الجمعة، 15 نوفمبر 2013

الكلام على حديث : ( يحب أن يرى أثر النعمة عليه ويكره البؤس والتباؤس ويبغض السائل الملحف ويحب الحيي العفيف )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

                   
قال البيهقي في الشعب  6202 : أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا حاتم بن يونس الجرجاني ثنا إسماعيل بن سعيد الجرجاني ثنا عيسى بن خالد البلخي ثنا ورقاء عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
 إن الله عز و جل إذا أنعم على عبد نعمة يحب أن يرى أثر النعمة عليه ويكره البؤس والتباؤس ويبغض السائل الملحف ويحب الحيي العفيف المتعفف
      
الحديث بهذا اللفظ انفرد به ورقاء عن الأعمش ولا أصل له في المصادر المشهورة كالكتب الستة ومسند أحمد

وسلسلة الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة ، سلسلة مشهورة يتطلبها الحفاظ ، وورقاء صدوق وليس له عن الأعمش أي حديث في الكتب الستة

فهذا كله يوجب الريبة في كون هذا الحديث محفوظاً ، خصوصاً أن ورقاء كان يغلط في حديث منصور ، ومنصور قرين الأعمش

وقد خالفه عبد الله بن إدريس الأودي الثقة الثبت فاختصر المتن ، وخالفه في السند

قال ابن أبي شيبة في المصنف 25853- حَدَّثَنَا ابْنُ إدْرِيسَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ حَبِيبٍ ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْحَيِيَّ الْحَلِيمَ المتعفف ، وَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ السَّائِلَ الْمُلْحِفَ.

وهذا مرسل وهو الصواب 

 وقال الطبراني في الكبير 1024  :  حدثنا بكر بن مقبل البصري ثنا الخليل بن أسد النوشجاني ثنا رويم بن يزيد المقري ثنا سوار بن مصعب الهمداني عن عمرو بن قيس الملائي عن سلمة بن كهيل عن شقيق بن سلمة عن ابن مسعود قال :
 جاء رجل إلى فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا ابنة رسول الله ترك رسول الله صلى الله عليه و سلم عندك شيئا تطرفينيه ؟ فقالت : يا جارية هاتي تلك الجريدة فطلبتها فلم تجدها فقالت : ويحك اطلبيها فإنها تعدل عندي حسنا و حسينا فطلبتها فإذا هي رمتها في قمامتها فإذا فيها قال محمد صلى الله عليه و سلم : ليس من المؤمنين من لم يأمن جاره بوائقه من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت والله يحب الحيي الحليم الضعيف المتعفف ويبغض الفاحش البذيء السائل الملحف إن الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة وإن الفحش من البذاء والبذاء في النار  .

سوار متروك .


ولقوله (إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْحَيِيَّ الْحَلِيمَ المتعفف ، وَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ السَّائِلَ الْمُلْحِفَ) شواهد

قال هناد بن السري في الزهد 1346 - حدثنا وكيع ، عن الربيع ، عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
 إن الله يحب الحيي الحليم المتعفف  ، ويبغض  البذيء  الفاحش السائل الملحف  .

وهذا مرسل والربيع بن صبيح ضعيف
ومراسيل الحسن ضعيفة جداً على الصحيح

وقال ابن أبي الدنيا في الحلم
55 - حدثني إسحاق بن إسماعيل ، نا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الله يحب الحليم الحيي الغني المتعفف ، ويبغض الفاحش  البذيء السائل الملحف  »

وهذا مرسل

وقال الطبري في تفسيره 6231 : حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة قوله:"لا يسألون الناس إلحافًا"، ذكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:"إن الله يحب الحليمَ الغنيّ المتعفف، ويبغض الغنيّ الفاحشَ البذِىء السائلَ الملحفَ

وهذا مرسل وقتادة من تلاميذ الحسن

وهناك مراسيل أخرى
وليس له إسناد قائم 

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم