السبت، 19 أكتوبر 2013

المعطلة والمشركون وجهان لعملة واحدة ...



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


في ظل تمييع الخلاف مع المعطلة يحتاج المرء إلى ذكر بعض ما كان من المسلمات السلفية والله المستعان

قال ابن القيم في الكافية الشافية

فصل: في بيان أن المعطل شر من المشرك
لكن أخو التعطيل شر من أخي الـ ... إشراك بالمعقول والبرهان
إن المعطل جاحد للذات أو ... لكمالها هذان تعطيلان
متضمنان القدح في نفس الألو ... هة كم بذاك القدح من نقصان
والشرك فهو توسل مقصوده الز ... فى من الرب العظيم الشان
بعبادة المخلوق من حجر ومن ... بشر ومن قبر ومن أوثان
فالشرك تعظيم بجهلٍ من قيا ... س الرب بالأمراء والسلطان
ظنوا بأن الباب لا يغشى بدو ... ن توسط الشفعاء والأعوان
ودهاهم ذاك القياس المستبيـ ... ن فساده ببداهة الإنسان
الفرق بين الله والسلطان من ... كل الوجوه لمن له أذنان
إن الملوك لعاجزون وما لهم ... علمٌ باحوال الرعايا دانِ
كلا ولا هم قادرون على الذي ... يحتاجه الإنسان كل زمان
كلا وما تلك الإرادة فيهم ... لقضا حوائج كل ما إنسان
كلا ولا وسعوا الخليقة رحمةً ... من كل وجهٍ هم أولوا النقصان
فلذلك احتاجوا إلى تلك الوسا ... ئط حاجةً منهم مدى الأزمان
أما الذي هو عالم للغيب مقـ ... تدر على ما شاء ذو إحسان
وتخافه الشفعاء ليس يريد منـ ... هم حاجة جل العظيم الشان
بل كا حاجات لهم فإليه لا ... لسواه من ملك ولا إنسان
وله الشفاعة كلها وهو الذي ... في ذاك يأذن للشفيع الداني
لمن ارتضى ممن يوحده ولم ... يشرك به شيئاً كما قد جاء في القرآن
سبقت شفاعته إليه فهو مشـ ... فوع إليه وشافع ذو شان

إلى آخر أبياته ومعناها أن المعطل شر من وجه من المشرك
وذلك ان المعطل منتقص مشبه لله بالعدم أو بالأخرس إذا نفى الكلام بيد أن المشرك معظم بجهل
فإنه يشبه الله عز وجل بملوك الدنيا الذين لا يدخل عليهم إلا بواسطة ، والتشبيه بالملك خيرٌ من التشبيه بالعدم

قال الآجري في الشريعة 175 : حدثنا أبو الفضل جعفر بن محمد الصندلي قال : حدثنا الفضل بن زياد قال : سألت أبا عبد الله عن عباس النرسي ، فقلت : كان صاحب سنة ؟
 فقال : رحمه الله قلت : بلغني عنه أنه قال : ما قولي : القرآن غير مخلوق ، إلا كقولي : لا إله إلا الله ، فضحك أبو عبد الله ، وسر بذلك .
 قلت : يا أبا عبد الله ، أليس هو كما قال ؟ قال : بلى

وهذا إسناد صحيح ، وتأمل قوله ( القرآن غير مخلوق ، إلا كقولي : لا إله إلا الله)

نعم العبارتان فيهما السلامة من الكفر والشرك ، ففي الأولى سلامة من كفر المعطلة بكل أصنافهم ( معتزلة وأشاعرة ) ، والثانية فيها السلامة من شرك المشركين

وكلاهما تحقيق للتوحيد فتأمل
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم