الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013

الكلام علىى زيادة : ( كانوا يتناشدون الشعر ) و ( كان أحدنا يجلس حيث ينتهي ) في حديث جابر بن سمرة



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

                   
قال مسلم في صحيحه 1470- [286-670] حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ (ح) وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، قَالَ : قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ : أَكُنْتَ تُجَالِسُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟
قَالَ : نَعَمْ كَثِيرًا ، كَانَ لاَ يَقُومُ مِنْ مُصَلاَّهُ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ الصُّبْحَ ، أَوِ الْغَدَاةَ ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ قَامَ ، وَكَانُوا يَتَحَدَّثُونَ فَيَأْخُذُونَ فِي أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ ، فَيَضْحَكُونَ وَيَتَبَسَّمُ.
      
وقال ابن أبي شيبة في المصنف 26586: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ ، عَن سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ، قَالَ :
 كُنَّا نَأْتِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَيَجْلِسُ أَحَدُنَا حَيْثُ يَنْتَهِي ، وَكَانُوا يَتَذَاكَرُونَ الشِّعْرَ وَحَدِيثَ الْجَاهِلِيَّةِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلاَ يَنْهَاهُمْ ، وَرُبَّمَا تَبَسَّمَ.

شريك بن عبد الله قال في التقريب (صدوق يخطىء كثيرا ، تغير حفظه منذ ولى القضاء بالكوفة ) ، وقد زاد زيادتين على زهير بن معاوية ولا يحتمل منه التفرد من دون زهير بن معاوية لذا اجتنب مسلم تخريج خبره لشذوذ زيادته

الزيادة الأولى: قوله ( وكانوا يتذاكرون الشعر )

الثانية : قوله (كُنَّا نَأْتِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَيَجْلِسُ أَحَدُنَا حَيْثُ يَنْتَهِي )

وقد روى الترمذي في جامعه هذا الخبر مختصراً مقتصراً على هذه الزيادة

قال الترمذي في جامعه 2725 : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسَ أَحَدُنَا حَيْثُ يَنْتَهِي.
 هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ , وَقَدْ رَوَاهُ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، أَيْضًا

فظن البعض أن زهير بن معاوية تابع شريكاً على هذه الزيادة ، وإنما أراد الترمذي أنه تابعه على أصل الحديث المطول كما أخرجه ابن أبي شيبة واختصره الترمذي .
 ولم يفهم المعلقون على المسند هذا فقالوا أنهم لم يقفوا على رواية زهير بن معاوية .
 وهل يعقل أن يهمل الناس رواية زهير بن معاوية ويخرجوا رواية شريك ، رواية زهير موجودة في صحيح مسلم وليس فيها تلك الزيادتين  ، وقد تتبعت روايات زهير بن معاوية لهذا الحديث فلم أجده تابع شريكاً على هاتين فعلاوة على رواية مسلم رواه عنه كل من
1- علي بن الجعد وحديثه في مسنده ( 2236)
2- عمرو بن خالد الحراني (1900 )

ولم يذكروا تلك الزيادة

ولو فرضنا جدلاً أن زهير بن معاوية روى تلك الزيادة فقد تكون شاذة عنه

وقال الطبراني في الكبير 1990 : حدثنا أحمد بن القاسم الطائي ثنا عبد الملك بن عبد ربه الطائي ثنا ابن السماك بن حرب عن أبيه عن جابر بن سمرة : قال : جالست النبي صلى الله عليه و سلم أكثر من مئة مرة في المسجد يجلس أصحابه يتناشدون الشعر وربما تذاكروا أمر الجاهلية فيبتسم النبي صلى الله عليه و سلم معهم

أقول : عبد الملك بن عبد ربه منكر الحديث كما قال الذهبي في الميزان  ، فالسند ضعيف جداً

وقد تابع شريكاً على زيادة ( تناشد الشعر ) قيس بن الربيع

قال أبو الشيخ الأصبهاني في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم 5 : حدثنا محمد بن يحيى المروزي ، نا عاصم بن علي ، نا قيس ، نا سماك ، عن جابر بن سمرة ، قال : قلت له : أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم ، كان طويل الصمت ، وكان أصحابه يتناشدون الشعر عنده ، ويذكرون أشياء من أمر الجاهلية ويضحكون ، فيبتسم معهم إذا ضحكوا

وقيس بن الربيع قال فيه في التقريب :" صدوق تغير لما كبر ، و أدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به  "

قد يكون خبره هذا مما أدخله ابنه عليه فيكون موضوعاً ، ولو قلنا أن خبره يصلح لعضد خبر شريك فإن ذلك في حال عدم تفردهما من دون هو أوثق فإن هذا يكون من باب تقوية الزيادة الشاذة بالزيادة الشاذة
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم