الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013

الكلام على حديث : ( رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

                   
قال الحاكم  5387 : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو جعفر محمد بن علي الوراق بحمدان ثنا يحيى بن يعلى المحاربي ثنا زائدة عن منصور عن زيد بن وهب عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد
      
ليس هذا محفوظاً عن زائدة

قال الطبراني في الكبير [ 8458 ] حدثنا محمد بن النضر الأزدي ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة عن منصور عن القاسم بن عبد الرحمن قال حدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رضيت لأمتي بما رضي لها بن أم عبد

وقال ابن أبي شيبة في المصنف 32896: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : رَضِيت لأُمَّتِي مَا رَضِيَ لَهَا ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ.

وهذا معضل فالقاسم من صغار التابعين

وقد رجح الدارقطني الرواية المرسلة فقد سئل في العلل :" 820- وسُئِل عَن حَدِيثِ عَبدِ الرَّحمَنِ ، عَن أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم : رَضِيتُ لِأُمَّتِي ما رَضِي لَها ابن أُمِّ عَبدٍ ، وكَرِهتُ ما كَرِه ابن أُمِّ عَبدٍ.
فَقال : يَروِيهِ مَنصُورُ بن المُعتَمِرِ ، عَنِ القاسِمِ بنِ عَبدِ الرَّحمَنِ واختُلِف عَنهُ ؛ فَرَواهُ عَمرو بن أَبِي قَيسٍ ، عَن مَنصُورٍ ، عَنِ القاسِمِ ، عَن أَبِيهِ ، عَنِ ابنِ مَسعُودٍ.
قال ذَلِك ابن حُمَيدٍ الرّازِيُّ ، عَن هارُون بنِ المُغِيرَةِ ، عَن عَمرٍو.
وَخالَفَهُ زائِدَةُ ، فَرَواهُ عَن مَنصُورٍ ، عَنِ القاسِمِ ، قال : حَدَّثتُ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ مُرسَلاً.
والمُرسَلُ هُو أَثبَتُ"

وقال البزار في مسنده 1753 : كتب إلي محمد بن حميد يخبرني في كتابه ، أن هارون بن المغيرة حدثه قال : نا عمرو بن أبي قيس ، عن منصور يعني ابن المعتمر ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
 رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد ، وكرهت لأمتي ما كره لها ابن أم عبد .
 ولا نعلم أسند منصور ، عن القاسم ، عن أبيه ، عن عبد الله إلا هذا الحديث ، ولا نعلم رواه مسندا إلا عمرو بن أبي قيس من حديث محمد بن حميد ، عن هارون ، وقد روي عن منصور ، عن القاسم بن عبد الرحمن مرسلا

محمد بن حميد تالف ، وقد خولف فرواه  غيره عن القاسم بن عبد الرحمن معضلاً

وقال أحمد في فضائل الصحابة 1539 : قثنا وكيع قثنا مالك يعني بن مغول عن عبد الرحمن بن سعيد بن وهب قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
 رضيت لأمتي رضي لها بن أم عبد

أقول : عبد الرحمن بن سعيد بن وهب تابعي كوفي صغير من طبقة القاسم فيحتمل أن يكون مخرج الخبرين واحداً

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد :" وعن ابى الدرداء قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة خفيفة
فلما فرغ من خطبته قال يا أبا بكر قم فاخطب فقصر دون رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغ من خطبته قال يا عمر قم فاططب فقام فقصر دون رسول الله صلى الله عليه وسلم ودون أبى بكر فلما فرغ من خطبته قال يا فلان قم فاخطب فشقق القول  فقال له رسول الله صلى الله
عليه وسلم اسكت أو اجلس فان التشقيق من الشيطان وإن البيان من السحر وقال يا ابن أم عبد قم فاخطب فقام ابن أم عبد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس إن الله عزوجل ربنا وان الاسلام ديننا وان القرآن امامنا وان البيت قبلتنا وان هذا نبينا وأومأ بيده إلى النبي صلى الله عليه وسلم رضينا ما رضى الله تعالى لنا ورسوله وكرهنا ما كره الله تعالى لنا ورسوله فقال النبي صلى الله عليه وسلم أصاب ابن أم عبد أصاب ابن أم عبد وصدق رضيت بما رضى الله
تعالى لى ولامتى وابن أم عبد . رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن عبد الله بن عثمان بن خثيم لم يسمع من أبى الدرداء"

أقول : عبد الله بن عثمان بن خثيم من صغار التابعين وعامة شيوخه لم يسمعوا من أبي الدرداء ، وهو مكي وأبو الدرداء شامي فلو عاصره لكان الخبر منقطعاً فالخبر معضل

وهذه المعضلات لا تصلح للاعتضاد والله أعلم
فالحديث لا يثبت .
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم