الخميس، 10 أكتوبر 2013

حكم استخدام البخور في الرقية



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

                           
فمما اشتهر عند كثير من عوام المسلمين استخدام البخور في الرقية ، واعتقاد أن البخور يدفع العين ويؤذي الجن وغيرها من الاعتقادات
وفي الواقع لا أعرف لهذه الاعتقادات أصلاً صحيحاً من الكتاب والسنة آثار الصحابة

وقد نبه شيخ الإسلام ابن تيمية أن هذا الاعتقاد إنما أخذ من النصارى

قال شيخ الإسلام في اقتضاء الصراط المستقيم (1/432) :
" وإنما عددت أشياء من منكرات دينهم، لما رأيت طوائف المسلمين قد ابتلي ببعضها
 وجهل كثير منهم أنها من دين النصارى الملعون هو وأهله، وقد بلغني أيضا أنهم يخرجون في الخميس الذي قبل ذلك، أو يوم السبت، أو غير ذلك، إلى القبور ؛ يبخرونها
 وكذلك ينحرون في هذه الأوقات وهم يعتقدون أن في البخور بركة، ودفع أذى - وراء كونه طيبا - ويعدونه من القرابين مثل الذبائح"

وقال أيضاً (1/ 433) :" وأعني بالعامة هنا : كل من لا يعلم حقيقة الإسلام، فإن كثيرا ممن ينتسب  إلى فقه أو دين قد شارك في ذلك، ألقي إليهم هذا البخور المرقي ينتفع  ببركته، من العين والسحر والأدواء والهوام"

فنسب شيخ الإسلام اعتقاد أن البخور المرقي ينفع في دفع الهوام والعين والسحر إلى من لا معرفة له بحقيقة الإسلام

وقال أيضاً (1/458) :" اتخاذه موسما لبيع البخور وشرائه ، وكذلك شراء البخور في ذلك الوقت إذ اتخذ وقتا للبيع ، ورقي البخور مطلقا في ذلك الوقت أو في غيره ، أو قصد شراء البخور المرقي فإن رقي البخور واتخاذه قربانا هو دين النصارى والصابئين ، وإنما البخور طيب يتطيب بدخانه كما يتطيب بسائر الطيب من المسك وغيره مما له أجزاء بخارية وإن لطفت ، أو له رائحة محضة ، ويستحب التبخر حيث يستحب التطيب "

فنص شيخ الإسلام على أن البخور لا يعدو كونه طيباً ، وأن اتخاذه للرقية والقربان هو دين النصارى والصابئين ، فينبغي البعد عن استعماله في باب الرقية لأنه لا يدرى أصل هذا الأمر فلعله قربان للشياطين ، وأن النفع يحصل للمرقي في هذا من باب الاستدراج

والرقية الشرعية من الحمة والعين وغيرها بالقرآن والأدعية الواردة بالسنة ، وما تحققنا أنه ليس بشرك والله أعلم
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم