الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
قال الألباني في الصحيحة :" 1912 - " صلاة رجلين يؤم أحدهما
صاحبه أزكى عند الله من صلاة ثمانية تترى ، و صلاة أربعة يؤمهم أحدهم أزكى عند الله
من صلاة مائة تترى " .
رواه البخاري في " التاريخ " ( 4 / 1 / 132 - 193 ) و البزار
( رقم - 461 )
و ابن سعد ( 7 / 411 ) و الديلمي ( 2 / 243 - 244 ) عن أبي خالد ثور بن
يزيد
عن ابن سيف الكلاعي عن عبد الرحمن بن زياد عن قباث بن أشيم الليثي مرفوعا
.
قال ابن شعيب : فقلت لأبي خالد : ما " تترى " ؟ قال : متفرقين
"
أقول : اللفظ الذي ذكره الألباني ليس هو اللفظ الموجود في كثير من مصادر التخريج المذكورة
ففي هذا اللفظ أن صلاة الاثنين
أفضل من صلاة ثمانية
قال البخاري في التاريخ : 856 - قباث بْن أشيم الليثي لَهُ صُحْبَةٌ وَقَالَ
بَعْضُهُمْ قُبَاثُ بْنُ رُسْتُمَ وَهُوَ وَهْمٌ قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يوسف نا الوليد ابن مُسْلِمٍ قَالَ أَخْبَرَنِي ثَوْرٌ عَنْ
يُونُسَ بْن سيف عن عبد الرحمن ابن زِيَادٍ
عَنْ قُبَاثِ بْنِ أَشْيَمَ اللَّيْثِيِّ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ صَلاةُ رَجُلَيْنِ يَؤُمُّ (أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ أَزْكَى عِنْدَ اللَّهِ
مِنْ صَلاةِ أَرْبَعَةٍ تَتْرَى وَصَلاةُ أَرْبَعَةٍ يَؤُمُّهُمْ - أَحَدُهُمْ أَزْكَى عِنْدَ اللَّهِ مِنْ صَلاةِ
ثَمَانِيَةٍ تَتْرَى وَصَلاةُ ثَمَانِيَةٍ
يَؤُمُّهُمْ أَحَدُهُمْ أَزْكَى عِنْدَ اللَّهِ مِنْ صَلاةِ مِائَةٍ تَتْرَى"
فهنا ذكر أن صلاة الاثنين أفضل من صلاة الأربعة وصلاة الأربعة أفضل من
صلاة الثمانية
وقد سقط ذكر الأربعة من اللفظ
الذي ذكره في الصحيحة
وقال ابن سعد في الطبقات 10518: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الدِّمَشْقِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو
خَالِدٍ الرَّحَبِيُّ يَعْنِي ثَوْرَ بْنَ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ سَيْفٍ الْكَلاَعِيِّ
، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ قُبَاثِ بْنِ أَشْيَمَ اللَّيْثِيِّ
؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : صَلاَةُ رَجُلَيْنِ يَؤُمُّ
أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ أَزْكَى عِنْدَ اللهِ مِنْ صَلاَةِ ثَمَانِيَةٍ تَتْرَى ، وَصَلاَةُ
أَرْبَعَةٍ يَؤُمُّهُمْ أَحَدُهُمْ أَزْكَى عِنْدَ اللهِ مِنْ صَلاَةِ مِئَةٍ تَتْرَى
، قَالَ ابْنُ شُعَيْبٍ : فَقُلْتُ لأَبِي خَالِدٍ : مَا تَتْرَى ؟ قَالَ : مُتَفَرِّقِينَ.
لفظ ابن سعد مطابق للفظ الذي ذكره في الصحيحة وشيخ ابن سعد صدوق يخطيء
وقال ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 926 : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ،
نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، نا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ سَيْفٍ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ قَبَاثِ بْنِ أَشْيَمَ اللَّيْثِيِّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
صَلَاةُ الرِّجُلَيْنِ أَحَدِهِمَا مَعَ الْآخَرِ أَزْكَى عِنْدَ اللَّهِ
عَزَّ وَجَلَّ مِنْ صَلَاةِ ثَمَانِيَةٍ تَتْرَى، وَصَلَاةُ ثَمَانِيَةٍ يَؤُمُّهُمْ
أَحَدُهُمْ أَزْكَى عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ صَلَاةِ مِائَةٍ تَتْرَى.
هشام بن عمار فيه ضعف والمحفوظ عن الوليد بن مسلم بذكر الأربعة كما تقدم
في رواية البخاري
قال الطبراني في الكبير 73 : حدثنا
بكر بن سهل ثنا عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن يونس بن سيف عن عبد الرحمن
بن زياد عن قباث بن أشيم الليثي : عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( صلاة الرجلين
يؤم أحدهما صاحبه أزكى عند الله من صلاة أربعة تترى وصلاة أربع يؤمهم أحدهم أزكى عند
الله من صلاة ثمانية تترى وصلاة ثمانية يؤم أحدهم أزكى عند الله من صلاة مائة تترى
)
قال إسحاق بن راهويه : قد أدرك
قباث النبي صلى الله عليه و سلم
وقال البزار في مسنده [300] حدثنا
ابراهيم بن هانئ [ابو اسحاق] النيسابورى، ثنا منبه بن عبد الله ـــــ شيخ من اهل الشام
ــــ عن ثور بن يزيد، عن يونس بن سيف، عن عبد الرحمن بن وياد، عن قباث بن اشيم الليثى
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صلاة الرجلين يوم احدهما صاحبه، ازكى عند
الله من صلاة اربعه تترى ، وصلاة اربعه يوم احدكم ازكى ... عند الله من صلاة ثمانيه
تترى، وصلاه ثمانيه يوم احدكم ازكى عند الله من مائه تترى))
وقال الطبراني في مسند الشاميين 473 - حدثنا أبو زرعة الدمشقي ، ثنا منبه
بن عثمان ، ثنا ثور بن يزيد ، عن يونس بن سيف ، عن عبد الرحمن بن زياد ، عن قباث بن
أشيم الليثي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « صلاة الرجلين يؤم أحدهما صاحبه
أزكى عند الله من صلاة أربعة ، وصلاة أربعة
يؤمهم أحدهم أزكى عند الله من صلاة ثمانية ، وصلاة ثمانية يؤمهم أحدهم أزكى عند الله
من صلاة مائة تترى »
وهذه كلها بذكر الأربعة كما يظهر فذكر الأربعة محفوظ في متن الحديث والسند
ضعيف لجهالة عبد الرحمن
وقد ذكروا له شاهداً فيما روى أحمد في مسنده 21266 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ،
عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ
أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الْفَجْرَ، فَلَمَّا صَلَّى، قَالَ: "شَاهِدٌ فُلَانٌ؟ " فَسَكَتَ الْقَوْمُ،
قَالُوا: نَعَمْ، وَلَمْ يَحْضُرْ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"إِنَّ أَثْقَلَ الصَّلَاةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ وَالْفَجْرِ،
وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا، لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا، وَإِنَّ الصَّفَّ
الْأَوَّلَ عَلَى مِثْلِ صَفِّ الْمَلَائِكَةِ، وَلَوْ تَعْلَمُونَ فَضِيلَتَهُ لَابْتَدَرْتُمُوهُ،
إِنَّ صَلَاتَكَ مَعَ رَجُلَيْنِ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِكَ مَعَ رَجُلٍ، وَصَلَاتَكَ
مَعَ رَجُلٍ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِكَ وَحْدَكَ، وَمَا كَثُرَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَى اللهِ
"
ولا يظهر والله أعلم شهادة هذا الخبر للخبر السابق فإن في الخبر (وصلاة ثمانية
يؤمهم أحدهم أزكى عند الله من صلاة مائة تترى) ، وهذا المعنى غير موجود في حديث أبي
بل غاية ما يدل عليه أنه كلما كثر كان أفضل ، ولا شاهد لذكر الثمانية والمائة
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم