الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013

الكلام على زيادة : ( فمن أحب عباد الله إلى الله ؟ قال : أحسنهم خلقا )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

                   
قال الطبراني في الكبير   471 : حدثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني حدثني أبي ثنا عيسى بن يونس عن عثمان بن حكيم عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك قال :
 كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه و سلم كأن على رؤوسنا الطير ما يتكلم منا متكلم إذ جاءه أناس فقالوا : يا رسول أفتنا في كذا ؟
 فقال  أيها الناس وضع الله الحرج إلا من اقترض من أخيه قرضا فذلك الذي حرج وهلك .
 قالوا : أفنتداوى يا رسول الله ؟
 قال : نعم إن الله عز و جل لم ينزل داء إلا أنزل له دواء غير داء واحد
 قالوا : يا رسول الله وما هو ؟ قال :  الهرم  
قالوا : فمن أحب عباد الله إلى الله ؟ قال :  أحسنهم خلقا
      
هذا ظاهره الصحة .
 ولكن قوله (فمن أحب عباد الله إلى الله ؟ قال : أحسنهم خلقا )
شاذ وصواب الخبر قالُوا: مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ النَّاسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: خُلُقٌ حَسَنٌ.

قال الإمام أحمد في مسنده 18454 : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ، قَالَ:
أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَصْحَابُهُ عِنْدَهُ  كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمْ الطَّيْرُ، قَالَ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، وَقَعَدْتُ، قَالَ: فَجَاءَتِ الْأَعْرَابُ، فَسَأَلُوهُ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَتَدَاوَى؟
 قَالَ: «نَعَمْ، تَدَاوَوْا، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ دَوَاءً غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ الْهَرَمُ.
 قَالَ: وَكَانَ أُسَامَةُ حِينَ كَبِرَ يَقُولُ: «هَلْ تَرَوْنَ لِي مِنْ دَوَاءٍ الْآنَ؟.
 قَالَ: وَسَأَلُوهُ عَنْ أَشْيَاءَ، هَلْ عَلَيْنَا حَرَجٌ فِي كَذَا وَكَذَا.
 قَالَ: «عِبَادَ اللَّهِ، وَضَعَ اللَّهُ الْحَرَجَ إِلَّا امْرَأً اقْتَرَضَ امْرَأً مُسْلِمًا ظُلْمًا، فَذَلِكَ حَرِجَ، وَهَلَكَ.
 قَالُوا: مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ النَّاسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «خُلُقٌ حَسَنٌ»

ولا شك أن شعبة أوثق من عثمان بن حكيم وقد تابع شعبة سفيان بن عيينة

قال ابن ماجه في سننه 3436: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ ، قَالَ : شَهِدْتُ الأَعْرَابَ يَسْأَلُونَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ : أَعَلَيْنَا حَرَجٌ فِي كَذَا ؟ أَعَلَيْنَا حَرَجٌ فِي كَذَا ؟
 فَقَالَ لَهُمْ : عِبَادَ اللهِ ، وَضَعَ اللَّهُ الْحَرَجَ ، إِلاَّ مَنِ اقْتَرَضَ ، مِنْ عِرْضِ أَخِيهِ شَيْئًا ، فَذَاكَ الَّذِي حَرِجَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ : هَلْ عَلَيْنَا جُنَاحٌ أَنْ لاَ نَتَدَاوَى ؟ قَالَ : تَدَاوَوْا عِبَادَ اللهِ ، فَإِنَّ اللَّهَ ، سُبْحَانَهُ ، لَمْ يَضَعْ دَاءً ، إِلاَّ وَضَعَ مَعَهُ شِفَاءً ، إِلاَّ الْهَرَمَ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ الْعَبْدُ قَالَ : خُلُقٌ حَسَنٌ.

وتابعه أيضاً أبو عوانة

قال البخاري في الأدب المفرد 291- حَدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم وَجَاءَتِ الأَعْرَابُ، نَاسٌ كَثِيرٌ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا، فَسَكَتَ النَّاسُ لاَ يَتَكَلَّمُونَ غَيْرَهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَعَلَيْنَا حَرَجٌ فِي كَذَا وَكَذَا؟ فِي أَشْيَاءَ مِنْ أُمُورِ النَّاسِ، لاَ بَأْسَ بِهَا، فَقَالَ: يَا عِبَادَ اللهِ، وَضَعَ اللهُ الْحَرَجَ، إِلاَّ امْرَءًا اقْتَرَضَ امْرَءًا ظُلْمًا فَذَاكَ الَّذِي حَرِجَ وَهَلَكَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَتَدَاوَى؟ قَالَ: نَعَمْ يَا عِبَادَ اللهِ تَدَاوَوْا، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلاَّ وَضَعَ لَهُ شِفَاءً، غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ، قَالُوا: وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: الْهَرَمُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ الإِنْسَانُ؟ قَالَ: خُلُقٌ حَسَنٌ.

وكذا تابعه زائدة وحديثه عند الطبراني (456) .
 وسفيان الثوري ومسعر وحديثهم عند ابن أبي شيبة في المصنف (25824 )

إذا علمت فلا تنفع عثمان بن حكيم متابعة الأجلح الكندي وهو مضعف وخبره عند أحمد في المسند (18456)
فهذه الزيادة ضعيفة

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم