أمرد ) ليس كل الرواة يذكرونها وقد اضطرب فيها حماد بن سلمة بل انفرد عنه بهذا أسود بن عامر

وأكثر الروايات عن عكرمة عن ابن عباس ليس فيها هذا

وعامة الروايات عن ابن عباس بما فيها الذي في صحيح مسلم ليس فيها هذا

والخلاصة أن الخبر لو صح فهو رؤيا منام ، وليس في تضعيفه للصنعة الحديثية تجهم أو اعتزال لأنه رؤيا منام أصلاً لم يعارض فيها حتى الجهمية الإناث 

تنبيه : قال السيوطي في اللآليء نقلاً عن السنة للطبراني  وَقَالَ الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن سَعِيد الرَّازِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حاتِم الْمُؤَدب حَدَّثَنَا الْقَاسِم بْن مَالك الْمُزنِيّ حَدَّثَنَا سُفْيَان بْن زِيَاد عَن عَمه سليم بْن زِيَاد قَالَ لقيتُ عِكْرِمَة مولى ابْن عَبَّاس فَقَالَ لَا تَبْرَح حَتَّى أشهدك عَلَى هَذَا الرجل ابْن لِمعاذ بْن عفراء فَقَالَ أَخْبرنِي بِما أخْبرك أَبوك عَن قَول رَسُول الله فَقَالَ حدَّثَنِي أَبِي أَن رَسُول الله حدّثه أَنَّهُ رأى رب الْعَالمين عَزَّ وَجَلَّ فِي حَظِيرَة من الْقُدس فِي صُورَة شَاب عَلَيْهِ تَاج يلتمع الْبَصَر قَالَ سُفْيَان ابْن زِيَاد فلقيتُ عِكْرِمَة بعد فَسَأَلته الحَدِيث فَقَالَ نعم كَذَا حدَّثَنِي إِلَّا أَنَّهُ قَالَ رَآهُ بفؤاده

وسفيان هذا لا يعرف وليس هو العصفري إذ ليس العصفري من شيوخ القاسم وعمه كذلك لا يعرف وقد قيد الرؤية بالمنام 

وعلي بن سعيد الرازي ضعفه الدارقطني جداً 

 قال السهمي: سألت الدَّارَقُطْنِيّ عن عليك الرازي؟ فقال: ليس في حديثه كذاك، فإنما سَمِعْتُ بمصر أنه كان والي قريه، وكان يطالبهم بالخراج، فما كانوا يعطونه، قال فجمع الخنازير في المسجد، فقلت له إنما أسأل كيف هو في الحديث؟ فقال: قد حدث بأحاديث لم يتابع عليها، ثم قال في نفسي منه، وقد تكلم فيه أصحابنا بمصر، وأشار بيده، وقال هو كذا وكذا، كأنه ليس هو بثقة. (348)

وقال الخلال في المنتخب من العلل 178 - قَالَ: وَقَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ: إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ: هَلْ رَأَى مُحَمَّدٌ رَبَّهُ؟ قَالَ: "نَعَمْ، دُونَهُ سِتْرٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ":
وَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ بِطُولِهِ، فَصَحَّحَهُ.


الحديث بطوله ليس حديث الشاب الأمرد وإنما حديث آخر 

قال الحاكم في المستدرك 3234 - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنْبَأَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ سُئِلَ هَلْ رَأَى مُحَمَّدٌ رَبَّهُ؟ قَالَ: نَعَمْ " رَأَى كَأَنَّ قَدَمَيْهِ عَلَى خَضِرَةٍ دُونَهُ سِتْرٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ فَقُلْتُ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، أَلَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} [الأنعام: 103] قَالَ: يَا لَا أُمَّ لَكَ، ذَاكَ نُورُهُ، وَهُوَ نُورُهُ إِذَا تَجَلَّى بِنُورِهِ لَا يُدْرِكُهُ شَيْ

وهذا تصحيح بالشواهد وذكر الستر من لؤلؤ غير وارد في حديث الشاب الأمرد من طريق راو كذاب 

قال ابن عدي في الكامل حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ عَبد الحميد الواسطي، حَدَّثَنا النضر بن سلمة شاذان، حَدَّثَنا الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنُ سَلَمَةَ، عَن قَتادَة، عَنْ عِكرمَة، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ فِي صُورَةِ شَابٍّ أَمْرَدَ مِنْ دُونِهِ سِتْرٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ قَدَمَيْهِ أَوْ قَالَ رجليه في خصره.

النضر كذاب 


هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم